آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: بلاغة التقديم والتأخير في ذكر نفخ الروح في رحم مريم

  1. #1
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي بلاغة التقديم والتأخير في ذكر نفخ الروح في رحم مريم

    بلاغة التقديم والتأخير في قصة نفخ الروح في رحم مريم

    استمعت أخيرًا إلى لقاء مسجل مع الدكتور فاضل السامرائي في (برنامج لمسات بيانية)، يجيب فيه عن الفرق بين؛ "فنفخنا فيها" و" فنفخنا فيه"، وقد ذكرت ذلك في خطبة جمعة قبل 15 أو 16 عامًا، وبعضها قد سجلته في كتابي "أحبك أيها المسيح"، وقد اشتركنا في ذكر أمور، وأمور أخرى كل منا قد انفرد بذكرها عن الآخر. ... فأحببت أن أجمعها جميعًا في هذا الموضوع
    : {وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ {91} الأنبياء.
    : {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ {12} التحريم.
    سورة الأنبياء متقدمة في ترتيب السور القرآنية ورقمها: (21)، وآياتها: (112)
    وسورة التحريم متأخرة في ترتيب السور القرآنية ورقمها: (66)، وآياتها: (12)

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 02/09/2018 الساعة 05:28 PM

  2. #2
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: بلاغة التقديم والتأخير في قصة نفخ الروح في رحم مريم


    في سورة الأنبياء : كثر ذكر الأنبياء؛ (14) نبيًا؛ إبراهيم، لوط، إسحاق، يعقوب، نوح، داود، سليمان، أيوب، إسماعيل، إدريس، ذا الكفل، ذا النون (يونس)، زكريا، يحيى، عليهم الصلاة والسلام، وذكر الأنبياء أعلى من ذكر النساء المرتبطات بأنبياء. وذكرت مريم بعد ذكر آخرهم.

    في سورة التحريم : كثر ذكر النساء؛ نساء النبي، امرأت نوح، امرأت لوط، امرأت فرعون، ومريم ابنت عمران، ولهن ارتباط بالأنبياء. وذكر النساء هو دون ذكر الأنبياء بدرجات كبيرة ولو كن صالحات.

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 01/09/2018 الساعة 10:49 PM

  3. #3
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: بلاغة التقديم والتأخير في قصة نفخ الروح في رحم مريم


    في سورة الأنبياء : لم يصرح باسمها ولم يذكر أبوها، لأنها وأباها ليسا من الأنبياء، فجرى تنكيرها حتى لا يستوي ذكرها مع ذكر الأنبياء؛ {وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا}. والتنكير أعم من التخصيص، والتعريف تخصيص.

    في سورة التحريم : صرح باسمها واسم أبيها تعريفًا لها كسائر النساء المذكورات في السورة؛ { وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا}. والتصريح أخص. والأخص دون الأعم.


  4. #4
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: بلاغة التقديم والتأخير في قصة نفخ الروح في رحم مريم


    في سورة الأنبياء : ذكر ابنها؛ {وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا}؛ لأن السورة هي سورة الأنبياء. وقد ذكر خمسة من الأنبياء مع من ارتبطوا بهم؛ (إبراهيم ولوط وإسحاق ويعقوب)، (نوح وأهله)، (داود وسليمان)، (أيوب وأهله)، (زكريا ويحيى)،
    وأخيرًا (مريم وابنها). وارتباطها بابنها وهو نبي من الأنبياء هو الذي جلب ذكرها في سورة الأنبياء، ولم يصرح باسم ابنها لأن ذكره هو في مرحلة تكونه في الرحم، فلم يظهر بعد في الحياة ويعلم به الناس.

    ويونس لم يكن معه أحد من ولد أو أهل، فلم يصرح باسمه وذكر بما ارتبط به؛ { وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا {87} الأنبياء، والنون هو الحوت الذي التقمه. وثلاثة أنبياء ربطهم الصبر معًا؛ { وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ {85} الأنبياء
    وذكرها مع ابنها أعلى من ذكرها لوحدها.

    في سورة التحريم : لم يذكر ابنها لأن مدار الحديث في السورة عن عصيان وكفر وإيمان النساء.
    وذكرها لوحدها هو دون ذكرها مع ابنها.

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 02/09/2018 الساعة 09:47 AM

  5. #5
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: بلاغة التقديم والتأخير في قصة نفخ الروح في رحم مريم


    في سورة الأنبياء : { أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا}؛ نفخنا فيها، أي في كل الجسد، فأول الحمل يظهر في تأثيره على المعدة والبول والدم الذي يتحرك في سائر الجسد، ويظهر ذلك التحليل الطبي لهما، وما من شيء في الجسد إلا يتأثر بالحمل؛ اللحم والشحم، والعظام والأسنان، والشعر، والجلد، والأعصاب، والسمع، والبصر والشم، والذوق، فليس تأثير الحمل على الرحم فقط، ولكن نموه الزائد سيكون له البروز الأظهر في الرحم. والنفخ في سائر الجسد أعلى من النفخ في الفرج فقط. وذكر النفخ في سائر الجسد انسب مع تنكير اسم مريم؛ لخفائه ولأن أكثره غير منظور.
    فهذا النفخ خفي، وفي سائر الجسد، ويبدأ أثره مع أول الحمل، ويناسب سرعة أثره تقدم السورة

    في سورة التحريم : { أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا}، حصر النفخ في الفرج أخص من النفخ في سائر الجسد، وهو أظهر للعين في أشهره الأخيرة.
    وهذا النفخ ظاهر للعيان، ومحدد موضعه من الجسد، ويتجلى ظهوره آخر أشهر الحمل، ويناسب ذكره تأخر السورة.

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 01/09/2018 الساعة 10:54 PM

  6. #6
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: بلاغة التقديم والتأخير في قصة نفخ الروح في رحم مريم


    وفي الآيتين أمور مشتركة،

    الأول : أنها أحصنت فرجها؛ والفعل منها، وكان إحصانها أنها انفصلت عن الرجال في المعبد باتخاذها مكانًا شرقيًا لا يدخل عليها إلا زكريا عليه السلام المكفَّل بها.

    والثاني : النفخ ، والنفخ لا يكون إلا في شيء يستوعبه، وقد يستقر فيه إلى أجل قصير أو طويل، كنفخ الروح في الجسد، ويؤثر عليه بازدياد حجمه، كالجنين، أو يقوي اشتعاله كالنفخ في النار.

    والثالث : من روحنا؛ ومن للتبعيض، فهو بعض من نفخنا فيه الروح، فكل إنسان نفخ الله فيه من روحه، وليس مقصورًا على عيسى وآدم عليهما السلام. فعيسى عليه السلام هو روح من الله، وليس روح الله.
    : { إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ {171} الأنعام.

    اما القول بحق جبريل عليه السلام "روحنا": { فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا{17} مريم. كقوله "رسولنا" لأنه مختص بأمور لا تكون لغيره من الملائكة، وخصه بخلق يتفرد به عن الملائكة، فالملائكة غير متماثلة بعدد الجنحة مثلاً؛ { جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {1} فاطر.

    والرابع : قوله "فنفخنا" بصيغة الجمع ولا يقال ذلك إلا من لديه أتباع يأتمرون بأمره، والذي قام بذلك :
    رسول من الملائكة، هو جبريل عليه السلام، وقد يكون معه ملائكة يقودهم ممن يوكلون بنفخ الأرواح؛
    : { فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا {17} ... قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا {19} مريم.

    أما القول في حق آدم عليه السلام "نفخت فيه من روحي" ولم يقل "نفخنا"، لأن النفخ كان بفعل الله مباشرة دون تكليف للملائكة بذلك.
    والروح من مادة "روح" وهي مستعملة فيما يرى أثره ولا تبصر ذاته، كأرواحنا التي لا تبصر ويبصر فعلها في الجسد،
    والريح التي لا ترى ويرى أثرها سحب وتحريك الأشياء،
    وروح القدس جبريل الذي ينزل بالوحي فيرى أثره على النبي دون أن يبصر،
    وكذلك في تأييده عيسى بن مريم ليكلم الناس في المهد دون أن يبصر،
    ورَوح الله؛ { وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ {87} يوسف؛ هو التدبير الخفي الذي يعلم أن وراءه الله سبحانه وتعالى ولم يكن إلا بأمره، دون رؤية أي شيء.

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 02/09/2018 الساعة 09:54 AM

  7. #7
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: بلاغة التقديم والتأخير في قصة نفخ الروح في رحم مريم


    في سورة الأنبياء : ختمت الآية؛ { وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ}، بالحديث عن فعل الله تعالى بأن جعلها تحمل من نفسها دون زوج، وأن يخلق عيسى من غير أب، والحدث واحد بوجهين فكان الحدث آية، لا يستطيع أحد أن يأتي بمثلها من العالمين وهما الجن والإنس.

    والعالمين من مادة "عَلَمَ" وهي مستعملة فيما يكون أساسًا لما يبنى عليه، فأي معرفة يبني عليها الإنسان معرفة أخرى أو عمل تصبح علمًا، والعلم قد يبنى عليه علم آخر أيضًا، وهذا الفعل مختص بالإنس والجن فقط، دون الملائكة وبقية الخلق، فسموا من أجل ذلك بالعالمين.

    فهل يستطيع البشر أن يفعل مثل هذه الآية، استطاعوا بعلمهم تخليق أنثى من دمج خلايا أنثوية، وتخليق ذكر من دمج خلايا ذكرية، لكنهم لم يستطيعوا أن يخلقوا في مختبراتهم ذكر من خلايا أنثوية. وعيسى عليه السلام خلق من خلايا أمه، ونفخ الروح فيه من الله، ولولا ذلك لما صح أن يكون عيسى عليه السلام من ذرية نوح وإبراهيم عليهما السلام لكون أمه مريم التي خلق منها هي من ذرية إبراهيم ونوح عليهما السلام، ولا رابط له بهما دون أمه مريم.
    والفعل في الآية لله، وهو أعلى من الأفعال التي تكون من الناس.

    في سورة التحريم : وقد ختمت آية التحريم؛ {وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ}؛ لأن الحديث في السورة عن إيمان وكفر وعصيان النساء، فكان علامة إيمانها؛ التصديق بكلمات الله وكتبه، وقنوتها في عبادتها لله،
    والفعل هو منها وهو دون الفعل الذي كان من الله تعالى.

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 02/09/2018 الساعة 09:57 AM

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •