آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: في ليلة الجمعة كان كسوف للقمر وليس خسوف للقمر

مشاهدة المواضيع

  1. #1
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي في ليلة الجمعة كان كسوف للقمر وليس خسوف للقمر

    الليلة كسوف القمر لا خسوف القمر
    فلا يغرنك انتشار هذه التسمية الخاطئة


    قد غلب على الناس، وفي الوسط العلمي تسمية تغير الشمس بالكسوف، وتغير القمر بالخسوف، والصحيح كلا الحدثين كسوف.
    مادة "كسف" هي في التغيير المؤقت الذي يطرأ على الشيء، ثم يعود بعد ذلك لحالته الأصلية.
    فكسف حال المرء في الصحة والغنى والمكانة: تغير مؤقت يحدث له.
    والسحاب في تغير دائم في أثناء حركته، وهو نفسه قد تغير من الانتشار والاختفاء بين أجزاء السماء إلى التجمع والظهور بشكل سحاب.
    وكل أجزاء السماء قابلة للتغير من حالتها الغازية إلى السائلة أو الصلبة، وإن كان بخار الماء هو أكثرها استجابة للتغييرات من غيرها إلا أن الإنسان يسيل غازات السماء لحاجاته في بعض الأمور.
    وصف الله تعالى السماء بأنها مجموعة كسف، ومنها السحب في خمس آيات؛ ثلاث منها في باب الوعيد والتهديد؛
    قال تعالى: (فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (187) الشعراء.
    : (أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (9) سبأ.
    : (أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَكَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا (92) الإسراء.
    وآية جعل فيها تعالى السحاب كسفًا:
    قال تعالى: (اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (48) الروم.
    وآية اختلطت فيها التسمية على الناس عن واقع الحال؛
    : (وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ (44) الطور
    وسبب هذا الاختلاف في التسمية مرجعه أن السحاب سمي بهذا الاسم، وهو في حالة الحركة الأفقية والمرور على ما تحته ... أما إذا تغير حاله فاسود من تراكمه، واختفت حركته، ولم تعد تلاحظ فيه، وسقط على الأرض مطرًا، أو بردًا، فتسميته بالكسف لا تصلح للحال الجديد وهذا التغير الذي حدث له.
    وكسوف الشمس هو تغيرها بسبب وقوع القمر في مسار ضوئها الواصل إلى الأرض،
    وكسوف القمر هو تغيره بسبب وقوع الأرض بين الشمس والقمر على مسار ضوء الشمس المرسل إلى القمر.


    أما الخسوف فهو الغياب الذي لا عودة بعده.

    فقد قال تعالى في هلاك قارون الذي لا عودة له إلى الدنيا بعد هلاكه: (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ (81 )القصص.
    وقال تعالى في خسوف القمر يوم القيامة الذي لا عودة للقمر بعد جمعه بالشمس : (فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (7) وَخَسَفَ الْقَمَرُ (8) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9) القيامة.
    وإليك جدولاً بما ورد من الكسوف والخسوف في كتب الأحاديث التسعة الأكثر شهرة وتقديمًا فقط:

    ينكسفان 37
    ينخسفان 6

    انكسفت الشمس 32
    انخسفت الشمس 5

    يكسفان 1
    يخسفان 30

    كسوف القمر 2
    خسوف القمر -

    كسوف الشمس 22
    خسوف الشمس -

    كسوف الشمس والقمر 5
    خسوف الشمس والقمر 1

    الكسوف 75
    الخسوف 14
    مجموع الكسوف 174
    مجموع الخسوف 51


    من الجدول يتبين لنا أن الكسوف استعمل أضعاف الخسوف، وما ذكر من خسوف الشمس في قصة كسوفها أنها كسفت كاملة، وهذا ما يدل عليه في طول كسوفها قراءة النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف لسورة البقرة في الركعة الأولى، وفي الثانية قرأ دونها، مع أن ملاحظة كسوف الشمس لا يكون حتى يغلب تأثيره على الشمس، ولا يلاحظ ذلك في بدايته،
    وبعض ألفاظ هذا الجدول لم يرد في الأحاديث، لكن ورد في التبويب لهذه الأحاديث.
    ولم يرد لفظ خسوف الشمس منفردة ولا القمر منفردًا مع أن كسوف القمر حدث يتكرر كل عام.
    فلفظ الكسوف والخسوف ورد للشمس وورد للشمس والقمر، ولفظ الخسوف لم يرد للقمر إلا مقرونًا مع الشمس، ولم يرد وحده، فصرف الخسوف للقمر، والكسوف للشمس لا دليل عليه، أو لا اتفاق عليه، ولا يتناسب مع دلالة هذين اللفظين، فالكسوف جزئي ومؤقت، ثم يرجع الحال كما كان والخسوف ذهاب دائم بغير عودة، وقد استعمل الخسوف علامة على كلية الكسوف، ولفظ الكسوف هو الأعلى وهو الأكثر ورودًا في الأحاديث التي جاء فيها ذكر حدث وحيد كان في عهد الرسول صلى الله عليه وسلـم.
    ولعل ما يفسر كثرة ورود "ولا يخسفان لموت أحد" هو من تناسب الألفاظ؛ فالخسوف الذي يفيد الغياب بلا عودة يناسب الموت الذي لا عودة بعده للحياة الدنيا.
    وكذلك جاء لفظ "خسوف" عند ذكر الثلاثة الخسوف التي هي من علامات يوم القيامة الكبرى، وفيها غياب لا رجعة بعده.
    وعدم التفريق بين اللفظين والوقوف على خصائص كل لفظ هو الذي يجعل السامع والناقل للحديث لا يرى في نقله غضاضة إن قال خسف أو كسف، أو لم يفطن لذلك ...
    لهذا جاء في الأحاديث اللفظان في قول واحد لحدث واحد، والقول الأصح للأفصح منهما والأقوى

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 28/07/2018 الساعة 05:16 AM

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •