آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: وليال عشر ... أي ليال أقسم الله بها؟!

  1. #1
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي وليال عشر ... أي ليال أقسم الله بها؟!

    وليال عشر ... أي ليال أقسم الله بها؟!

    قال تعالى : { وَالْفَجْرِ {1} وَلَيَالٍ عَشْرٍ {2} وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ {3} وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ {4} هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ {5} الفجر.
    الليالي العشر نكرة، وليس في ظاهر النص ما يحددها،
    والقول بأنها هي الأيام العشر من ذي الحجة،
    أو أنها العشر الأخيرة من رمضان؛
    لا يقطع بهما القول،
    والقول بهما هو من اجتهاد العلماء في تحديد هذه الليالي.

    والحديث الذي رواه أحمد في مسنده؛ مسند أحمد ط الرسالة (22/ 389)
    حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا عَيَّاشُ بْنُ عُقْبَةَ، حَدَّثَنِي خَيْرُ بْنُ نُعَيْمٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْعَشْرَ عَشْرُ الْأَضْحَى، وَالْوَتْرَ يَوْمُ عَرَفَةَ، وَالشَّفْعَ يَوْمُ النَّحْرِ ".
    فزيد وعياش وخير لا بأس بهم، وليسوا من رجال البخاري ومسلم، وأبي الزبير لم يصرح بسماعه عن جابر،

    وأما في المتن؛ فقد جعل الوتر والشفع، المعطوفان على العشر من ضمن العشرة،

    وفهم آخر من قول عبد الله بن الزبير؛ في شعب الإيمان (5/ 304)
    وَفِي تَارِيخِ الْبُخَارِيِّ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ عَوْذٍ الْبَرَّادُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُرْتَفِعِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ:" لَيَالٍ عَشْرٍ، الْعَشْرُ الثَّمَانُ، وَعَرَفَةُ، وَالنَّحْرُ، وَالشَّفْعُ فِي يَوْمَيْنِ، فَمَنْ تَعَجَّلَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ، وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ، وَهُوَ الْوَتْرُ"
    فجعل الوتر يوم من تأخر. وليس يوم عرفة.

    ومن حيث اللغة فتسمية يوم عرفة بالوتر، وتسمية يوم النحر بالشفع فيه نظر،
    والعمل على نقل هذه الأقوال والترجيح بينها،
    وإلقاء الحمل على عاتق من تكلم بها من السابقين.
    هو الطريق الأسلم في ظن الناس،
    وحتى ظن من ملك القدرة على التدبر في القرآن.
    فصار الجمود في الفهم والدراسة والمراجعة منهجًا متبعًا غير محمود.

    وأهم أمرين في سبيل الوصول إلى أقرب فهم إلى الحق؛
    معرفة سبب تسميات المسميات بأسمائها،
    وارتباط المسمى بالسياق الذي ذكر فيه،
    لأن كل اسم لا يوضع إلا في السياق المناسب له، لمراعاة سبب تسميته،
    والمقدم في فهم آيات القرآن؛ أن القرآن الكريم يفسر بعضه بعضًا،
    ودراسة السياق من أبواب هذا التفسير لفهم النصوص القرآنية.

    وقد أقسم الله تعالى في أول سورة الفجر بخمسة أشياء،
    وكان القسم بمسميات رمزية لا يفهما إلا ذو حجر؛ أي ذو عقل وفهم وبصيرة.
    وحض فيها العمل على فهمها : { هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ {5} الفجر.
    وليس فهمها يتوقف على ظاهر النص مما يدركه العامة ومن له حظ يسير في العلم.

    وأمر آخر ومهم أن الله تعالى لا يقسم إلا بعظيم،
    وليس فوق الله عز وجل أحد يقسم به، فأقسم بنفسه،
    أو بشيء عظيم وجد بفعل الله تعالى، وكان آية منه.
    فقد أقسم الله تعالى بأشياء كثيرة مما خلق؛ كالليل والنهار،
    والشمس والقمر، والنجم، ومواقع النجوم، والضحى والعصر،
    ويوم القيامة، وخلقه للزوجين، وغير ذلك مما أقسم به.

    والأيام العشرة من رمضان أو ذي الحجة،
    هي أيام كسائر الأيام، لا تتميز بذاتها عن بقية الأيام،
    ولولا هذه المناسك التي جعلت فيها وما يترتب عليها من أجر،
    لما كانت أيامًا وليال عظيمة تنال اهتمام الناس.
    والاهتمام بها وتعظيمها محصور على المسلمين فقط.
    ,وقد بينت الأحاديث فضل العمل في الأيام العشر من ذي الحجة ورغبت بالعمل الصالح فيها،
    وكذلك فضل العشر الأواخر من رمضان وأيام رمضان كلها فضيلة، ويكفي أن فيها ليلة القدر،

    ولم يقسم الله تعالى بليلة القدر التي ابتدأ نزول القرآن فيها، مع أنه سبحانه بين عظم هذه الليلة بسورة كاملة؛
    :{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ {1} وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ {2} لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ {3} تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ {4} سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ {5} القدر.

    والمسألة هل هي المقصودة بآية سورة الفجر أم غيرها.
    فهذه الأيام على عظمها لم تبلغ درجة الأشياء التي يقسم الله تعالى بها لتدل على عظيم قدرته. كالشمس والقمر،
    وما يتبعها من ظواهر كالليل والنهار والضحى والعصر والفجر التي أقسم الله بهن.

    وللنظر في سياق الآيات التي ذكرت فيها "ليال عشر
    لعلنا نصل إلى الحق في تحديدها وما يترتب على هذا التحديد من الفهم لها.
    ابتدأ الله تعالى بالقسم بالفجر، وما يبتدأ به مقدمة لفهم ما بعده، وله أهميته؛
    الفجر من مادة "فجر" وهي مستعملة في خروج الشيء واندفاعه واستمراره وانتشاره،
    وقد يكون هذا المندفع نورًا، وقد يكون ماء؛
    : { فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً {60} البقرة. { عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا {6} الإنسان. { وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ {3} الانفطار.
    والفجر يندفع فيه النور من بطن ظلام الليل ويزداد وينتشر حتى يغلب على الظلام ويكشف الليل،
    وقد ربط ذكر الفجر في القرآن الكريم بأربعة أمور عظام في الإسلام دين الله تعالى؛
    بليلة القدر، والقرآن والصلاة، والصيام؛
    : { سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ {5} القدر
    : { وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا {78} الإسراء
    : { مِن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ (58} النور.
    : { حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ {187} البقرة.
    وإذا كان نور الفجر شيء مادي محسوس يخرج من بين الظلمات ويكشفها،
    فنور الآيات والطاعات والعبادات نور رباني كذلك من الله تعالى ينزل لإبعاد ظلمات الشرك والكفر.

    : { اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ {257} البقرة.
    وإخراجهم بإرسال الرسل وإنزال الكتب؛
    وأول هذه الكتب التي أنزلها الله تعالى للناس؛ التوراة، وقد وصفها الله تعالى بالنور؛
    : { قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ {91} الأنعام.
    : { إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ {44} المائدة
    وإنزلت التوراة كاملة، ولم تنزل مفرقة كالقرآن في 23 سنة، وكان نزولها في الأيام العشرة التي زيدت على الثلاثين وكلم الله فيها موسى؛
    : { وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً {142} الأعراف.
    والثلاثين هي مدة الذهاب والإياب، والعشرة التي فوقها كانت في تلقى التوراة.
    ووجدت مسروق بن الأجدع يصرح بذلك في شعب الإيمان للبيهقي؛
    شعب الإيمان (5/ 307)
    3472 - أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ يَزِيدَ الْقَزْوِينِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْدِهٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مَسْرُوقٍ: {وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [الفجر: 2]، قَالَ: " الْعَشْرُ عَشَرُ الْأَضْحَى الَّتِي وَعَدَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ {وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ} [الأعراف: 142] "
    وهذا هو الأقرب للصواب، لما فيه ربط بذكر الفجر الذي قبلها، وذكر الشفع والوتر اللذان بعدها،

    والشفع من مادة "شفع"؛ وهي مستعملة فيما يجعل غيره يدوم ويستمر؛
    فالشفيع يخرج المشفوع له مما أحاط به، فيكون له امتداد واستمرار؛
    والشفاعة تدل دائمًا على اثنين؛ الشافع والمشفوع له،
    ويجب أن يكون تدخل الثاني سببًا في إخراج الأول واستمراره ودوامه على حاله.
    ولا يطلق الشفع على اثنين لمجرد بيان العدد بلا سبب.
    وفي الصلاة لا يصح الخروج منها من الركعة الأولى حتى تشفعها بثانية.

    والذي شفع للتوراة وجعل لها امتدادًا واستمرارًا،
    هو الإنجيل الذي نزل على عيسى عليه السلام؛
    : { وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَطِيعُونِ {50} آل عمران.
    وكان الإنجيل النور الثاني بعد التوراة الذي شفع له، وكان أتباعه هم الأكثر عددًا وانتشارًا في الأرض.
    : { وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ {46} المائدة.
    وقد سميت التوراة بالعهد القديم، والإنجيل بالعهد الجديد عند أهل الإنجيل؛ أتباع الشفيع للتوراة .

    ثم كان إنزال القرآن الكريم؛
    وقد تميز القرآن الكريم بأنه الكتاب الوحيد الذي عرفته البشرية من كلام الله تعالى ولا ثاني له، والكتب السابقة هي من قول الله وبلاغه للناس، مثلها مثل أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم التي أوحيت إليه، وبلغها بما عرف من اللغة بلسانه. ويستطيع البشر أن يأتوا بمثلها،
    أما كلام الله تعالى في القرآن فكان فيه التحدي للبشر جميعًا بأن يأتوا بمثله.
    فهو هو الوتر الذي لا ثاني له، والذي يتعبد به في الصلاة وبتلاوته.
    وهو النور الأخير، والأكثر انتشارًا وإبعادًا لظلام الكفر والشرك بكلامه وبحججه وبراهينه وآياته؛
    : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا {174} النساء.
    : { قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ {15} المائدة.
    : { وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {157} الأعراف.
    : { وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا {52} الشورى.
    : { فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا {8} التغابن.
    : { يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ {8} الصف.

    فالقسم من الله تعالى بالفجر الذي هو النور الذي يبدأ بقشع الظلام،
    ثم ثنى بنور الهداية والرسالات التي أنزلها للناس؛
    فبدأ بنور التوراة التي تلقاها موسى عليه السلام في ليال عشر،
    ثم بنور الإنجيل الذي شفع نور التوراة،
    ثم نور الوتر الذي لا ثاني له؛
    نور القرآن؛ كلام الله تعالى الوحيد الذي لا يعرف الناس كلامًا لله غيره.

    وختم القسم بسريان الليل وذهاب ظلامه بامتداد نور الفجر،
    : { وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ {4} الفجر.
    وذهاب ظلام الكفر والشرك بنور الله الذي أنزله على رسله،
    وكان أثبته وأعظمه وهو النور المستمد من كتاب الله تعالى؛ القرآن الكريم.

    وهل من صاحب حجر يزيدنا نورًا نتبين به نورًا أكثر لآيات الله تعالى.

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 28/09/2018 الساعة 10:14 AM

  2. #2
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: وليال عشر ... أي ليال هي التي يقسم الله بها؟!

    قول الله تعالى : { هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ {5} الفجر.
    لماذا لذي حجر وليس لذي بصيرة، ولا لأولي الألباب ، ولا لأولي النهي؟
    مادة "حجر" مستعملة في المانع لغيره بالشدة التي يتميز بها،
    فالحجارة فيها شدة تدفع وتمنع الخارج من الدخول، والداخل المحبوس من الخروج،

    والحجرات تبني لمنع الخارج من الداخل إلا بإذن صاحبها
    لقد نادى أعراب جلفاء النبي صلى الله عليه السلام وراء الحجرات ليعلمونه أنهم قد وصلوا ويطلبون الخروج إليه؛
    : {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاء الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ {4} وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {5} الحجرات.

    وماذا كان وراء الحجر الذي ضربه موسى عليه السلام ؛
    : {فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً {60} البقرة.
    : {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ {74} الببقرة.

    وثمود (أصحاب الحجر) احتموا ببيوت نحتوها في حجر الجبال فما أغنت عنهم شيئًا
    : {وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ {80} وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ {81} وَكَانُواْ يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ 82} الحجر.
    : {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ {83} فَمَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ {84} الحجر.

    وانظر بأي لفظ نطق الكافرون يوم القيامة ليدفعوا عن انفسهم العذاب؛
    : {يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَّحْجُورًا {22} الفرقان.

    وبين البحرين لا تنتقل صفات كل منهما من العذوبة أو الملوحة إلى الآخر؛
    : {وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا {53} الفرقان

    فذوو الحجر هم الذين يحبسون في أنفسهم علوم ومعارف وحكمًا كثيرة، تعطيهم القدرة على حفظ أنفسهم بها، وفهم وإدراك من يقع تحت حسهم وما يخبروا به وينقل إليهم،
    وكانت هذه الآية مقدمة للحديث عن ثلاثة أقوام ارتبطت حضارتهم بالحجارة؛
    أول الأقوام : "عاد" قوم هود عليه السلام؛
    : {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ {6} إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ {7} الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ {8} الفجر
    وثاني الأقوام : "ثمود" قوم صالح عليه السلام؛
    : {وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ {9} الفجر.
    وثالث الأقوام : قوم فرعون أصحاب أهرامان كالجبال؛
    : {وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ {10} فرعون.

    ومن الجميع كان الفساد وعلى الجميع كان العقاب ؛
    : {الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ {11} فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ {12} فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ {13} إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ {14} الفجر.

    وكما بدأ النور ضعيفًا في الفجر ثم يزداد إلى ان يغلب الليل ويكون النهار.
    وكذلك بدأ نور الرسالات بالتوراة ثم بالإنجيل وانتهى بالقرآن الجامع لكل الأحكام والأخبار التي تنير درب الإنسان في الحياة وتنظم حياته،

    فقد بدأ التعامل مع الحجارة بنحتها من أعلى نزولا إلى الأسفل لصنع الأعمدة عند عاد
    ثم تطور النحت إلى داخل الجبال عند ثمود،
    ثم عظم النحت عند الفراعنة فقطعوا الصخر ونقلوه حجارة وصنعوا منها أهرامًا كالجبال

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 20/08/2018 الساعة 02:27 PM

  3. #3
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: وليال عشر ... أي ليال هي التي يقسم الله بها؟!

    فهم بعض الإخوة من الموضوع أني أصف التوراة والإنجيل بأنهما نور وقد تم تحريفهما
    التوراة كانت نورًا لبني إسرائيل لما أنزلت على موسى عليه السلام ولمن تبعه
    والإنجيل كان نورًا لبني إسرائيل لما أنزل على عيسى عليه السلام ولمن تبعه
    والقرآن هو النور الدائم لكل المؤمنين به من يوم نزوله .

    للنجوم نور وإن كان خفيفًا
    فإذا ظهر القمر بدرًا غطى على نور النجوم
    وإذا ظهرت الشمس غطت بضيائها على القمر والنجوم
    وكأنها جميعًا لا وجود لها

    وكذلك القرآن بعد نزوله غطى بنور هدايته على التوراة والإنجيل
    فهو الكتاب الشامل للحياة كلها ولمراد الله تعالى في تنزيله
    خلافًا للتوراة والإنجيل اللذان لم يتطرقا إلا لمسائل قليلة

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 20/08/2018 الساعة 02:16 PM

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •