مصر ودحلان وسقطات رجوب

لقد تجاوزت سقطات جبريل الرجوب الفضائيات المحلية ليستغل وجوده في موسكو كمسؤول للرياضة في السلطة الفلسطينية في الحفلة الختامية للمونديال لأن يبث سمومه مرة اخرى من خلال موقع روسيا اليوم .

و حقيقة أن هناك ما هو أهم بكثير من أن نتاول ماذا يقول جبريل الرجوب و ماذا يخرفن بأبجديات قد تكون عكس التاريخ و الجغرافيا و المسؤوليات القومية و الوطنية ولكن نريد ان نوضح أن مصر هي دولة مؤسسات فليس فيها طبقة عليا ولا دنيا و الرؤية تخضع في اي جهاز او مؤسسة او وزارة لبرنامج ينضبط له الجميع فلم يكن لقاء القائد الوطني محمد دحلان مع وفد من حماس هو سقطة لمرتبة دنيا من أحد اجهزة مصر ولكن هناك كان محطة و لقاء مشترك و ارادة مشتركة ترعاها مصر المهمومة بالشأن الفلسطيني لاعتبارات تحدثنا عنها كثيرا و تحدث عنها الاخرون ايضا ، فمصر لا يسرها ما تتعرض له غزة من أزمات و هي غزة في عمق التاريخ لا يمكن ان تنفصل من حركة التاريخ و تطوراته بين مصر و غزة و فلسطين بشكل عام ، فالأمن القومي المصري حدوده من رأس الناقورة الى رفح كما هو التاريخ و العادات و التقاليد و النسب و التشابك الأسري .

ان تحركت مصر في اتجاه لملمة الاوضاع الفلسطينية و وضع اللبنات الاولى لارساء الأمن الاجتماعي و الانساني في غزة هي خطوة كبيرة جدا و مهمة جدا فيانهاء مظاهر الانقسام على المستوى الشعبي لتبقى قصة انهاء الانقسام بين الفصائل لها قاعدة ارتكازية و حاضنة شعبية و هذا ما تفكر فيه مصر استقرائيا و كما هو الحال كما يفكر فيه القائد الوطني محمد دحلان و في نقطة لقاء وطنية مع القائد الوطني يحي السنوار ابو ابراهيم .

يا جبريل الرجوب ليست سقطة و مصر ان قامت بمراجعات فهي في ديمومة دائمة لكي تضع مداخل حقيقية للمصالحة و دحلان ليس منأىعنها .
مرة اخرى يتطاول الرجوب على مؤسسات مصر و يعتبر ان لها سقطات و كما يقول "نحن مستعدون لتجاوزها" لا ادري من هو جبريل الرجوب ليتحدث بكلمة نحن فهو يمثل حالة رديئة لحركة فتح لا يمكن بأي حال من الاحوال الا ان تكون انعكاسا لهذا المتسكع الذي لا كان في شوارع تونس ليحتل امين سر حركة فتح ، انه عصر و مرحلة الخيبات ، لم ننسى لجبريل الرجوب هذا المتفزلك على قارعة التنسيق الأمني و الاعتراف من خلال فضائيات اسرائيلية بأن حائط البراق اسرائيليا ، وهو الذي ساء للأردن قبل ذلك تلك الدولة التي تبات ايضا بالهم الفلسطيني ، من الصعب ان نقول ان هذا هو زمن فتح مادام جبريل رجوب و امثاله يتقلدون اعلى الأطر و لكن اريد ان اوصل رسالة أخرى لجبريل رجوب لا يجوز لك ان تتكلم عن العاصفة و لا عن تاريخ فتح ، فعندما تذكر العاصفة يجب ان تقف انتباه ، فلا شيء و لا قواسم ولا برنامج بينك و بين العاصفة و تاريخها .
ماذا فعلت يا سيد رجوب اذا كنت حركيا و كنت تتقلد امين سرا لهذه الحركة ماذا اضفتم من مؤتمركم السابع لهذه الحركة و ماذا غيرتم من برامجها في اتجاه تصحيح المعادلة الوطنية والحركية بالتأكيد انك عاجز عن الرد ، ففاقد الشيء لا يعطيه ، اما دحلان و منذ ان تآمرتم عليه فقد اعطى الكثير و الكثير لشعبه و حركته و لغزة التي تحاصرونها و برغم كل عمليات التشويش و الاتهام و التحريض فهو كالنسر الذي يعلو فوق كل التفاهات و الابجديات التي تتناولها في لقاكم و الخاصة بدحلان و مصر و غزة ، دحلان هو الذي له باع طويل في استنهاض الحالة العلمية من خلال دعم الطللبة وهو لديه التزام وطنيا و اخلاقيا تجاه الشهداء و الجرحى وهو ايضا من يعيل ئات الأسر التي قطعتم رواتب ابناءها ، فهو في كل الميادين اما سياسيا فلقد تجاوب دحلان مع كل الاطروحات لاعادة وحدة حركة فتح و هذا ما رفضتموه انتم و هو محل ادانة لكم .
دحلان الذي طرح عدة مبادرات وطنية لانهاء الانقسام ووقف التنسيق الامني المكلف لشعبنا و دعم المقاومة بكافة الأساليب ، فماذا انتم فعلتم منذ ان تسلمتم امانة سر هذه الحركة التي اصبحت يتيمة و مغدور بها و متطاول عليها فكفى لكم عشائريتكم و جغرافيتكم و التي لا تسمح لكم بالتطاول لا على دحلان ولا على مصر و نصيحة لك و على غرار البعض من مركزيتكم و رئيسكم ، فالعمل الوطني اخر ما تفكرون به بل قد تكون نشاطات ابنكم هي الاولوية لديكم و لو كنتم غير ذلك لما تطاولتم لا على مصر و لا على دحلان .

سميح خلف