أوصى الأب ، وهو على فراش الموت، أبناءه بالمنزل خيرا...وأغمض جفنيه قرير العين.
اختلف التوأم البكر حول من تكون له القيادة..و اشتد الخلاف...واستعر.وسارت به الأيام إلى التراكم والاشتداد. لم يقض مرور الأعوام، وتوالي السنون، على لهيبه.
*
ظهرت بالمنزل تشققات..تصدعات..
*
لم تفلح الإرادات الخيرة في رأب الصدع..امتد الخلاف إلى بقية الإخوة،بإيعاز من ذوي القربى،و من خارج العائلة..،فتشتت الأفكار، وحلت الانفعالات..
*
بدأت أركان البيت تتهاوى..وسقوفه تتساقط... وحيطانه تتداعى..
*
كان الجميع يتابع تهاوي البيت بفرح خفي، دون تدخل...فلكل رغبته الثاوية.
*
لما سوي بالأرض،أسرع الكل إلى الاستيلاء على بقعة يبني بها بيتا له..سيجه و حصنه..
ظن أن الأمور استقرت، وأن الجميع قد أخذ حقه، رغم خرق الوصية..إلا أن الصراعات سرعان ما أطلت برأسها..خاصة لما بدأت آثار النعمة على البعض..يدعي كل واحد أنه أغمط في حقه، ويريد إنصافا..
تدخلت الإرادات الطيبة لإيقاف النزيف، ومحاصرة التدهور..عقدت اجتماعات تلو اجتماعات..كانت تنتهي بالفشل...
*
أصبحت الأسوار عالية جدا...جدا.