آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: كيف يكون رباط الخيل في زمن طغيان النار والحديد ؟!

  1. #1
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي كيف يكون رباط الخيل في زمن طغيان النار والحديد ؟!

    رباط الخيل في زمن طغيان النار والحديد

    قال تعالى: { وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ {60} التوبة.
    شدني البحث لمعرفة سبب تسمية الخيل بالخيل، التي لم يرد اسمها إلا ثلات مرات في القرآن،
    ولماذا الخيل اسم جمع لا مفرد له من جنسه؟
    وكيف يكون إعداد رباط الخيل في زمن طغيان الحديد والنار؟
    ولمعرفة الإجابة على ذلك .. للنظر أولاً؛
    ما الهدف الذي قصد في الآية؟
    وما الذي طُلب في الآية وأمرت به؟

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 05/09/2018 الساعة 02:02 PM

  2. #2
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: رباط الخيل في زمن طغيان النار والحديد

    لقد رسمت هذه الآية من سورة التوبة كيفية
    حماية الدولة من أعداء الخارج والداخل
    .

    فالقوة المؤثرة التي يواجه بها العدو وتؤثر به؛ نوعان في كل زمان؛
    قوة الرمي عن بعد، وقوة الاختراق في المواجهة من قرب
    النوع الأول : قوة الرمي؛ والتي يتم بها النيل من العدو عن بعد،
    وكان الرمي قديمًا بالسهام وأحيانًا بالحراب والرماح، والمنجنيق،
    وبعد ذلك صارت تستخدم المدافع التي تجرها الخيول أو تنصب في البر أو البحر،
    ثم تم استخدام البنادق اليدوية، ثم السريعة (الأتوماتيكية) المحمولة وغير المحمولة.
    ثم كانت المدافع المركبة على العربات المستعملة في حال الثبات، أو في المتحركة كالدبابات0
    وأخيرًا الصواريخ الموجة؛ منها القصيرة المدى، ومنها البعيدة المدى التي تسمى بالبالستية.
    وقد صارت قوة الرمي في هذا الزمن هي القوة ذات التأثير الأكبر والأعظم في موازين القوى، لإصابتها في رمية واحدة العدد الكثير، وتدمير الآلات والممتلكات عن بعد.
    عن عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، يَقُولُ: " {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} ؛ أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ، أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ، أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ " صحيح مسلم


  3. #3
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: رباط الخيل في زمن طغيان النار والحديد

    والنوع الثاني : الوسائل التي تحمل الجند وتوصلهم إلى العدو بسرعة،
    وتمكنهم من اختراق صفوف العدو والولوج في أرضه.

    وقد استخدمت قديمًا في البر؛ الخيل والبغال والإبل والفيلة لأجل ذلك.
    واستخدمت السفن في المواجهات في البحر والوصول إلى البر البعيد.
    أما حديثًا؛
    ففي البر : أهم قوة فيه هي الدبابات، ومعها الآليات الأخرى، والحاملة لأسلحة الرمي عن بعد.
    وفي البحر: السفن العملاقة فوق مياهه، والغواصات في أعماقه.
    وفي الجو: الطائرات القاذفة والمقاتلة، وحاملات الجند والعتاد.
    وكل الدول تحاول أن تمتلك هذا الأسلحة والمضادات لها.


  4. #4
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: رباط الخيل في زمن طغيان النار والحديد

    وقد كان الطلب في الآية من المؤمنين أن يعدوا هاتين القوتين
    (آلات الرمي وقذائفها)، و(رباط الخيل).

    : {وَأَعِدُّواْ لَهُم} : أمر بالإعداد، والإعداد يكون قبل المواجهة المتوقعة، ويتطلب الإعداد أزمنة متفاوتة، قد تمتد إلى سنين طويلة من التصنيع والتدريب والتطوير، ويتطلب إنفاقات كبيرة؛ { وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ}، وإن فات الإعداد أو تأخر كانت نتائجه كارثية عند وقوع المواجهة مع عدو قوي.
    والأمر بالإعداد "لهم"، دون تسميتهم تنكيرًا لهم ليشمل كل الأعداء؛
    ثم بين أنهم أعداء الله وأعداء المؤمنين،
    وهما صنفان عدو خارجي معلوم،
    وعدو داخلي خفي من المنافقين والمرجفين، الذين يتعاونون مع العدو الخارجي،

    ويؤثرون على الضعفاء وعلى من في قلوبهم مرض. {وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ}، وهذا الأمر بالإعداد تكليف للدولة للمحافظة على وجود الدولة التي بحفظها يكون الحفظ للناس.
    : {مَّا اسْتَطَعْتُم} : استغراق في الاستطاعة وبذل الجهد، وألا يهمل ولا يقصر في الإعداد، ولا يبخل فيه، فينتج عنه الهلاك؛ كما قال تعالى في أثر البخل في الإنفاق في سبيل الله؛ { وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ {195} البقرة.
    : { مِّن قُوَّةٍ } : "من" للاستغراق؛ أي كل قوة تقدرون على إعدادها وتكون قادرة على ردعهم، مما عرف من أنواع القوة المادية، والتدريبية، والمعنوية والمعلوماتية، والمساندة، وما يلزم من مواجهة الأعداء.
    : { وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ} : كانت الخيل هي القوة الحاملة للجند والسريعة في اختراق جند العدو وبلاده،
    لكن الخيل بهذا الاسم الذي نعرفه بها، لم تعد الحاجة قائمة لها، والطلب من الله بإعداد رباط الخيل ليس لعصر واحد أو الذي كان قائمًا، بل لكل العصور مهما تغيرت الأدوات والأساليب.


  5. #5
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: رباط الخيل في زمن طغيان النار والحديد

    وللنظر في سبب تسمية الخيل بالخيل، فلعل الاسم مبني على صفة؛
    تعم وتصلح لكل ما يقوم مقامها، ولا تتوقف التسمية على هذه الدابة فقط.

    من بحثي في فقه اللغة عشرات السنين، وخاصة البحث في معرفة سبب تسمية المسميات بأسمائها، من معرفة استعمال جذورها؛ تبين أن الجذور التي فيها حرفان صحيحان والثالث أحد الحرفين، أو أحد حروف المد في أي موضع كان في الفعل؛ فاء أو عين أو لام الفعل؛ تجتمع جميعها على استعمال واحد بفارق خصوصية كل جذر من اثني عشر جذرًا محتملة الاستعمال؛ فمع الخاء واللام؛ (أخل – وخل – يخل – خأل – خول – خيل – خلأ – خلو – خلي – خلل – خخل – خلخل)،
    ومن النادر جدًا أن تستعمل كل هذه الجذور المحتملة.
    الخلل (من خلل): هو الفراغ الذي يسمح بدخول شيء فيه مما ليس منه.
    الخليل والخِلّ (من خلل) : وهو الصاحب الذي يتدخل في شئون أهل بيته بمعرفته ورضاه.
    الخـــَل (من خلل) : وهو مادة سائلة تستطيع أن تتخلل المواد وخاصة اللحم فتؤثر فيه وتضعفه.
    الخال (من خول) : أخو الأم الذي تدخل صفاته عند ابن أخته بين صفات آبائه.
    الخال (من خول) : الشامة بقعة أو حبة سوداء داخلة في الجلد ومغايرة للون الجلد الذي هي فيه.
    خوله نعمة (من خول): جعلته في الناس كالشامة في الجلد، أو القيام على النعمة فوق قدرته لسعتها، فيدخل الناس معه للعمل فيها وإدارتها.
    الخيال (من خيل) : صورة ليست من الواقع، تظهر كأنها متحركة في داخله.
    : { فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى {66} طه.
    الخالي (من خلو) : الفارغ من داخله فيستطيع أي واحد الدخول فيه وإشغاله.
    الخلخال (من خلخل) : من الأسورة الواسعة التي يبقى فراغ بينها وبين الساق التي توضع فيه.
    الخيل ( من خيل): جنس معروف للركوب من الدواب، سريع الحركة، يستعان بكثرة في الحروب، لحمل الجند والهجوم على العدو والدخول في أرضه وتشتيت وتفريق جموعه. ولهذا كانت تسميتها بالخيل.
    وهذه الصفة للخيل لا تأتي من فعل فرس أو حصان لوحده، بل من عدد كبير منها،
    ولذلك كان اسم الخيل اسم جمع لا مفرد له، لأن الصفة تنعدم من فعل الواحد منها إذا كان منفردًا.
    ومثل حال الخيل اللغة؛ النساء؛ جاء الاسم من التأخير في القوامة والتكاليف بعد الرجال، لكن قد تنفرد واحدة فتكون مقدمة على الرجال وتكون ملكة لهم، فالاسم للجنس وليس لكل فرد من الجنس.
    وكذلك المرأة؛ جاء اسمها من استقلالها بنفسها، لكن صفة الاستقلال تذهب مع الجمع، حيث لا بد أن ينقاد جمعهن خلف واحدة منهن، ولذلك لا تجمع امرأة من لفظها، ويمكن تثنيتها؛ لأنها تبقى مستقلة إذا كانت إحدى اثنتين فقط؛ (امرأتان).


  6. #6
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: رباط الخيل في زمن طغيان النار والحديد

    فالخيل بجموعها تستطيع اختراق العدو وتتخلل صفوفه وأرضه، وهي صفة من فعلها، لا من شكلها، ولا من كونها دابة حية.
    وكل ما يقوك مقامها ويحمل صفتها يعد خيلاً، فخيل اليوم لهذه المهمات هي المعدات العسكرية المتحركة، التي تستطيع الوصول إلى أرض العدو، وتتخلل أرضه وصفوفه.

    ورباط الخيل، أن يكون لها تجمعات ثابتة فيها، ولا تشغل ولا تستعمل في غير الأمر التي أعدت له.
    ومثلها يجب أن تكون دائمة الإعداد، وأن يكون لها العناية والحفظ الدائم في مرابطها، وجاهزة الاستعمال عند الحاجة، وهذا ما تفعله كل الدول على قدر طاقتها، وما تملكه من تقنية لصناعتها، أو تملك المال لشرائها.
    وقد أرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن من يستطيع صناعة السيوف بدل شرائها.
    والآن أصبحت أكثر المواجهات بالرمي عن بعد، ولها الأثر الأكبر، قبل التلاقي وجهًا لوجه، ويكون التداخل بينهم في القتال.
    فالإعداد مطلوب للاثنين : القوة ورباط الخيل حتى لا تداس الأمة تحت أقدام أعدائها.


  7. #7
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: رباط الخيل في زمن طغيان النار والحديد

    أثر الإعداد على العدو
    إعداد القوة إرهاب للأعداء
    فقبل أن يفكر العدو في عدوانه
    سيحسب ألف حساب لما سيلاقيه
    وفي ذلك توفير للقدرة ، وحفظ للأنفس والأموال
    والعيش في سكينة وأمان
    قال عليه الصلاة والسلام : "نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ" صحيح البخاري (1/ 74)
    وإعداد القوة إرهاب للمنافقين والضعفاء ولمن في قلوبهم مرض،
    فتطفأ روح الشقاق والنفاق في أنفسهم،
    وزيادة ثقة وثبات للمخلصين منها
    فتتوحد الأمة أمام أعدائها
    قال تعالى: { وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ {46} الأنفال.

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 07/09/2018 الساعة 05:06 AM

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •