سؤال : ما هي أفضل وسائل الدفاع الجوي تقدما في العالم؟

قلت:

هناك صواريخ ثاد الأمريكية وإس 400 الروسية، لكن الفارق أن ثاد مصمم خصيصا للصواريخ البالستية ولا يسقط طائرات، بينما إس 400 يسقط كلاهما معا.

مما يعني أن المنظومة الروسية هي الأقوى والأكثر تقدما

نقطة ضعف ثاد أنه لا يسقط صواريخ جوالة (كروز) هذا مصمم للبالستي الروسي والإيراني والكوري تحديدا، والفارق أن الصاروخ الجوال أكثر دقة في إصابة هدفه ويسير بنُظُم ملاحة فضائية وقادر على التعامل جيدا مع الطبوغرافيا الأرضية والطيران على ارتفاع منخفض – عدة أمتار – إضافة لإمكانية توجيهه بعد إطلاقه، أما الصاروخ الباليستي فبنظام إضرب وانسى، يطير على مسافة عالية جدا – ربما خارج الغلاف الجوي- ثم ينفصل رأسه الحربي في السماء عن قاعدة الصاروخ قبل السقوط على هدفه.

لا يعني ذلك سهولة إسقاط الباليستي لأن سرعته عالية جدا ربما تصل ل 20 ألف كيلو متر / س، وهذا يتطلب دفاع من نوع خاص أمريكا وصلت إليه بنظام ثاد، أما الصاروخ الجوال – كروز – هذا أبطء حوالي 800 كيلو متر/ س فقط ،ويمكنكم ملاحظة ذلك في تسجيلات الجيش السوري بإسقاط توماهوك مؤخرا..

الباليستي سهل رؤيته بالرادار، لكن هذا ليس كل شئ، فأنت قد تراه لكن لسرعته العالية جدا تفشل في إسقاطه، وهذا حدث عدة مرات من السعودية، فشلت في إسقاط صواريخ الحوثيين البالستية بنظام باتريوت، رغم أنها من طرازات قديمة نوع سكود معدلة..وخطورة البالستي حسب وجهة النظر الأمريكية تكمن في إمكانية حمله رؤوس نووية ودي قصة تانية..

أما عن الصواريخ الكروز فخصوم أمريكا امتلكوا منها مؤخرا كروسيا وإيران والصين، مما يعني أن منظومة ثاد لم تعد تناسبهم، وفضّلوا العودة لمنظومتهم القديمة باتريوت وتطويرها ، ورأيي أن الشرق متقدم جدا في الدفاع الجوي بخلاف العقلية الأمريكية الهجومية التي تنتج أفضل أسلحة الهجوم لكن ضعيفة نوعا ما في أسلحة الدفاع.

كذلك توجد نقاط ضعف في كلا المنظومتين، أنهما لم يُجربا بشكل حقيقي في أجواء حرب، وفي العسكرية السلاح وقت السلم مختلف عن وقت الحرب من حيث الطبيعة والإمكانية والتحديات ، الإس 400 أدخلته روسيا في سوريا على أمل تجربته حسب الظروف، لكن حرصت أمريكا على تحييده قدر الإمكان، كذلك ثاد عرضت أمريكا بيعه لكوريا الجنوبية ودول الخليج لإمكانية استخدامه، وفي رأيي أن صدام القوى الكبرى سيتيح استخدام تلك المنظومات لأول مرة..

ميزة الإس 400 أن منظوماته القديمة استخدمت بالفعل ونجحت، نظامي البوك وإس 200 أسقطوا صواريخ جوالة أمريكية من طراز "توماهوك" في الضربات الأمريكية الأخيرة بعد اتهام الأسد بالكيماوي، ويُحتمل بعد تزويد سوريا بنظام إس 300 أن يخلق حاجز نفسي للأمريكيين تجاه سوريا خشية العواقب بتوسع الحرب اعتمادا على ملكية الردع..

تركيا كانت ستشتري نظام ثاد بعد ثورة سوريا لتحديات خاصة متعلقة بقدرات الجيش السوري ، لكن وبعد خلافها مع أمريكا مؤخرا عادت لتشتري إس 400 لأسباب متعلقة بقدرة الجيش الأمريكي الجوية، أما دول الخليج فيُقال أن السعودية والإمارات اشتروا " ثاد" لكن غير متأكد من ذلك خصوصا وأنهم لم يستعملوها فعليا ضد الحوثيين وكل دفاعاتهم باتريوت.

باختصار: نظام إس 400 الروسي هو أفضل دفاع جوي حاليا في العالم، ليس لقوته في إسقاط الطائرات فحسب، بل في إسقاط كل أنواع الصواريخ الجوالة والبالستية، أما إمكانية إسقاطه للطائرات الشبحية فيوجد كلام وكلام..لست متأكدا، لكن قرأت مقالات روسية تقول أن إس 400 يسقط طائرات إف 117 وإف 22 رابتور الشبحيتين، لكن لم يتحدثوا عن الإف 35، ورأيي أن سلوك إسرائيل تجاه سوريا بعد امتلاكها إس 300 سيكشف أمور كثيرة ، خصوصا وأن إسرائيل امتلكت إف 35 وضربت بها سوريا عدة مرات ولم تنجح الإس 200 في إسقاطها لضعف في الرادار وقلة المدى.

واستنتاجي قائم على أن قدرة الإس 300 في إسقاط الطائرات الشبحية تعني كساد تام في بيع السلاح الأمريكي، ومن شروط تاجر السلاح الأمريكي عدم استخدام سلاحه المهم في معارك خاسرة أو غير مضمونة، فورا تُفتح قنوات اتصال دبلوماسية لاحتواء الموقف، والآخر يكون متفهم لهذا الإجراء الأمريكي أنه متخوف على سمعة سلاحه ويضطر أحيانا بتقديم تنازلات في المقابل.