اول رئيسة بلدية من حركة الشعب في حوار صحفي اعداد الناصر خشيني

مبروكة الصالحي اول امراة من حركة الشعب تصل الى رئاسة بلدية امراة مناضلة تعمل في التعليم ومتزوجة ولها طفلان وليس لها لا مال سياسي ولا دعم اعلامي ومع ذلك توصلت الى الفوز برئاسة المجلس البلدي بالبطان رغم انها ليست اصيلة المنطقة الا ان صدقها وايمانها بجدل الانسان وقدرته على احداث التغيير الذي يريده الانسان في صيرورة الحياة انسجاما مع المبادئ والقيم والمثل التي تربت عليها ضمن حركة الشعب والتيار القومي التقدمي اضافة الى كونها المنسق الجهوي لحملة توانسة ضد التطبيع كلها عوامل اضافية للنجاح التقتها صحيفة الحرية اولا لنحاورها فكانت استجابتها وتلقائيتها في التفاعل معنا رغم جهودها المضنية الموزعة بين مسؤولياتها الاسرية والمهنية والبلدية وتواصلها المستمر مع المواطنين والمسؤولين من اجل تحويل منطقة البطان الى مكان اخر غير ما كان عليه قبل ان تتراس هي مجلسها البلدي فكان لنا معها هذا الحوار الذي من بين ما قالت لنا فيه :

مبروكة الصالحي : لم نقدم لاهلنا في البطان غير الصدق ووضوح الرؤية والتشريك الفعلي للمواطن منذ البداية..
طبقنا مبدا الديمقراطية التشاركية اقتنع كل من اتصلنا به بجدية برنامجنا وواقعيته..
وبعيدا عن المال الفاسد والوعود الكاذبة انجزنا عملا محترما بالنسبة الينا الهدف الاساسي هو ان تتحول البطان الى منطقة جاذبة لابنائها اولا وللمستثمر ثانيا
الحديث عن تحرير المراة يزعجني واعتبره موضوعا مغلوطا بالنسبة الي وجب تحرير الانسان .وهذا يمر حتما عبر التوزيع العادل للثروة والعدل والمساواة .واي طرح خلاف ذلك شخصيا اعتبره مادة للاستهلاك الاعلامي و الثرثرة الفكرية
وفيما يلي الحوار كاملا : الحرية اولا من هي مبروكة الصالحي ؟
مبروكة الصالحي :هي استاذة اولى فوق الرتبة للتعليم الثانوي نقابية وناشطة جمعياتية...انا بالاساس اصيلة منطقة مشرق الشمس من معتمدية سبيطلة ولاية القصرين ...زاولت دراستي الابتدائية وجزء من دراستي الثانوية بمسقط راسي ثم انتقلت مع عائلتي الى العاصمة حيث واصلت بقية مشواري الدراسي الثانوي والجامعي بمدينة الدندان ولاية منوبة..متحصلة على الكاباس لسنة 2007 ...طبعا انا بنت الحركة الطلابية بكلية الاداب منوبة حيث كنت ناشطة صلب الاتحاد العام لطلبة تونس..ثم نشطت صلب الاتحاد العام التونسي للشغل ..مكتب الشباب العامل بجندوبة ثم نقابة التعليم الثانوي..اضافة الى ذلك انا انشط نادي للسينما باعتباري درست ايضا السينما اثناء دراستي الجامعية..كما اني عضو مؤسس لجمعية رعاية المسننين بالبطان..اضافة الى مشاركات متنوعة في الحياة الثقافية منها تقديم بعض المحاضرات بالشراكة مع وزارة الثقافة.. كما اني المنسق الجهوي لحملة توانسة ضد التطبيع .
الحرية اولا : كيف وصلت هذه المراة الى رئاسة مجلس بلدي وهي ليست ابنة المنطقة؟ بكل المقاييس يبدو الامر عسيرا فكيف تمكنت من تذليل عقبات المال والاعلام الضروريان لكل حملة انتخابية ماذا قدمت بديلا عنهما ؟
مبروكة الصالحي :لم نقدم لاهلنا في البطان غير الصدق ووضوح الرؤية والتشريك الفعلي للمواطن منذ البداية..طبقنا مبدا الديمقراطية التشاركية في اختيار المترشحين و صياغة البرنامج وتحديد الاولويات..قمنا باختيار ممثل عن كل تجمع سكني او حي او قرية في البطان (في قائمتنا ممثلين عن الزويتينة ..العروسية ..برج التومي ..الحلفاوي ..المحفورة ..البطان المدينة..)تقريبا كل الاحياء ممثلة في القائمة التي تقدمنا بها للانتخابات البلدية ...لعب كل مرشح دور الناطق الرسمي باسم حيه او منطقته وقام كل واحد منا بعدة مشاورات مع منظوريه من المواطنين ..وهكذا صغنا البرنامج الانتخابي بالمشاركة الفعلية للمواطنين..بقي ان التعتيم الاعلامي وانعدام الموارد حال دون ان يصل صوتنا لكل الناخبين..في المقابل اقتنع كل من اتصلنا به بجدية برنامجنا وواقعيته..وبعيدا عن المال الفاسد والوعود الكاذبة انجزنا عملا محترما..رغم عدة عراقيل اخرى منها ان رئيسة القائمة امراة والحال اننا في وسط شبه ريفي..ومنها ايضا ان رئيسة القائمة ليست من سكان البطان الاصليين..ومنها انها من سلك التعليم ونقابية ..كل ذلك القى بظلاله على نتائج الانتخابات اضافة الى العزوف الشعبي عن المشاركة في الانتخابات نظرا لفقدان الثقة في الطبقة السياسية وفي الخطاب السياسي ..
الحرية اولا : ما هو البرنامج الانتخابي المعتمد في الحملة الانتخابية لاقناع السكان به؟
مبروكة الصالحي .كان لمبدا الديمقراطية التشاركية الذي اعتمدناه في صياغة برنامجنا عميق الاثر في تحديد توجهاتنا العامة وفي ترتيب اولوياتنا في تناغم تام مع مشاغل المواطن.نحن نعمل ايضا في توافق مع بقية الحساسيات السياسية الممثلة في المجلس البلدي و بتعاون مع مكونات المجتمع المدني بالمنطقة..ونحن في تواصل يومي مع المواطن مما مكننا من مد جسور تواصل حقيقية مع سكان البطان تمثل اساسا في حضور شبابي متميز داخل اللجان مع مساهمات قيمة من المتقاعدين و بعض الفاعلين في المشهد المجتمعي ..نحن نعمل على محورين اساسيين : المحور الاول : التنمية المحور الثاني : جودة الحياة 1..العمل البلدي يطرح سؤالا:اي مدينة نريد؟ومن هنا تتحدد ملامح الطريق التي سنسلكها.بالنسبة الينا الهدف الاساسي هو ان تتحول البطان الى منطقة جاذبة لابنائها اولا وللمستثمر ثانيا..و عليه نحن نعمل على التحيين العقاري للمنطقة باعتبار المشكل العقاري وتشعبه هو العائق الحقيقي للتنمية .وفي هذا الاطار نحن نعمل بالتنسيق مع السيد معتمد المنطقة و السلط الجهوية و نسعى الى اتمام انجاز مثال التهيئة العمرانية الذي سيشمل كل المنطقة البلدية (الزويتينة العروسية برج التومي حي النور طنقار البطان المدينة..)وهو مايطرح علينا تحديات جديدة باعتبار المنطقة فلاحية بالاساس و من واجبنا الحفاظ على خصوصياتها امام الزحف العمراني ..بالاضافة للمسالة العقارية نحن نعمل مع المجتمع المدني على تطوير اداء الادارة ولنا برنامج "البطان connecté''وذلك قصد عصرنة الادراة مما يمكن ابناء المنطقة من تجاوز العراقيل الادارية التي تعترض سبيلهم لانجاز مشاريعهم .نحن نعمل ايضا على تحسين البنية التحتية من طرقات وغيرها ..كما نعمل على الحفاظ على البيئة والمحيط وذلك بالتنسيق مع البلديات المجاورة نحن نعمل بالتعاون مع مصالح وزارة النقل لحل بعض الاشكاليات بهذا الخصوص ايضا ..هذا وغيره من المسائل العالقة نحن نتابع كل ذلك ونعمل في انسجام كخلية نحل ديدننا في ذلك تطوير التنمية بالمنطقة ..2..جودة الحياة ..نحن كفريق نؤمن بالله ثم بالانسان ثانيا.ومتى كان الانسان محفوظ الكرامة و مرتاح البال كان اداؤه الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والفكري ناجعا.في البطان نسيج اجتماعي جميل باعتبار جميع السكان تربطهم علاقات قرابة او مصاهرة وهذا ييسر الحفاظ على المنطقة من الافات المجتمعية التي تنخر حتى مناطق مجاورة كالجريمة وغيرها..بقي ان غياب نشاط ثقافي حقيقي وانعدام اماكن الترفيه وتعطل انجاز دار الثقافة "نجيبة الحمروني"(وسميت كذلك احياء لذكرى الرائعة نجيبة الحمروني نقيبة الصحفيين التونسيين"،وهي ابنة البطان وفخره")..كل ذلك وغيره افقد البطان بريقها واشعاعها رغم ان موروثها الثقافي والمعالم الموجودة بها (معمل الشواشي ..القنطرة..)..تدل على ثرائها وعلى عراقة المدينة..
الحرية اولا : ماهي برامجكم المستقبلية وخاصة في المجال الثقافي والرياضي وكيف تعدون الشباب للخروج من روتين الحياة اليومية التي يعيشها ؟
مبروكة مبروكة الصالحي : نحن نعد لبرنامج ثقافي متكامل يمتد طوال السنة ويعيد للبطان بريقها و يفتح للاجيال القادمة افاق الابداع والحرية ولنا فريق شبابي رائع هو من سيشرف على الحياة الثقافية بالجهة..هذا بالاضافة الى اعادة احياء نادي الفروسية و العناية بمهرجان الجواد البربري (للتذكير يوجد بالبطان مزرعة خيول من اجود الانواع)كما نعمل مع وزارة المراةوالاسرة و المجتمع المدني على تطوير اداء المراة والطفل في الوسط الريفي..نحن نعد لبرنامج ثقافي متكامل يمتد طوال السنة ويعيد للبطان بريقها و يفتح للاجيال القادمة افاق الابداع والحرية ولنا فريق شبابي رائع هو من سيشرف على الحياة الثقافية بالجهة.. هذا بالاضافة الى اعادة احياء نادي الفروسية و العناية بمهرجان الجواد البربري (للتذكير يوجد بالبطان مزرعة خيول من اجود الانواع). كما نعمل مع وزارة المراةوالاسرة و المجتمع المدني على تطوير اداء المراة والطفل في الوسط الريفي.. برنامجنا طموح ولكن واقعي ومهما تكن الصعوبات كبيرة نحن مؤمنون بالنجاح لان من يراهن على الانسان لايمكن ان يفشل. تنقصنا الامكانيات المادية وهنا نعول اساسا على النسيج الاجتماعي لتجاوز ذلك .ان يكون المواطن شريكا في القرار البلدي يعني انه شريك في انجاز المشروع . وهذا امر لمسناه منذ البداية حيث لم يتردد المواطن في البطان لحظة واحدة في المساهمة في انجاز مشروع زخرفة جدران المدينة و نعتقد ان هذه ممارسة حضارية تقدمية لمفهوم المواطنة وسنسعى لترسيخها وماسستها عبر لجان احباء الاحياء التي اسسناها بالتعاون مع المجتمع المدني في البطان .
الحرية اولا :كيف تقيمين دور المراة في تونس من خلال تجربتك؟
مبروكة الصالحي :-النص التشريعي في القطر التونسي متطور جدا رغم بعض النقائص في علاقة بحرية المراة و بمشاركتها في الشان العام .بقي ان عدة عوامل منها ماهو ذاتي ومنها ماهو موضوعي يجعل حضور المراة في الحياة العامة دون المامول حيث تلعب دور الماريونات او الديكور الججاجي في بعض الاحزاب التي تعمد الى استعمال صورة المراة بنفس الطريقة التي تعتمدها تقنيات التسويق والاشهار.غير ان المشهد ليس بتلك القتامة مادام هناك ماجدات التيار القومي وحركة الشعب
اذ نحن نراهن على الانسان كانسان وعناصر الاختلاف فيه هي اثراء للتجربة البشرية..حضوري كقومية بين رؤساء البلديات الذين افرزتهم الانتخابات الاخيرة هو حضور امراة تؤمن ايمانا راسخا ان انوثتها ليست عائقا امام مشاركتها في الحكم المحلي .الرهان الحقيقي بالنسبة الي ليس النجاح باعتباري امراة بل النجاح باعتبار تجربة الحكم المحلي هي الضامن لنجاح الانتقال الديمقراطي في تونس.فالحكم المحلي سيقرب السلطة من المواطن وسيجعل منه شريكا فعليا في ادارة الشان العام مما سيقطع الطريق امام الممارسات القديمة التي تعيق التوزيع العادل للثروة و التنمية..
بالنسبة الي "يولد الانسان انسانا ثم يصبح الى امراة بالتجارب"وعليه فاني كامراة ارى انه ان الاوان لطرح قضية حرية المراة من زاوية اخرى اكثر نجاعة وتقدمية ..فالحديث عن تحرير المراة يزعجني واعتبره موضوعا مغلوطا بالنسبة الي وجب تحرير الانسان .وهذا يمر حتما عبر التوزيع العادل للثروة والعدل والمساواة .واي طرح خلاف ذلك شخصيا اعتبره مادة للاستهلاك الاعلامي و الثرثرة الفكرية في زمن الجوع للخبز والحرية.
الحرية اولا : ماذا يعني ان تصل احدى ماجدات حركة الشعب الى رئاسة بلدية وما هي الرسالة التي تريدون كحركة ايصالها للشعب العربي في تونس ؟
مبروكة الصالحي :حركة الشعب فخر الانتماء وكوني امثل ماجداتها في رئاسة بلدية فهذا يضاعف مسؤولتي تجاه صورة المراة القومية التي تستبطن هم الامة باسرها
حركة الشعب هي الاصدق وعدا و مسؤولتي مضاعفة لانه يتحتم علي ان اكون في مستوى تلك الصدقية .
حركة الشعب هي الانعكاس الحقيقي للهم اليومي للمواطن العربي بتونس وعليه فانا ملتزمة بمد جسور التواصل الحقيقي مع اهلنا في البطان .
الحرية اولا :اخيرا ما هي الرسالة التي توجهينها لاهلك في البطان ؟
مبروكة الصالحي :رسالتي لاهلي في البطان تتلخص في عبارة واحدة..تجرؤوا على الحلم فهو ممكن