الانروا في نطاق الاحتواء الامريكي الاسرائيلي"2"

الأونروا: هي هيئة تابعة لمنظمة الأمم المتحدة وتعمل الأونروا على إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى. في أعقاب الصراع العربي الإسرائيلي عام 1948، تأسست الأونروا بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949 لغرض تقديم الإغاثة المباشرة وبرامج التشغيل للاجئين الفلسطينيين لحين عودتهم .

خدمات الأونروا مرتبطة استمراريتها من عدمه بعودة اللاجئين الى ديارهم بموجب القرار 194 للأمم المتحدة وقضية التلاعب بمقدار وحجم مساعدتها للاجئين في اماكن تواجدهم يتساوق مع المشروع الاسرائيلي والاحتلال الاسرائيلي لتغييب الحقوق العادلة للفلسطينيين واعتبارية ان تواجد اللاجئين مؤقت في اماكن اقامتهم والتي يجب ان تتكفل به الأونروا وما دامت ما يسمى اسرائيل تحتل الارض الفلسطينية .

منذ سنوات قلصت وكالة الغوث التزاماتها نحو تشغيل اللاجئين واغاثتهم الى الحد الادنى وخاصة في قطاع الصحة والتعليم والتشغيل والتنمية البشرية وهذا ما يخالف تعهداتها وتعهد الامم المتحدة التي صاغته القوانيين الدولية ، فقد عمدت وكالة الغوث لزيادة عد الطلاب في الفصل الواحد لاكثر من 45 طالب مما يجعل عملية التحصيل العلمي والاستيعاب الى ادنى درجاتها ان لم يكن مستحيلا وبهدف تقليص عدد المدرسين والمدارس وتخفيض عدد الحصص للمادة الواحدة .

الأونروا تعمل بشكل مباشر وغير مباشر مع البرنامج السياسي والامني لإسرائيل وادعاءاتها بان ظاهرة اللاجئين اختفت في المخيمات الفلسطينية التي انطوت تحت التطور التاريخي الزمني وكأن اللاجيء الفلسطيني يجب ان يعيش في بيوت من اسقف الكرميد ودورات المياه المشتركة كما كان في الخمسينات والستينات .

وبشكل متدرج ومتزامن مع انهيار البرنامج الوطني الفلسطيني بدأت الأونروا تنتهج وجه نظر سياسية وامنية بخصوص اللاجئين حيث تحاول ان تنتزع منهم مشروعية مقاومة الاحتلال التي صاغته قوانيين ومباديء اتفاقيات جنيف التابعة للأمم المتحدة وبالتالي وضعت الانروا نفسها مع القوانيين والتشريعات لمنظمة الامم المتحدة فمن اغرب الغرائب اغن تشكل الانروا لها جهاز امني يرتبط بالأجهزة الامنية الاسرائيلية لتلقي البيانات والمعلومات والمتابعات وغيره في اصول ادراتها لحركة الموظفين و لملاحقة النشطاء من موظفيها او الذين يبدون ارائهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتصدر لهم الانذارات والخصومات المالية بتهمة عدم الحيادية ، وهنا نسأل الأونروا أي حيادية التي تطلبها الأونروا من الموظفين التابعين لها او من اللاجئين وهي تعلم ومنذ تأسيسها انها وجدت لعملية اغاثة للاجئين انتزعوا من اراضيهم واملاكهم ولا تختفي تلك الظاهرة والالتزامات الا بزوال الاحتلال وعودتهم لا ملاكهم .

فمن حق اللاجئين ان يناضلوا بكافة الاشكال والطرق التي تمكنهم من العودة وهذا لا يتنافى مع التزاماتها الانسانية نحوهم .

جدير بالذكر ان الأونروا قد حولت كثير من اللاجئين من حالة الاغاثة المستدامة الى نظام الكوبونة وهو ما يخالف التزاماتها .

الانروا تطالب ما طالب به نتنياهو بتاريخ 7\1\2018 قائلا : اتفق تمامًا مع انتقادات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، القوية، للأونروا"، وبحسب نتنياهو، فإن الأونروا، "منظمة تديم مشكلة اللاجئين الفلسطينيين، وتديم أيضًا رواية ما يسمى بحق العودة الذى يهدف إلى تدمير دولة لإسرائيل، ولذا يجب أن تزول الأونروا من الوجود".بينما صرح الرئيس الامريكي ترامب بتاريخ2\1\2018 بان الدعم الامريكي للانروا مرتبط بعودة الفلسطينيين للمفاوضات ولحقه تصريح اخر في 30\1\2018 بانه سيوقف دعم الانروا فعليا وهو القرار الذي اتخذه بوقف مبلغ 125 مليون دولار تورده الادارة الامريكية للانروا في ظل معارضة 11 دولة كسرت الحظر الذي دعى له ترامب ولكن يبدو ان وكالة الغوث تعاني في موازنتها كما تدعي برغم قيام دول عربية واجنبية بتعويض العجز الناتج عن موقف الادارة الامريكية ففي العام الماضي اتخذت الانروا اجراءات تعسفية بحق الموظفين في الاردن وهم من ابناء المخيمات بحجة تجاوز الموظفين حدود وظائفهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، ولكن يبدو ان غزة لها النصيب الاكبر م تلك الاجراءات بتقليص الخدمات الصحية وحالات التوظيف والتوظيف الموقت بل تجاوز ذلك مع ازدياد الحصار والعقوبات بفصل العشرات من وظائفهم وانباء عن ايقاف الكوبونات للاجئين الفلسطينيين في حين ان تلك الاجراءات وما يقال عن عجز لم يطبق الافي غزة هذا السلوك الذي ليس له اي تفسير الا تفسير واحد بان الانروا تساهم فعليا في خنق غزة وبتوافق مع الطرح الامريكي الاسرائيلي ويتطابق مع رؤية مبعوث الامم المتحدة ملادينوف بالحل الانساني مقابل تنازلات سياسية وامنية واهمها واخطرها الاعتراف باسرائيل وعملية تحول في الاعانات الانسانية وخلغ دور وكالة الغوث واستبداله بمعونات مشروطة من دول مختلفة وتحت مظلة الامم المتحدة .
ونؤكد على موقف شعبنا في الاردن وغزة الذي سيقف امام تلك التحولات الخطيرة في الحالة الوظيفية لوكالة الغوث نؤكد:-

اولآ :- أحقية شعبنا الفلسطيني في كافة اماكن تواجده على ممارسة كافة اشكال النضال حتى تحقيق العودة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف
ثانيآ :- ضرورة وقوف الجامعة العربية والحكومات العربية في وجه كافة التقليصات وإجراءات التعسفية التي اقدمت عليها وكالة الغوث سابقا ولاحقا وضرورة تطوير خدماتها بما ينسجم والزيادة الديمغرافية اللآجئين
ثالثآ :- ضرورة تراجع وكالة الغوث عن كافة إجراءات التعسفية التي اتخذتها بحق اللاجئين ونخص بالذكر اﻹجراءات المتخذة بحق عدد من الموظفين
ونؤكد ان من حق شعبنا القيام بإجراءات تصعيدية حتى التراجع عن تلك اﻹجراءات
كما ندعوا جماهير شعبنا الفلسطيني بالوطن والشتات للوقوف صفا واحدا في مواجهة كافة اﻹجراءات التعسفية لوكالة الغوث ، وضرورة إستمرار عملها اﻹغاثي والتشغيلي حتى حل قضيتهم حلا عادلآ وعودتهم الى مدنهم وقراهم التي هجروا منها


سميح خلف