تنهمر الدموع أحيانا مع الم وحزن غائر في اﻻحشاء يشتعل ببطء في داخلها وهي تقلب صفحات حالته رغم بذور اﻻمل التي كان الطبيب يزرعها بعبارته المسرفة التي تغرقها في التطمين الممزوج بالشفقه والعطف ، تفك قيد المشهد وتحاول طمسه من فكرها فتمطي اﻻنشغال على نحو شره تتحرك هنا وهناك تبذل الجهد الجسدي المضني تقاوم سنوات عمرها المتقدم تنهار قواها أحيانا فتسكن وتركن إلى الصمت ثم تحلق في حلم دائما يراودها بشغف وهي تراه قد أخذ يقفز ويلهو في فرح وقد حطم ذلك الجهاز المربوط بجسده المنظم لضربات قلبه الضعيف ، ولكن في كل مرة ترتفع ذبذبات الجهاز فتهب عليها زوابع الفزع والخوف والهلع فتعود إليه بأقصى سرعة تتفحص الجهاز ومؤشراته بدقه ثم تسدد بصره نحوه وتحاول إخماد حالها فتصنع ابتسامة باهته وتطلق عبارات الدعاء من الله أن يلطف بحاله وترسى نفسها إلى الهدوء ، وترمقه بنظره خاطفة ثم تتجلد بقوة وتشرع ذاكرتها إلى تذكر توصية الطبيب في مساعدته عن طريق افتعال المرح الذي يبعده عن التوتر والانفعال فراحت تغدغه في جسمه فأطلق ضحكتا عاليه فنفرجت اسارير وجهها فاغدقت عليه القبل التي مزقت ذلك اليوم المكتظ بالحزن .