آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: توقف قليلا من فضلك لا تبكي ... فالنهاية لم تكتب بعد

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية انتصارابراهيم الآلوسي
    تاريخ التسجيل
    17/09/2009
    المشاركات
    20
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي توقف قليلا من فضلك لا تبكي ... فالنهاية لم تكتب بعد

    توقف قليلا من فضلك لا تبكي ... فالنهاية لم تكتب بعد

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وثيقة عار للأنظمة العربية والإسلامية
    صدق أو لا تصدق
    شهادة السيدة العجوز سفيرة معتقلات وسجون الاحتلال الأمريكي خطوة بخطوة
    -1-
    انتصار ابراهيم الآلوسي

    (وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا )النساء (75)

    من الغرابة أن تصدق ما تشاهدهُ على شاشة التلفاز لانتصارات قامت بها قوات الاحتلال الأمريكي لنصرة حقوق الإنسان وحرية المرأة. بينما تنزوي المشاهد المريعة للجرائم والانتهاكات في زاوية مظلمة يستهدف الصغير قبل الكبير, الشيخ قبل الشاب والمرأة. ثم يظهر بطل التحرير والسلام والحرب ضد الإرهاب بوش المنتهية ولايته متبجحاً بأكذوبته:ـ لقد جئنا بالديمقراطية وحرية المرأة . في خضم المجازر والانتهاكات تصدر المنظمة الدولية لحقوق المرأة MADRالكثير من التقارير حول أوضاع نساء العراق, لتكشف عن القدر الواسع من الإهمال والدمار, التعسف, التهديد بالقتل، اعتداءات جنسية، والأهم القتل غسلاً للعار والعنف المنزلي, وهذا تحديداً جعل الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوربية تأتي بجيوشها مسببة دماراً شاملا على جميع الأصعدة لتحرير المرأة من الرجل!!, ومن أجل ذلك دفع العراق أكثر من 2.5 مليون ضحية, و 800 ألف رجل مغيب أو مفقود والحقيقة 800 ألف من قبورٍ بلا شواهد سوى أرقاماً من دون هوية . هكذا أخذت المرأة في ظل الديمقراطية حريتها وغرقت بحقوقها حتى ورثت أكثر من 5 مليون يتيماً بلا معيل, 90 ـ100 قتيل ضحية يومياً, فيما تغرق مدن العراق بأطفال الشوارع, المدمنين, المنحرفين, المصابين بمرض الايدز, المتسولين, اللصوص والعصابات مع ازدهار تجارة الرقيق وتجارة الأعضاء البشرية و و . فالحرب أضافت للمرأة أعباءً فوق أعبائها كالترمل في سنٍ مبكر والجري خلف لقمة تسد بها جوع أيتامها. أو مطاردة من قبل المحتل ومليشياته, إن لم تكن مغلوبة على أمرها حبيسة السجون والمعتقلات ( لم تظهر إحصائيات المنظمة أي تقارير حول هذه الجرائم والانتهاكات). إن احتلال العراق (من قبل الإرهابي الصليبي بوش وجيوشه الحليفة) لا دخل له بالمفهوم الذي تتحدث عنه المنظمات وترويه, كقصص العنف المنزلي والقتل غسلا للعار, فنساء العراق وحرائره أسمى وأشرف من أن تدنس أعراضهن, أو يرتكبن مثل هذه الحماقات. عراقيات مسلمات يقبعن في غياهب المعتقلات وعتمة الألم وظلم المحتل عرضة لهؤلاء المرتزقة الذين لا يفرقون بين القانون الدولي , مفهوم حقوق الإنسان , مقررات معاهدة جنيف, وبين الهمجية والغوغائية والتخلف والوحشية. أو بين القيم الأعراف السماوية وأعراف وقوانين رعاة البقر . هنا تحديداً نتساءل, ماذا حدث ويحدث في عراق الديمقراطية والحرية ؟ سؤال تجيب عليه السيدة الفاضلة والمعلمة والأم فاطمة. التي دار بها الزمن لتكون سفيرة سجون ومعتقلات الاحتلال, مع ابنتها الشابة التي لم تبلغ السابعة والعشرين . القصة ستروى بالكامل لمحاجة الاحتلال المجرم والعملاء والخونة وقادة الأنظمة الإسلامية والعربية التي باتوا خطراً على الشعب العربي والإسلامي. *السيدة الكريمة أم محمد. ـ بل فاطمة أحب بنات الرسول (ص) عليه, حتى يدرك القادة العرب الذين دعموا وساندوا الاحتلال, ما هم إلا متآمرين على الإسلام والعرب. * سيدة فاطمة نحن لا نعزيك بل نعزي أنفسنا بالمرارة التي تشعرين بها , والظلم الذي وقع عليك أو على أي امرأة عربية أو مسلمة وقع على نساء المسلمين والعرب جميعاً. السيدة فاطمة مقاطعة:ـ ليس كل مَن حمل أسماً عربيا يعني أنه عربي . وليس كل مَن سجد يعني أنه مسلم . حكايتي مع بداية الاحتلال حين أقدمت القوات الظالمة الكافرة بتفجير بوابة منزلي, وهجومهم علينا كالكلاب السائبة. قتلوا زوجي وولدي داخل المنزل وأمام عيني بدمٍ بارد وقلبٍ حاقد, عند الساعة 3.28 دقيقة صباحا , من يوم الخميس 21/7/2003( اذكر الوقت بالتحديد, لأني نهضت من فراشي للصلاة ). بقيت أنا وابنتي جنان نصرخ ونستنجد بالله وبالشرفاء. لم ترحل قوات الغازي بل فتشت المنزل وسرقة أموالنا ومصوغاتنا الذهبية ودمرته بالكامل. ثم تقدم رجل يرتدي ملابس المارينز من ابنتي. كان يتحدث بلهجة خليجية, هذا الزنجي القبيح الحقير رفع عنها حجاب رأسها وقال:ـ ( لنرى ماذا تخبئ الماجدة العراقية تحت حجابها الكاذب ). بصقت أبنتي في وجهه, فلكمها بقوة أسقطها أرضاً قائلاً:ـ ( لا تكوني شريفي برأسي ) فنهره أحد جنود الاحتلال. رجع نفس الجندي ورفع ابنتي وأوقفها على قدميها ثم كبل يديها خلف ظهرها, وأسدل شعرها بيده وهو يقول :ـ هكذا أجمل. وحين حاولت منعه أمسك بي الجنود بقوة. قفزت نحو كتاب الله وحملته بيدي وقلت له:ـ دخيل الله ودخيل القران وأنت عربي مسلم , لا تأخذ أبنتي وانحنيت أقبل قدمه . إلا أنه ضرب كتاب الله بقدمه وأخذ يضربني قائلا:ـ أين القران حين دخلتم الكويت, فصرخت أبنتي به ياكافر . قال مهدداً:ـ سترين ما سيفعله الكافر بك. فقلت :ـ دعك منها, إنها لا تعرف ما تقول, خذني وافعل بي ماشئت واتركها. أعتبرها عرضك. قفز على فاطمة وأمسك برقبة الكلابية وشقها إلى نصفين, وفاطمة تصرخ تحاول أن تستر جسدها من دون فائدة, ثم قبلها بحقارة ونجاسة ( هذا الكافر البائس الدنيء):ـ ( هذه هي الماجدة العراقية وين صدام حسين . خل يشوف الماجدة إلي حارب من اجلها) . ثم بدأ يوجه الشتائم البشعة والألفاظ النابية على سيدة بعمر والدته وفتاة بعمر شقيقته . بعدها قيدونا وأغمضوا عيوننا, وصعدنا الهمر. لا أعرف هل أبكي على ولدي البكر الذي تركته غارقا بدمائه أم زوجي العجوز ورفيق عمري وذكريات شبابي, أم على أبنتي التي ستضيع مني قريبا . والله لا أخفيك سراً دعوت من الله أن يُميتها حتى لا ينتهك عرضنا. والعرض ياأختي غالي أغلى من الولد. كنت في سري أقول :اللهم لا تخذلنا , ولا تذلنا , ولا تجعل أمرنا بيد عدونا , اللهم هذا عرضي وشرفي بين يديك أرحمه من هؤلاء الأنجاس. كنت بلا حول ولا قوة . تركت لساعات طويلة من دون أن أعرف أين أنا وأين أبنتي , ثم أقترب مني أحدهم وأزاح الغطاء عن عيني , فتلفت أبحث عن أبنتي. أقترب نفس المترجم الكويتي القذر. فتوسلت به:ـ أنت مثل أبني, أرجوك أرحم عمري وأرحم أبنتي من العار, لا تدنس عرضنا . قال :ـ أسكتي أمي شريفة. وجيء بفاطمة, أقترب منها وهو يضع يده عليها:ـ لماذا أنت محجبة ؟ وبدأ يغرز أصابعه بقسوة في جسدها وهي تصرخ. حتى حضر الضابط الأمريكي الذي لم تفارق عينيه أبنتي. والله العظيم دعوت من قلب أم ثكلى وأرملة مظلومة على كل قادة الأنظمة العربية والإسلامية الذين ساندوا وشاركوا الاحتلال وعرضونا لكل هذا. ومازلت أدعوا كل صباح ومساء, حسبنا الله ونعمة الوكيل عليكم ياخونة الله ياأنجاس . وأجهشت السيدة العجوز بالبكاء وهي تقول لقد نسانا الله . لقد نسي الله العراق وأهله ( هذه العبارة اسمعها دائما ) . *الله سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل. ماذا حدث بعد ذلك؟ :ـ أخذ الضابط يصرخ بوجه المترجم الكويتي ثم قام بطرده خارج الغرفة , وأمر بحبسي وابنتي في زنزانتين منفردتين. توسلت بالضابط أن يترك أبنتي, لأن أعرافنا لا تسمح بسجن الفتاة, فدفعني وخرج. *كيف كان اليوم الأول ؟ :ـ سجنت في زنزانة صغيرة بالكاد تتسع لشخص واحد, تركت هناك لدهر من الزمن , وقبل دخولي الزنزانة جاءت جندية من الاحتلال وأمرتني بخلع جميع ملابسي وحين أخبرتها بأني مسلمة وعربية, وأني حاجة بيت الله وأرتدي الحجاب منذ طفولتي. انهالت علي بعصا سميكة, وأمرت الجنود بتمزيق ملابسي, بعدها فتشت جسدي تبحث عن علامات أو أثر لرصاصة. ثم سحبتني وأنا عارية إلى الزنزانة, عرفت منها إننا في المنطقة الخضراء ( مقر حكومة الاحتلال, والسفارة الأمريكية والبريطانية. لكني لم اعرف هل توجد أيضا سفارة إسرائيلية ). جاء الجنود وأخذوني إلى غرفة التحقيق وأنا عارية تماما. كان الضابط يجلس خلف طاولة كبيرة والغرفة مليئة بآثار الدم, فقال:ـ أجلسي. فجلست, كنت أرتجف خوفاً ورعباً على أبنتي (لأن مَن بمثل عمري بعيدة عن الاعتداء والتحرش) متسائلة داخلي ماذا حل بجنان؟ هل تحرشوا بها؟ هل قتلوها ثم استغفر الله. قال لي :ـ أنت بعثية صدامية . قلت:ـ بعثية نعم. كلنا بعثيون. أما صدامية فهذا مصطلح جديد علي. بصق في وجهي وقال:ـ أجيبي فقط على السؤال, ما أسم المجموعة الإرهابي التي يقودها زوجك؟ وأين هم الآن؟ ما هي عناوينهم, وأين يختبئ زوجك ويخبئ الأموال والأسلحة؟ قلت:ـ لقد قتل جنودك زوجي وولدي وتركوهم في المنزل. لم يترك لي الوقت حتى أقترب مني بصق في وجهي ثم ضربني بشدة وقال:ـ يا عاهرة تريدين اتهامنا بمقتل زوجك. ثم أمر جنوده بتكبيل قدمي بالكرسي , وأخذ يرفس الكرسي فينقلب, ثم يقوم بركلي وهكذا حتى فقدت الوعي. وحين استعدت وعيي كنت ممددة فوق الأرض وقد حل وثاقي وربطت رجلي متباعدتين عن بعضهما, رأيت الجنود عراة وبيد أحدهم كاميرا يصور, ثم . . . . . ( نقتطع الحديث حرصاً على خدش حياء أختنا المجاهدة الصابرة السيدة العجوز فاطمة ولغيرتنا على أعراض المسلمين, حسبنا الله ونعم والوكيل) . رحل صوت السيدة فاطمة متقطعا مخنوقاً وهي تجهش بالبكاء محتسبة الله عز وجل. *سيدة فاطمة : ماذا حدث بعد ذلك ؟ ـ بقيت في المنطقة الخضراء قرابة شهر, أستمر فيها الاعتداء والتعذيب يومياً ولثلاث ساعات على الدوام حتى أفقد وعيي, عندها لا ينفع الماء البارد أو الحار فيكبوني كالقمامة في الزنزانة . * هل سمعت صراخ نساء أخريات ؟ ـ نساء كثيرات, يصرخن كل الليل, يدخل جنود الاحتلال لأكثر من مرة في الزنزانة الواحدة, وهناك زنازين لن يغفل عنها أحداً, خاصة حين تكون النزيلة صغيرة أو بنت أو شقيقة مسئول أو ضابط. عجوز لم تسلم من وهولاء الوحوش . والغريب لم أسمع صوت أبنتي أبدا لأن الأصوات اختلطت علي, وهذا ما أزاح عن كاهلي الكثير وأن الله استجاب لدعائي وماتت . كان يسمح لي بالذهاب إلى الحمام مرة واحدة يومياً, أرى فيها فتيات صغيرات عاريات تماما , يقفن باستحياء, لم يتجاوزن الرابعة عشر وقد غطت أجسادهن الدماء والقذارة وأثار التعذيب والإغتصاب, لا بل البعض منهن حوامل ( سترهن الله ورحمهن ), أنت لم تعرفي أو تفهمي الإحساس الذي تشعر به الأم حين ترى هذا المنظر ولديها ابنة (ياالله خلصيني من العذاب). بعدها وعند الفجر جاءت الجندية المسئولة على الحراسة ومعها بعض الجنود وسحبوني كالشاة إلى غرفة التعذيب, وفي الغرفة عند الحائط تكوم شبح عاري, وقد حلق شعره, لم أتعرف عليه في بادئ الأمر ثم أدركت أن الشبح كان لجنان ابنتي, وحين حاولت احتضانها انهال علي الجنود بالضرب وأبعدوني عنها. ( قصة طويلة وسلسة من الانتهاكات تعرضت لها السيدة فاطمة وابنتها وكثير من النزيلات البريئات في سجون الاحتلال. ستكمل تفاصيلها الدقيقة في أربعة أجزاء لطولها). (فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ )آل عمران (146 ) ملاحظة: الأسماء محفوظة لدينا حرصاً على سلامة هذه الآسرة التي فقدت السلام. والعنوان ضياع بعدك يا عراق. مهداة إلى قادة الأنظمة العربية والإسلامية الذين شاركوا الاحتلال ولائمه مع كل الاحترام والتقدير لمواقفهم المشرفة النبيلة إزاء العراق وسوريا وفلسطين وأفغانستان و و... وفقهم الله عبيداً لتمرير المخططات الإمبريالية والصهيونية, وجعلهم أكثر ذلة في خدمة أسيادهم. وإلى شرفاء العالم الإسلامي والعربي وإلى المجاهدين في أراضينا متأملين منهم رد الاعتبار لنا, والأخذ بالثأر لشرفنا واسترداد حقوقنا المسلوبة بالكامل. رابطة توثيق الانتهاكات وحقوق الإنسان في العراق البريد الالكتروني : d_waged@yahoo.com اياك أن تضع لايك , لأن الحقيقة مرَّ.. إلى اصحاب راية لا اله الا الله.. وإلى كل المجاهدين أينما يكونوا.. و كل شريف وصاحب غيرة ونخوة ان يقرأ الموضوع باجزائه الاربعة ثم يتخذ القرار اما ..أو ... اما أن تكون انسانا كريما مرفوع الرأس أو تختار طريق الخوالف والصمت
    رابطة توثيق الأنتهاكات وحقوق الأنسان في العراق
    d_waged@yahoo.com

    التعديل الأخير تم بواسطة انتصارابراهيم الآلوسي ; 19/06/2018 الساعة 01:44 PM

  2. #2
    عـضــو الصورة الرمزية انتصارابراهيم الآلوسي
    تاريخ التسجيل
    17/09/2009
    المشاركات
    20
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي توقف قليلا من فضلك لا تبكي ... فالنهاية لم تكتب بعد -2 -

    توقف قليلا من فضلك لا تبكي ... فالنهاية لم تكتب بعد


    بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
    وثيقة عار للأنظمة العربية والإسلامية
    صدق أو لا تصدق شهادة السيدة العجوز سفيرة معتقلات وسجون الاحتلال الأمريكي خطوة بخطوة
    - 2 -

    انتصار إبراهيم الآلوسي

    ( يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَالَمُوا ا) حديث قدسي
    (لا يعرض أحد لتدخل تعسفي في حياته الخاصة أو أسرته أو مسكنه أو مراسلاته أو لحملات على شرفه وسمعته، ولكل شخص الحق في حماية القانون من مثل هذا التدخل أو تلك الحملات) الإعلان العالمي لحقوق الإنسان/المادة 12
    عن مسئولي الدفاع الأمريكيون: إنه في أواخر عام 2002 وافق وزير الدفاع دونالد رامسفيلد على طلب من جانب المحققين باستخدام أساليب تتجاوز المتعارف عليه في الأعراف العسكرية. أولت الأمم المتحدة أهمية كبيرة لحقوق الإنسان وحمايته بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، تحديداً قضايا الإرهاب، وكانت الشغل الشاغل للأمم المتحدة ومؤسساتها، فأقرت بواجب الدول لحماية مَن يعيشون في ظل ولايتها القانونية من كل ما يتسبب لهم بالمآسي والدمار والموت. أولى القضايا كانت حقوق الإنسان والحفاظ على سلامته وكرامته، وشدد الأمين العام والمفوض السامي لحقوق الإنسان وباقي المنظمات التابعة للأمم المتحدة على احترام قواعد وقوانين حقوق الإنسان. لحد هنا جيد ومقبول لكن ما لم يناقش بشكل أساسي وواضح مفهوم الإرهاب، وماذا يعني، ومَن هو الإرهابي، وأي من الدول تهدد أمن وسلامة المجتمع الدولي وشعوب العالم، وهل أن الدفاع عن سيادة الأمة والوطن والعرض والدين يدخل من ضمن قائمة الإرهاب، وما هو الوضع القانوني للاحتلال وسرقة مقدرات الدول ووضعها تحت البند السابع لمقررات مجلس الأمن وفرض عقوبات اقتصادية مدمرة، أو ماذا يعني الصمت المخيف إزاء الهجوم التتري الوحشي الأمريكي على العراق وأفغانستان، وما هو الوضع القانوني للمعاملة الشرسة والمجازر المستمرة والحصار الذي يفرضه الكيان الصهيوني على فلسطين؟ وهل هذا يعني أن الأمة الإسلامية تحديدا هي مَن تمثل الإرهاب بالرغم من جبنها وانصياعها وخذلانها. فأي قواعد وحقوق يجب أن تحترم، وأين دور الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها والقانون الدولي من الاعتقالات والمداهمات الأمريكية ومليشياتها الحكومية (الحرس ومغاوير الشرطة والمؤسسات الأمنية) وهي تمثل الروتين اليومي الذي يمارس على الشعب العراقي منذ الاحتلال عام 2003 ولغاية اليوم لإيجاد روابط وصلات بين العراق والقاعدة، هذا ما أورده تقرير لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي، وتحديدا ما سعى إليه تشيني ورامسفيلد لتبرير حملة غزو واجتياح العراق. فعكفت هذه المؤسسات بالضغط على المعتقلين وانتزاع معلومات واعترافات تفرضها عليهم بالتعذيب الوحشي والبطش، والتي لا تمت للحقيقة بصلة. إن ما أدلى به الطبيب النفسي الأسبق للجيش، الرائد تشارلز بورني خير برهان : (كنا نركز في معظم الأوقات على محاولة إقامة صلة بين القاعدة والعراق. وكلما كبر شعور المسئولين بالإحباط لعجزهم عن إقامة ذلك الرابط، ازدادت الضغوط إلى الّجوء لإجراءات من شأنها أن تولّد المزيد من النتائج الآنية). فبعد الصدمة والدهشة والاحتجاج والاستنكار العالمي جراء ما تسرب للإعلام من وسائل تعذيب همجية وبربرية داخل سجن غوانتنامو، قفزت بشاعة سجن أبو غريب التي فاقت كل التصورات لتحتل الصحف العالمية والمحلية وشاشات التلفاز(مؤقتاً). فيما نقلت صحيفة (ماكلاتشي) أن مسئولا كبيراً سابقاً في الاستخبارات، مطّلعاً على قضية الاستجوابات أضاف، (كان هناك ضغطاً مستمراً يُمارَس على وكالات الاستخبارات والمستجوبين للقيام بكل ما يلزم من أجل استخراج المعلومات من الموقوفين، لا سيما الموقوفين القلائل في قبضتنا الذين يُعتبَرون مهمين جداً، وعندما لا يحصل المستجوبون على معلومات، كانت جماعات تشيني ورامسفيلد تطلب منهم ممارسة ضغوط أكبر). وهذا يعني أن أمريكا وبريطانيا وحتى الأمم المتحدة ومنظماتها المشلولة على علم بما يدور في المعتقلات والسجون العراقية والأفغانية. وقد بثت إحدى القنوات الفضائية العربية لقاء مع ناشط وكاتب سياسي عراقي كان يتابع بعض القضايا العراقية التي تخص الانتهاكات وجرائم الاحتلال الأمريكي البريطاني!!! في إحدى المحاكم بريطانيا، والذي رفضت فيه الدعوى بحجة المبالغة في القصة وعدم المصداقية لان المجنى عليهم تحدثوا بصراحة عن حجم المعاناة والتعذيب الذي ارتكب بحقهم، وهذا بالفعل ما حدث للسيدة فاطمة وهي تتنقل من سجن إلى معتقل لتتبضع احدث التشكيلات وأخر التقنيات من وسائل وطرق التعذيب والانتهاكات ليصل بها الحال امرأة مسنة ملئيه بالأمراض والجروح والمآسي، معدمة وفقيرة الحال. ولا يسعني سوى القول(حسبنا الله ونعم الوكيل على من كان السبب في اجتياح أحلامنا وتحطيم مستقبلنا ودمار شيخوختنا). :ـ بعدها وعند الفجر جاءت الجندية المسئولة ومعها بعض الجنود سحبوني كالشاة إلى غرفة التعذيب، في الغرفة عند الحائط تكوم شبح عاري، حلق شعره من بعض المناطق التي تحتوي على غرز نتيجة ساديتهم وحشيتهم، لم أتعرف عليه في بادئ، إلا حين رفع رأسه،، فصرخت جنان، لم يسمحوا لي بالاقتراب منها أو لمسها، حاولت احتضانها، فنهال علي الجنود بالضرب وأبعدوني. كانت بلا ملامح إنسانية وهي تجلس القرفصاء عارية. عندها فقدت صوابي وأخذت أشتم وألعن الأمريكان، فنهض الضابط وضربني. لم اسمع صوت ابنتي، كل ما فعلته النظر إلي والاستنجاد بي. فقال الضابط:ـ إذا لم تقري بالحقيقة فسوف نفعل كذا وكذا بجنان وسنفعل نفس الشيء بك أمام أبنتك. توسلت إليهم وأقسمت بأني لا أعرف أي شيء. لكن الضابط أخذ يطفئ سكائره في جسدها ويعصر الجلد الملتصق بالعظم (هذا ما بقي منها)، لم أكن أعرف أبنتي. لم تصرخ بل صمتت حتى الألم أخذ يخرج من جسدها ليدخل في روحي فيوجعني، صرخت أقول من دون وعي :ـ ماذا تريدون مني، سأخبركم بكل شيء، وسأوقع عليه، أنا إرهابية ومجرمة أنا قاتلة، نعم اقر بذلك واعترف. صفعني الضابط على وجهي وفمي فسقطت أسناني الأمامية وامتلأ حلقي بالدم، ثم سحب حزام يشبه النطاق، لا أعرف ما هو لأن الدم غطى عيني وبدأ يضربني ويضرب جنان بقوة، وهو يقول:ـ تريدين أن تضحكي علينا، سوف تقولين الحقيقة. كل الحقيقة. فقلت :ـ لا أعرف ما هي الحقيقة التي تريدها مني!! أخبرني بها وسأعترف في الحال. فجن جنونه وأخذ يضربني بكل قوته ويقول:ـ تستهزئين بنا، لا تعرفين مَن نحن. ثم صرخ بالجنود وهو يقول:ـ قيدوهن الواحدة أمام الأخرى. ثم أمر الجنود بتعذيبنا والاعتداء علينا، وأنا اصرخ الله اكبر، الله اكبر. وهذا كل ما كان باستطاعتي فعله لها، آسفة لأني لم أستطع حمايتها كما تفعل الأمهات. والله اشعر بالخزي والعار من نفسي وأنا أتحدث بكل هذا، تمنيت الموت على أن أوضع بهذا الموقف أمام ابنتي. وعادوا الكرة هذه المرة على ابنتي حتى فقدت الوعي. حملوها خارج الغرفة بعد أن أمرهم الضابط، وقال:ـ الآن ماذا تقولين كنت في وضع لا يحسد عليه، فقلت:ـ سأوقع وأبصم. قال:ـ على ماذا؟ قلت:ـ على أي شيء تطلبونه. ضربني على رأسي فاشتعل ضوء ابيض، أغمضت عيني ولم افتحها إلا داخل زنزانتي الصغيرة، وكان الوجع يلتهمني من راسي حتى اظفر قدمي. في اليوم التالي جاؤوا بي إلى غرفة التعذيب مرة أخرى، لكنهم تركوني واقفة لساعات طويلة ووجهي إلى الحائط. حتى حضر الضابط وجوقته، قال الضابط:ـ سنرى كيف ستصمد هذه الحقيرة. ما زاد من ألمي المترجم الكويتي الذي يغير ويحور الحديث حسب مزاجه وبحجم حقده. لماذا تركت المترجم يتكلم بدلا عنك وأنت تجيدين اللغة الانكليزية؟ ـ لم يسمحوا لي بالتحدث معهم مباشرة إلا من خلال هذا الكلب عديم الشرف. خرج الجنود من الغرفة، جلس الضابط خلف الطاولة وهو يحدق في وجهي بغضب لفترة طويلة حتى جاء الجنود بالمعتقلين، وأمروني بالنظر إلى الأرض، ثم بدأ صوت الضرب والصراخ والتكبير، بعدها رميت ملابسهم فوقي، ثم مسك جندي منهم رأسي ورفعه نحوهم. رأيت أبنتي ومعها ثلاث من المعتقلين. اثنان في مقتبل العمر والثالث رجل ضاعت ملامحه وشكله من التعذيب، بنصف لحية ونصف شارب وحاجب واحد، برأس نصفه محلوق. لم يتركوا سنتيمترا واحدا من جسده من دون قروح أو جروح. كان متعبا جدا. سحبه الجنود من تحت أبطيه ورموه أمامي بقوة، فتكوم متكورا من دون حراك، وبالكاد فتح عينيه. وقف الضابط بالقرب منه ثم قام برفسه عدة ضربات بعدها وجه لي السؤال نفسه:ـ هل ستقرين بالحقيقة أم لا. قلت:ـ والله العظيم لم أنكر شيئا لأني لا أعرف أي شيء، بماذا تريدني أن أعترف. فصرخ:ـ هل تضحكين علينا؟ فقال أحدهم جبناء لا تقدرون إلا على النساء الضعيفات. سحبه الضابط وقال:ـ ماذا تستطيع أن تفعل، هه أقتلني هيا وهو يوجه الضربات لوجهه وبطنه. الحق لم يكترث بل بقي يشتمهم. كان بطلا. ثم هددوني بالمعتقلين وحين أجبتهم لا أعرف، قال الضابط : إذا كنتم تريدون النجاة فافعلوا بالعجوز كذا، رفضوا. فامسكوا بالرجل الكبير وعملوا به ما عملوا أمامي وأمام أبنتي كل ما لا يرضاه الله، لقد مارسوا معه التعذيب بشكل همجي ووحشي، ياالله كان يصرخ الله اكبر. ثم رمونا الواحد فوق الآخر، وقاموا بضربنا وركلنا والاعتداء علينا، حتى أنهكت قواهم (الجنود) وفقد المعتقلون الوعي. حينها لم أقوى على التماسك أو الصبر أكثر، فقلت سأخبركم، وأخبرتهم بكل اسم خطر على بالي في هذه اللحظة، لقد انهارت قواي تماما، وبعد أن خلع كتفي الأيمن وكسرت أصابعي. كان اعترافي سببا بنقلي إلى سجن الويلات أبو غريب. نقلت بالباص مع عدد من المعتقلين، وبقينا محتجزين لبضعت أيام في كلية الشرطة في بغداد. بعدها تم ترحيلنا إلى أبو غريب. قضيت عام ونصف في السجن، في قسم الجنايات الثقيلة، مع الذين يحملون الأرقام الستة (إرهابي)، حيث التعذيب الجسدي والاعتداءات. كنا (النساء) محجوزات في الطابق العلوي داخل زنازين صغيرة جدا، أما الرجال في الطابق السفلي (طابق الموت) الذي يمارس فيه كل أنواع الوحشية والهمجية والبربرية من دون رحمة. في ساحات السجن نصبت خيام كثيرة العدد، كانت تحوي أعدادا هائلة من السجناء الذين يعانون من حر الصيف وبرد ومطر الشتاء، خلف أسلاك شائكة وحراسة أمريكية مشددة. حديثنا عن أول لحظة دخولك سجن أبو غريب. ـ خيل لي بأن الرحمة ستحل أخيرا بعد أن نقلت لـ(أبو غريب) الذي سيتم إطلاق سراحي منه. مفارقة نهرب من معتقل قذر لنسقط بسجن أقذر وأكثر وحشية. في (أبو غريب) رأيت عجائب العجائب، كل ما يخطر وما لا يخطر على بال إنسان أو وحش هناك حيث تتجسد الديمقراطية الامبريالية وحقوق الإنسان (البوشية) بأبشع الصور وأدق التفاصيل والتي لا يمكن لإنسان حر مشاهدتها، ومن خلال ما رأيت من عذاب ووحشية لي ولأبناء العراق أدركت أن حرب بوش ليست حربا من أجل البترول فحسب بل حربا ضد الإسلام وضد الأمة العربية. إنهم يكرهوننا بشدة، حاقدون علينا بغضب. كان أول موضع في السجن يدعى المنطقة الماسية، يقومون فيها بتجريد المعتقل والمعتقلة من الملابس ووضع سوار بلاستيكي حول معصمه، مكتوب عليه اسمه ورقمه، بعدها يدخل الطبيب ويبدأ بفحص الجسد والرأس بحثا عن جرح لإطلاق ناري أو أي اثر يدل على انه من المقاومة. ثم يقوم المصور وهو جندي من جنود الاحتلال بأخذ صور للمعتقل وهو عريان، وعند الانتهاء من هذه الإجراءات توزع ملابس السجن الخاصة به. ثم يأخذ كل معتقل بطانية لينام عليها من دون غطاء في برد الشتاء. نسيت ابنتي تماما لأني أدركت أن ما ينتظرني أشد سوادا من الليل. كان التعذيب يوميا ودوريا، لكل معتقل أو معتقلة حصته وفي بعض الأحيان ترمى المعتقلة عارية قرب مخيمات الرجال. (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ* الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) الحج(39-40). ملاحظة: الأسماء محفوظة لدينا حرصاً على سلامة هذه الآسرة التي فقدت السلام. والعنوان ضياع بعدك يا عراق. مهداة إلى قادة الأنظمة العربية والإسلامية الذين شاركوا الاحتلال ولائمه مع كل الاحترام والتقدير لمواقفهم المشرفة النبيلة إزاء العراق وفلسطين وأفغانستان و و... وفقهم الله عبيداً لتمرير المخططات الإمبريالية والصهيونية، وجعلهم أكثر ذلة في خدمة أسيادهم. وإلى شرفاء العالم الإسلامي والعربي وإلى المجاهدين في كل بقاع الارض متأملين منهم رد الاعتبار لنا، والأخذ بالثأر لشرفنا واسترداد حقوقنا المسلوبة بالكامل. رابطة توثيق الانتهاكات وحقوق الإنسان في العراق d_waged@yahoo.com


  3. #3
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    23/12/2016
    المشاركات
    82
    معدل تقييم المستوى
    8

    افتراضي رد: توقف قليلا من فضلك لا تبكي ... فالنهاية لم تكتب بعد -2 -

    يا الله .. اللهم أهلك الظالمين بما يظلمون .. اللهم كما قهروا عبادك المستضعفين أقهرهم يا رب العالمين

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انتصارابراهيم الآلوسي مشاهدة المشاركة
    .... عبيداً لتمرير المخططات الإمبريالية والصهيونية، وجعلهم أكثر ذلة في خدمة أسيادهم ....
    نعم هذا الرهط البائس الغارق في غيابات النذالة و الرذالة هم ملوك على أقوامهم لكنهم يعبدون ويستغفرون سيّدهم ترامب ويتوبون إليه ! .. حتى أنهم يقدمون له قربات بمئات ملايير الدولارات و يذبحون له القرابين بملايين الرؤوس من الأمة العربية و الإسلامية من يمنيين و عراقيين و سوريين و فلسطينيين و أفغان .. إلخ .. حتى أنهم جاهدوا في سبيل سيدهم ترامب هذا جهادا عظيما في موقعة صفقة القرن.


  4. #4
    عـضــو الصورة الرمزية انتصارابراهيم الآلوسي
    تاريخ التسجيل
    17/09/2009
    المشاركات
    20
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي توقف قليلا من فضلك لا تبكي ... فالنهاية لم تكتب بعد -3-

    توقف قليلا من فضلك لا تبكي ... فالنهاية لم تكتب بعد

    بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
    وثيقة عار للأنظمة العربية والإسلامية
    صدق أو لا تصدق شهادة السيدة العجوز سفيرة معتقلات وسجون الاحتلال الأمريكي خطوة بخطوة
    -3-
    انتصار إبراهيم الآلوسي

    (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ استُضعِفُوا في الأَرض وَنَجعَلَهُم أَئِمَّةً وَنَجعَلَهُمُ الوارِثِينَ). القصص
    ( لا يعرض أي إنسان للتعذيب ولا للعقوبات أو المعاملات القاسية أو الوحشية أو الحاطة بالكرامة). الإعلان العالمي لحقوق الإنسان/المادة 5
    قال الجنرال مارك كيميت المتحدث باسم الجيش الأمريكي في العراق "إن الشعب العراقي سيغفر لقوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة فضيحة سجن أبو غريب"!!!. إن حيازة سجن أبو غريب على جائزة أشهر سجن في العالم عام 2004 لم تكن اعتباطاً، المعتقل الذي أستخدم فيه أبشع وسائل التعذيب الوحشي الهمجي والاعتداءات الجنسية، ضاربين بمقررات جنيف والإعلان العالمي لحقوق الإنسان عرض الحائط. هذا ما جعلنا نطرح الأسئلة الآتية أين الإجراءات المتخذة من قبل مجلس الأمن لمكافحة الإرهاب؟ وأين حقوق الإنسان التي نصت عليها مقررات جنيف وأبناء الأمة الإسلامية يواجهون أشرس حملة إبادة؟ وهل المقصود بالإرهاب ديننا الحنيف؟ وإلا لماذا يضع مجلس الأمن الجوامع والمصلين، أقلام الرصاص والخيوط الطبية، الماء والغذاء، دواء السعال ولقاحات الأطفال، الدفاع عن العرض والأرض من ضمن الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل؟ ماذا ترك للإنسان المسلم من حقوق، وما هي الحقوق التي يدعي الدفاع عنها؟ إذا كانت هذه المنظمات والمؤسسات الدولية غير قادرة على فعل شيء كالأنظمة العربية والإسلامية فحريا بها الانتحار معلنة وفاتها؟ أسئلة كثيرة لإجابة واحدة، أن المحرك الأساسي لهذه المنظمات، الولايات المتحدة الأميركية والكيان الصهيوني، وإن بوش وخلفائه ما هم إلا المسيح المخلص لإنقاذ البشرية من ظلم الإسلام واستبداده. اليوم تقف امرأة مسنة قضت جل أيام شيخوختها متنقلة بين سجون الاحتلال الأمريكي وحكوماته الكافرة، بلا مأوى أو رزق تعتاش عليه، لتفضح ما قامت به هذه الزمرة الحاقدة من انتهاكات واعتداءات عليها. إن تصريحات الجنرال ميلر مدير البقعة المظلمة وتعليقاته بعد فضيحة سجن أبو غريب مؤلمة وغريبة تثير العجب والتساؤلات "أن وسائل حرمان السجناء من حواسهم لن تستخدم إلا بعد "تصديق" جنرال من القوات العراقية عليها".... "سندقق عن كثب في الوسائل الأكثر قسوة"(سندقق وليس سنوقف!!)...... ويضيف "إن اتفاقية جنيف ستطبق في العراق، ولا تطبق في غوانتنامو(رحم الله مَن في غوانتنامو)، رغم أن البنتاغون يقول" ‘إن روح الاتفاقية يحترم!!(لا نعرف كيف يحترم). وفي لقاء له مع (BBC) ركز ميلر على ثلاثة محاور هي التكامل والتزامن والاندماج بين أجهزة المخابرات وعمليات الاستجواب وعمليات الاحتجاز. واعتبرها عاملاً مساعداً أثناء عملية الاستجواب"ذكر أن الهدف من عمليات الاحتجاز هو توفير بيئة آمنة وإنسانية من أجل جمع معلومات استخباراتية بشكل سريع. " هذا يعني إعداد السجناء لإخضاعهم لشتى الوسائل والأساليب من تعذيب وتدمير واعتداء وتحطيم معنويات للاستجواب. فيما نسبت صحيفة واشنطن لهارمان قوله "إن الهدف كان تحطيم معنويات السجناء من اجل استجوابهم". وأضاف "إذا كان السجين متعاونا بوسعه الاحتفاظ بملابسه والسماح له بالتدخين عند الطلب أو حتى الحصول على طعام ساخن. لكن إذا لم يعط السجين للمحققين ما يريدونه فانه يحرم من كل ذلك حتى تقرر المخابرات العسكرية. "وإن مهمة الشرطة العسكرية هي جعل السجناء في حالة استيقاظ دائم وتحويل حياتهم إلى جحيم. "(وهذا يعني أما أن تكون جاسوساً على أبناء وطنك وإلا ستعيش في بؤس من دون طعام وعريان). فيما حدد ليفين المشكلة المتعلقة بالصور واعتبرها جزءً من أساليب السياسية الأمريكية وتشمل، العزل والتعرض للضوضاء وتغطية الرأس والحرمان من النوم والمتاعب البدنية مثل إجبار المحتجزين على الاستمرار في الوقوف، والتهديد باستخدام القوة ضد الأقارب وتعصيب العينين والتعري. متذرعاً بان "هذه الأساليب التي استخدمت في سجن أبو غريب، يعتقد بها جنودنا أنها فعالة في الوطن العربي". فالدلائل تشير إلى أن الصور المناط عنها اللثام من قبل الإعلام (بالأحرى البنتاغون) ليس إلا لتخويف وترهيب المقاومة العراقية والشعوب الإسلامية والعربية، وشل حركتها. فيما جاءت الحقيقة على العكس تماما، باشتداد المقاومة العراقية الباسلة، وازدياد الحقد والكراهية ضد جيوش الاحتلال أو ما يطلق عليها بجيوش التحالف. تكمل السيدة فاطمة حديثها:ـ أدركت أن ما ينتظرني أشد سوادا من الليل. كان التعذيب يوميا ودوريا، لكل معتقل أو معتقلة حصته، في بعض الأحيان ترمى المعتقلة عارية قرب مخيمات الرجال. النساء حجزن في الطابق العلوي من السجن فيما سجن الرجال في طابق الموت، أي الطابق الأراضي (طابق التعذيب). كان الحراس في أسبوعنا الأول يستخدمون الكلاب البوليسية لترهيبنا، سجنت في زنزانة صغيرة جداً، أخبرتني الحارسة، " بان هذه الزنزانة خصصت للإرهابيين فقط. وكانت تخلو من كل شيء عدا التواليت وهو عبارة عن وعاء معدني. لم يسمحوا لي حتى بالبطانية التي سلموني إياها صادرتها الحارسة، بقيت في الزنزانة 4 أشهر ويومين. خلال هذه الفترة كانت حركتني محدودة بين غرفة التعذيب والزنزانة. وكان رجال الشرطة وهم من العراقيين يغرقوني بالماء البارد كل ساعة، في جوٍ شديد البرودة، وكلما حاولت الجلوس تمتلئ ارض الزنزانة بالماء، لم يسمحوا لي بالنوم لأيام، فكنت أنام وأنا واقفة ومتكئة على الحائط. وقد منع عني الطعام والماء لعشرة أيام حتى فقدت القدرة على الوقوف والكلام، بعدها بدأت الحارسة تزودني كل يوم بنصف رغيف وقنينة ماء صغيرة، قائلة لا نريدك أن تموتي الآن. في أي وقت يكون الاستجواب عادة؟ :ـ يومي ودوري، عادة استجواب النساء يكون في ساعة متأخر من الليل والجنود سكارى. في احد الأيام أثناء التعذيب، كنت أحاول كسب عطف الجندي الأمريكي فقلت له:ـ أنا سيدة مسنة ومتدينة وأرملة وأم فقدت ولدها، ارحمني، لقد تعبت من الضرب والإهانة. فأجابتني إحدى المجندات :ـ ونحن مَن رحمنا في 11 سبتمبر. أنتم المسلمون تكرهوننا وتتمنون شرب دمائنا. ثم صارت تضحك، وقالت:ـ إذا قلت الحقيقة سندعك تعودين لغرفتك. هل تكرهون أمريكا؟ هل تكرهون الشعب الأمريكي الطيب؟ كنت في غاية الألم والبؤس، حاولت أن أقول لا، لكن صورة ابني وزوجي وقفت أمامي وكأن الحادثة وقعت تواً، وابنتي التي عذبت بوحشية أمامي فانفجرت غاضبة، نعم نكرهكم، لا مكان لكم في العراق، لا مكان لكم في العراق وصرت اصرخ بهستريا نحن نكرهكم. فصفعتني على وجهي وقالت:ـ إرهاب. مجرمون لن تكفوا عن كرهنا حتى نفصل رؤوسكم عن أجسادكم. هذه المرة التي لم اندم على ما قلته عذبت بفضاعة، حتى أنهكت قواي ثم قام الجنود بسحبي وأنا عارية إلى ساحة السجن حيث الخيام في العراء، عذبوني واعتدوا علي أمام خيام المعتقلين (الإسلاميين)، أنهكت وفقدت الوعي، لم استيقظ حتى الصباح كنت ملطخة بقذارتي لأني لم أتمكن من السيطرة على نفسي. فقال لي احد المعتقلين، لا تخجلي ياخالة لن يضيع حقك أبدا. الصبر الصبر ياخالة. وجاء الجنود وسحلوني ورموا بجثتي في غرفة التعذيب، وهي عبارة ممر واسع وطويل وعلى جانبيه تقع زنازين المعتقلين الأشد خطورة(حسب ادعاءات المحتل) وأكثرهم علماء ورجال الدين وأئمة الجوامع وضباط في الجيش العراقي. هذا الممر يعذب فيه السجناء. في إحدى زواياه كبيلات الكهرباء على الأرض والتي صعقوني بها بعد ذلك. هناك تجري عملية الصعق بالكهرباء والكوي بالنار والسكائر والاعتداء والضرب. في ذلك اليوم كنت وثلاث نساء بينهم شابة صغيرة في مقتبل العمر، لم يترك مكان في جسدها من دون جرح أو إصابة وكانت ترتجف، كنا جميعا عراة، النساء والرجال معظمهم من الشباب. ثم جاؤوا برجل دين ذو لحية بيضاء وشعر أشيب وطلبوا منه النظر إلينا، وحين رفض انقضوا عليه بالضرب بواسطة كيبلات الكهرباء حتى سالت الدماء من وجهه وأوقفوه على قديه ثم سحبوه نحو الحائط وأخذ الجندي يضرب رأسه بالحائط حتى فج رأسه، كان يصرخ مستنجداً بالله. بعدها طرحوه أرضا سحلوا الفتاة وأسقطوها فوقه، وهو يقول لا الله إلا الله. ثم طلبوا منه الاعتداء عليها أو سب الإسلام، فسب الإسلام. بعدها جاءت مجندة حاملة بيدها قطعة من لحم الخنزير أجبرته على تناولها. وأجبرنا على شتم الإسلام وتناول قطع من لحم الخنزير. ثم انهالوا علينا بالضرب بعد أن جمعونا في زاوية واحدة وكنا نحن النسوة نحتمي بالرجال لكن من دون فائدة. ثم تركونا واقفين على أقدامنا بعد أن تركوا الكلاب بلا سلاسل تحرسنا وحين سقطت احد النساء قفزت عليها الكلاب وصارت تنهش لحمها، حتى تحولت لقطعة من الدماء، فأخرجوها من غرفة التعذيب ولم نسمع عنها شيئا بعد ذلك. وعند المساء حضر هؤلاء الساديين حاملين معهم الخمر وقد ركزوا جل اهتمامهم بي وبالشيخ. فأجبرونا على شرب الخمر وأكل لحم الخنزير، في بداية الأمر رفضنا فقربوا الكلاب منا وهي تزمجر، حتى رضخنا لطلباتهم. وعاودوا التعذيب حتى فقد الجميع الوعي واستيقظت في زنزانتي. لا اعرف كم من الوقت وأنا مرمية على ارض الزنزانة من دون حركة، فقت على صوت الطبيب وهو يقول هذه الحقيرة ما زالت على قيد الحياة، أعطوها بعض الطعام والماء حتى تستعيد عافيتها ونعاود الاستجواب. في هذه المرة وضع الجندي طعامي في الوعاء الذي استخدمه بدل التواليت الممتلئ بالقذارة، فك سلاسل الكلب وقال هيا كلي. فأكلت. وماذا عن السجينات الأخريات؟ :ـ كنت في سجن انفرادي لم يسمحوا لي بالحديث أو الاختلاط، معتقدين بأني اخفي زوجي وأبني عنهم. أما النساء فكن يجبرن على التعري والوقوف أمام مخيمات الرجال لساعات طويلة، وبعد التعذيب حيث يأتي بالسيدة وغالبا ما تكون فاقدة الوعي وترمى أمام خيام المعتقلين وخاصة الإسلاميين منهم، الذين يقومون بدورهم بنزع ملابسهم وتغطيتها. هناك صور لن تنسى، تبقى عالقة في الذهن حتى الموت. ما هي، إذا كنت ترغبين بالحديث عنها؟ :ـ رجل في الأربعينيات من العمر عذب بشكل وحشي وهمجي لأنه رفض شتم الإسلام، ورفض أكل لحم الخنزير، وقام بشتمهم فضربوه بشدة سقطت أسنانه الأمامية ثم صعقوه بالكهرباء حتى فقد الوعي، ثم سحلوه خارج الغرفة فلوثت دمائه الأرض، اغلب الظن إنه فارق الحياة(رحمه الله لقد ارتاح). كنت اسمع على مدار اليوم بكامله أصوات الصراخ والبكاء، الاحتساب إلى الله والتكبير. وبعد مليار من الألم وعشرات سنين من التعذيب أطلق سراحي. وأجبرت على توقيع أوراق تقول باني إرهابية لكنني تعافيت من هذا المرض وفي حال الإمساك بي سأبقى في السجن مدى الحياة. خرجت من السجن وعدت إلى بيتي الذي صار ملك للمليشيات، فخفت ورجعت أبحث عن غرفة استر بها العار الذي لحق بي. هل تدخلت الشرطة العراقية في التعذيب؟ :ـ لا كان الجميع من الجيش الأمريكي عدا المترجم كان عراقياً. لم يسمحوا للشرطة العراقية بدخول غرفة التعذيب أو التدخل بأي شيء. يخشون تعاطفهم؟ :ـ تعاطف مَن!! عزيزتي أنهم يحتقرونهم، رجال بلا غيرة، هكذا كان ينظر إليهم، يأخذون الأوامر من الجندي الأمريكي، دائما يحاولون استرضاء الأمريكان. كيف ذلك؟ :ـ يعني الشرطة مَن يفتحوا بوابات زنازين النساء عند منتصف الليل للجنود. وهم مَن يرشدهم إلينا. في احد الليالي جاء أربع شرطة ومعهم جنود سكارى فتحوا لهم الغرفة المجاورة لغرفتي وكانت النزيلة زوجة ضابط كبير في الجيش العراقي، فأخذ الجنود يشتمونها ويضربونها ضرباً مبرحا حتى كتم صوتها تماماً. ما يوجود في ظلمة أبو غريب لا يصدق. لا يصدق أبدا، بشاعة وخسة وقذارة. * وهل خرجت ابنتك معك؟ :ـ لا لم أسمع عنها شيء، لهذا السبب لم أغادر مدينتي، بقيت أتنقل من بيت إلى بيت، وتارة أبيت على الرصيف، ثم جاءني رجل فقير وقال "حجية اكو غرفة فرغت في بناية المدرسة وأخذني إليها وأسكنني فيها، وكان يأتيني ببعض الطعام الذي يقتطعه من أطفاله، وهو يقول الله موجود. لن يضيع حقك. احتسبيه عند الله. بقيت وحيدة لشهور طويلة، فقدت الأمل برجوع ابنتي، لكن الله تعالى أعادها لي لتكون قربي حتى أموت. لا أقول سوى حسبنا الله على كل معتدٍ فقط بل حسبنا الله ونعم الوكيل على كل عميل وخائن ومتخاذل. قال البروفيسور مايلز: "تشير الوثائق الحكومية إلى أن النظام الطبي للجيش الأمريكي فشل في حماية حقوق المعتقلين الإنسانية، وفي بعض الأحيان تعاون هذا النظام مع المحققين والحراس الذين أساءوا للمعتقلين، كما فشل النظام الطبي للجيش الأمريكي في الإبلاغ عن الإصابات وحالات الوفيات التي لحقت بالسجناء جراء التعذيب". (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) البقرة (216) 0 ملاحظة: الأسماء محفوظة لدينا حرصاً على سلامة هذه الآسرة التي فقدت السلام. والعنوان ضياع بعدك يا عراق. مهداة إلى قادة الأنظمة العربية والإسلامية الذين شاركوا الاحتلال ولائمه مع كل الاحترام والتقدير لمواقفهم المشرفة النبيلة إزاء العراق وفلسطين وأفغانستان و و... وفقهم الله عبيداً لتمرير المخططات الإمبريالية والصهيونية، وجعلهم أكثر ذلة في خدمة أسيادهم. وإلى شرفاء العالم الإسلامي والعربي وإلى المجاهدين في كل بقاع الارض متأملين منهم رد الاعتبار لنا، والأخذ بالثأر لشرفنا واسترداد حقوقنا المسلوبة بالكامل. رابطة توثيق الانتهاكات وحقوق الإنسان في العراق d_waged@yahoo.


  5. #5
    عـضــو الصورة الرمزية انتصارابراهيم الآلوسي
    تاريخ التسجيل
    17/09/2009
    المشاركات
    20
    معدل تقييم المستوى
    0

    Neww توقف قليلا من فضلك لا تبكي .فالبكاء لا يجدي. ..والنهاية لم تكتب بعد -4 -

    توقف قليلا من فضلك لا تبكي ..فالبكاء لا يجدي .. والنهاية لم تكتب بعد

    بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
    وثيقة عار للأنظمة العربية والإسلامية
    صدق أو لا تصدق
    شهادة السيدة العجوز سفيرة معتقلات وسجون الاحتلال الأمريكي خطوة بخطوة
    - 4 -

    انتصار إبراهيم الآلوسي

    ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ) الصف
    (لا يجوز القبض على أي إنسان أو حجزه أو نفيه تعسفاً) الإعلان العالمي لحقوق الإنسان/المادة 9

    سؤال: أين يلتمس المسلم والعربي العدالة لاسترجاع حقوقه؟ وهل ما تضمنته وثيقة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان كإقرارها بحقوقه الطبيعية مثل الحق في الحرية، الأمن، السيادة كمصدر للسلطة في المجتمع، الحق في الدين والمعتقد، المأكل والمشرب والمساواة بين الأفراد في جميع الحقوق و و و، هي حقيقة أم لذر الرماد في العيون؟ ومَن يدير هذه المنظمات؟، وأخص بالذكر مجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية؟ وهل أن إقرار لجنة حقوق الإنسان في 12/4/2005، من أجل تعزيز وحماية حقوق وحريات الإنسان الأساسية في سياق مكافحة الإرهاب أم من أجل حماية الامبريالية والصهيونية واستعباد الشعوب المغلوبة على أمرها؟ لماذا لم تصدر هذه اللجنة قراراً (2003) لحماية سيادة واستقلال العراق و حقوق وكرامة شعبه وثرواته؟ ما هو مفهوم الإرهاب، بعد إعلانها بضرورة جعل أهمية احترام الالتزامات المتعلقة بحقوق الإنسان جزاءً لا يتجزأ من المكافحة الدولية للإرهاب؟ وهل أن توصيات الأمين العام "إن الإرهاب بحد ذاته يشكل اعتداءً على حقوق الإنسان وعلى سيادة القانون، ولا يمكن التضحية بحقوق الإنسان وبسيادة القانون في التصدي للإرهاب فذلك من شأنه أن يكون انتصاراً للإرهابيين"، تعني جيش الاحتلال الأمريكي(قوات التحالف) وحلف الناتو أم الدول التي تناضل من أجل التحرير والدفاع عن سيادتها واستقلالها؟. إن تعامل مجلس الأمن مع قضايا الإرهاب (منذ انهيار الاتحاد السوفيتي مع أن الروس اليوم من أظلم وأقسى وأحقر البشر. لن أعتذر عن قولي أبدا) بشكل عنصري ومتطرف، أضعف وفتت كثير من الدول، التي فرض عليها إجراءاته كـ(ليبيا/1992؛ والسودان/1996؛ وطالبان (أفغانستان) 1999، وشمل القاعدة في عام 2000 بموجب القرار/1333. وفي القرار 1269 الصادر عام 1999 دعا مجلس الأمن البلدان إلى العمل سوياً لمنع وقمع جميع الأعمال الإرهابية، بينما التزم الصمت حول أفغانستان والعراق والحصار الصهيوني لفلسطين، الذي راح ضحية الاحتلال والحصار أرقاما من البشر لا حصر لها، ليكتب بيده شهادة وفاته معلنا للعالم ولادة قانون الغاب من جديد. فيما قامت منظمة العفو الدولية المتقيدة بمبدأ الحَيْدَة وعدم التحيّز، والاستقلالية عن الحكومات، والأيديولوجيات السياسية، والمصالح الاقتصادية، والمعتقدات الدينية (حسب ادعائها). بالسعي لتعزيز احترام حقوق الإنسان المنصوص عليها في "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان"، عن طريق التصدي قولاً لانتهاكات الحقوق المدنية والسياسية الأساسية للأفراد. ثمة سؤال مشروع أين موقف هذه المنظمات إزاء ما يحدث على مدار الساعة من انتهاكات وجرائم وحصار وتجريف أراضي واعتقالات ضد الشعب الفلسطيني؟ وسؤال آخر أكثر إلحاحا أين هذه المنظمات عند احتلال العراق، وما يحدث الآن فيه؟ وأين كانت حين تفجرت فضيحة غوانتنامو ثم أبو غريب؟ أين هي مما يحدث لمسلمي بورما ومسلمي سوريا؟ والى أي مدى ستبقى هذه المنظمات تصدر قراراتها ضد الإسلام؟ أليس حرياً بها أن تتخذ موقفا واحداً حول ما يحدث في العراق وفلسطين وسوريا والسودان وأفغانستان وباكستان وبورما والصومال وووو.إن كانت كما تدعي عدم التحيز والحياد؟ أين الحياد وسجون الاحتلال الأمريكي والصهيوني تغص بالأبرياء(أطفال، نساء، شيوخ، وشباب). لا قيمة للمواثيق والمنظمات الدولية، إن لم تكن قادرة على اتخاذ قرارات عادلة مع أو ضد جميع الدول، ووضع حد للاحتلالات والانتهاكات والتجاوزات على الشعوب ومقدراتها. لا قيمة للحياة إن لم تكن في ظل الكرامة والعزة والأمن،الحرية والعدالة وسائر المعاني السامية والحقوق الإنسانية التي يجب تحقيقها. لقد سدت هذه المنظمات الداعية إلى تعميق جذور الفرقة العنصرية والدينية والاجتماعية بين مكونات المجتمع الدولي آذانها، وأعطت السيادة لدول على حساب سيادة دول أخرى، وساهمت مساهمة فعالة في تعميق أسس وأركان الامبريالية والصهيونية على حساب الدول الإسلامية والعربية وإخضاعها بالسلاح وإخراجها من التاريخ وإبعادها عن كل تطور حضاري واجتماعي وإنساني، مما جعلت المسلم يشعر بالتبعية والانكسار.. لهذا لم يعد أمامنا خيار غير الجهاد، فالجهاد في هذه المواقف فرض عين على كل مسلم ومسلمة من دون التمييز بين الجنس. أقر الإسلام الجهاد في مواطن كثيرة منها الدفاع عن الأرض والعرض والأموال والأنفس وإخراج العدو المغتصب، ويتعين الجهاد على أهل البلد المهدد أمنه وكيانه، وعلى من جاوره (لا اقصد إيران) إذا اقتضى الأمر. [يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل (38)إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شيء قدير(39) .] التوبة اليوم إذ تستنجد امرأة مسنة انتهك عرضها وسلبت أموالها، اغتصبت دارها وذبح زوجها وولدها وضاعت ابنتها، حالة من عشرات الآلاف التي تحدث كل يوم في العراق وفلسطين وأفغانستان وسوريا وأراضٍ عربية وإسلامية أخرى، فماذا بقي لنا حتى نكسر قيود الظلم وحواجز الخوف لاستعادة حقوقنا والإمساك بالتاريخ والعودة من جديد. ترى هل رضينا بالذل والانكسار والهزيمة أم ننتظر مخلصاً آخر يرأف بحالنا ويطمع بمقدراتنا ليحولنا لعبيدٍ من نوع آخر. بعد حكاية السيدة فاطمة عن رحلتها المريرة التي فاقت التصورات، تكمل ابنتها جنان ما بقي من نزهة الظلم والاستبداد والعبودية. نقول (ارفع رأسك أنت مسلم) ورحم الله عمر بن الخطاب(رض) حين قال (لا تضربوا الناس فتذلوهم، ولا تحرموهم فتكفروهم! مذكم تعبدتم الناس، وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟). ـ بقي منظر أمي وهي تصرخ من الألم عالقاً في ذهني، وكلما مر في خاطري أموت مليون مرة. ضربوها واعتدوا عليها أمامي حتى راحت في غيبوبة، وحين استعادت وعيها سحبني الحقير ورماني أرضا، ورمى المعتقلين الملتزمين بالدين فوقي، وهو يقول:ـ لن نطلق سراحكم حتى تفعلوا كذا وكذا. رفض الجميع، ففتح حزامه وتبول علينا. هذا كان آخر يوم مع أمي بعدها افترقنا. لم أشاهدها حتى أطلق سراحي، وعند خروجي حاولت الانتحار كثيرا إلا أن الله لم يكتب لي هذا الشرف ليخلصني من العار الذي لحق بي ودنس سمعتي. مازالت روائحهم النتنة تزكم أنفاسي وتعبق من جسدي. كانوا يلطخون أجسادنا ببرازهم، يتركوننا لأيام من دون استحمام. لقد أصيب الكثير من السجناء بالجرب والقمل والأمراض الجلدية. هل عرضتم على الأطباء؟ ـ أي أطباء الكل مشارك في الحفل. كان الطبيب يقول هذه الأمراض تصيب البدائيين والجهلة، ماذا تريدون أن افعل لكم غير النصيحة والاستحمام. وأذكر في احد الليالي الباردة جدا، بعد تعذيب شديد فتحوا علينا الماء، وقالوا اغتسلوا. كنت محبوسة في غرفة تسمى القاصة وهي صغيرة جدا، لن يدخلها الضوء أبدا، نتيجة الظلمة والخوف من التعذيب، أصبت بانهيار عصبي، وعلى اثر الانهيار نقلت إلى سجن أبو غريب. عند وصولنا إلى سجن أبو غريب، قاموا بتفتيشنا بطريقة مذلة جدا وغير محتشمة. بعدها وضعوني داخل زنزانة صغيرة وعفنة، كانت الأرض مبللة بالبول والبراز مما اضطررت إلى دفع القذارة بيدي لأتمكن من الجلوس. كان الجو باردا لدرجة التعذيب وبين فترة وأخرى يأتي احد افراد من الشرطة العراقية بالماء لإغراق الأرض حتى بدت كالمستنقع، وكي لا ننام يضرب رجال من الشرطة على الباب بشدة ليصيبوا المعتقلين بالانهيار... وتهيئتهم للتعذيب. يجمعون النساء والرجال في قاعة كبيرة ملئيه بالبراز والدم، ثم تبدأ الوسائل الوحشية. صعقت بالكهرباء من ذراعي مرتين، وعند الصعق تخرج الروح وكل السوائل من الجسد بشكل لا أرادي، ويبدأ الجسم بالارتجاف لدقائق. كان احد المعتقلين شاباً في العشرين بساق واحدة وقد أجبر على الوقوف لساعات متكئاً على الحائط حتى فقد وعيه، ثم نزعوا عنه الملابس وأخذوا يصعقونه بعصي مكهربة فعاد له وعيه وأخذ يصرخ، فانهالوا عليه بالركل والضرب بالعصي، لم يتركوا مكانا من جسده إلا ونزف وهم يطالبونه بأخيه وأبناء عمومته. معتقل آخر متقيح الجروح، مغطى بالدم والبراز، نتفوا شعره وشاربه وحاجبيه، مطالبيه بأسماء الجماعة التي هاجمت احد الأرتال في الليل. ثم احضروا طفلته التي لم تبلغ الرابعة عشر من العمر وعذبوها أمامه، لم يكن باستطاعته فعل شيء سوى انه قال لهم:ـ لو كنتم رجالا ما فعلتم هكذا. والله انتم تفعلون ذلك ليس من اجل الاعتراف بل الخوف منا. وبدأ يصرخ الله اكبر. كان التكبير والاحتساب هو صوت الوحيد المسموع. إحدى المجندات كانت تقول:ـ أريد ولدا من هذا الإرهابي حتى أعمده واجعل منه مسيحيا متعصبا يقوم بقتلكم. كل هذا أمام طفلته التي عذبت بوحشية. ليس هذا فحسب بل كانوا يقربون الكلاب لتخويفها حتى أصيبت بالذعر وأخذت تصرخ بهستريا لم تتوقف بالرغم من قيام إحدى المجندات بصفعها بقوة ثم اضطروا إلى أخرجها من غرفة التعذيب. قاموا بضربنا جميعا بعد أن تكومنا الواحد فوق الآخر للاحتماء من عصيهم حتى خارت قواهم وفقد بعضنا الوعي. فتحت عيني وجدت نفسي في العراء أمام مخيمات المعتقلين الإسلاميين الذين غطوني ببطانية، خجلت وبكيت من حرقة قلبي ومن عاري، فقلت اقتلوني أرجوكم. فصرخ بوجهي

    صرخ بوجهي رجلا كبيرا قائلاً: هذه بغيتهم. أصبري واحتسبي إلى الله، أنت مغلوبة على أمرك، حسبنا الله ونعم الوكيل. وبقيت احتسب الله. والعن كل مَن تسبب بدمارنا. فتحت جنان فمها لترين ما بقي فيه من أسنان. وقالت:ـ انظري إلى أظافري كيف صارت بعد خلعها، أخيرا أطلق سراحي، وكلما أحاول الانتحار، أتذكر حديث هذا الشيخ البطل الذي رفع من معنوياتي وهو يقول هذا ما يبتغونه. لقد مت في المعتقلات ولم يبقى مني شيئا سوى جسد عليل. قتلوا جنان الشابة وجاءوا بجنان أخرى، لم يقتلوا الإسلام، لم يغتالوا حبي لوطني، بل زادوني إصرارا وثباتاً وحقداً. سيخرجون مهزومين منكسرين إنشاء الله، وهذا ما رأيته في عيون المعتقلين.. أشرحي؟ ـ إنهم يستطيعون فعل أي شيء لأننا سجناء، لا حيلة لدينا، هذا لا يعني إننا سنتخاذل أو نخاف، صحيح أن المرارة تملأ فمي، وما فعلوه بي ليس بقليل أو هين لكنهم لم يزيدوني إلا تمسكا بالله والوطن وحقدا وكراهية لهم. هذا ما تعلمته من معتقلات الاحتلال الكافر. ومن سيدة كبيرة بعمر أمي بصقت في وجه المجندة حين مزقت ثيابها وهي تقول:ـ لأنكم بلا دين ولا تعرفون أبائكم تفعلون ذلك بنا. كان الجنود يطلقون عليها بسيدة القاذفة استهزاءً بها. وحين سألها الضابط الأمريكي لو خرجت حية ماذا ستفعلين؟ أجابت من دون تردد:ـ سأحمل قاذفتي وعتادي، لن تهزموا العراق. ستخرج وسيخرج آخر جندي أمريكي من العراق، بعد الأخذ بثأري وثأر أبنائي, مندحرين مهزومين إن شاء الله، أنتم لم تسمعوا عن الماجدة العراقية. والله رأيت الخوف يعتصرهم وهم يستهزئون بها ويتضاحكون، لكنهم كانوا منصتين لها. خرجت هذه الماجدة والتقيت بها، ثم اعتقلت مرة أخرى. سمعت بعدها أن القوات الاحتلال الأمريكية قامت بقصف منزلها وتدميره. في غرفة التعذيب التقيت المتماسك الذي لم يهزم، ورأيت الضعيف المنهار. لكننا خرجنا من هذه التجربة المريرة الدامية بنتيجة واحدة، الإصرار على تحرير العراق وإعلاء كلمة لا اله إلا الله، بعد أن رأينا كراهيتهم وحقدهم علينا وخوفهم الشديد منا. اليوم أدركت أن وحدة المسلمين هي الطريق الوحيد لإنقاذ الدين والأمة. لم يدرك المحتل إن سجونهم تمتص روح الرحمة داخلنا. ندخل بشر ونخرج مفخخات وعبوات ناسفة تهز مضاجعهم. أعود وأقول خلقت أمريكا والصهيونية في سجونهم ومعتقلاتهم رجالاً ونساءً لن يهدئ لهم بالاً حتى التحرير بإذنه تعالى، وإخراجهم مدحورين، مهزومين، لأن النصر لله. يرحل المحتل دائما منهزما مهما سجل من أكذوبة اسمها الإنتصار وتبقى الشعوب منتصرة بإذنه تعالى. وحسبنا الله ونعم الوكيل. هكذا ختمت جنان المسلمة العراقية حديثها. هكذا بدت نساء العراق اللواتي أطلق سراحهن بعد رحلت عذاب طويلة، ذبحوا فيها براءة الفتيات واغتالوا عرض الأمهات. لكنهم لم يستطيعوا تجريدهن من إسلامهن وعروبتهن وعراقيتهن، بل صبوا الزيت فوق النار ليشعلوا روح المقاومة والجهاد. فماذا بقي لنا ومتى سيعلن الجهاد ويرفع السلاح إن لم يكن من أجل الدين والعرض والأرض والظلم؟ روى الإمام أحمد في مسنده(الفتح الرباني 15/14) عن ابن عمر(رض) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لئن تركتم الجهاد وأخذتم بأذناب البقر وتبايعتم بالعينة ليلزمنكم الله مذلة في رقابكم لا تنفك عنكم حتى تتوبوا إلى الله وترجعوا على ما كنتم عليه" ملاحظة: الأسماء محفوظة لدينا حرصاً على سلامة هذه الآسرة التي فقدت السلام. والعنوان ضياع بعدك يا عراق. مهداة إلى قادة الأنظمة العربية والإسلامية الذين شاركوا الاحتلال ولائمه مع كل الاحترام والتقدير لمواقفهم المشرفة النبيلة إزاء العراق وفلسطين وأفغانستان وسوؤيا ومسلمي بورما و و... وفقهم الله عبيداً لتمرير المخططات الإمبريالية والصهيونية، وجعلهم أكثر ذلة لخدمة أسيادهم. وإلى شرفاء العالم الإسلامي والعربي وإلى المجاهدين في كل بفاع الأرض متأملين منهم رد الاعتبار لنا، والأخذ بالثأر لشرفنا واسترداد حقوقنا المسلوبة بالكامل. رابطة توثيق الانتهاكات
    وحقوق الإنسان في العراق d_wagwd@yahoo. com



+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •