ويحي ... كيف استعبدوني ... و استعبدوا قومي ...

[أحمد مراد عارف]

ما زلت أذكر كيف بدأ الأمر ...
بالتلقين ...لتعاويذ الخوف...
إنهم ... عمدوا ... لأصحاب الأسمال البالية و النفوس التي كسرها القهر و وضع الاستبداد قدمه على كرامتها ... و استفزتها ...
و أوعدتها و وعدتها ... حتى صار الرجال الأحجار ... مثلهم مثل آلة الحرب التي لا ترجع ... التي تفعل مايشاء الكاهن الكبير ...
و يحي ...
لقد تحدث منا رجل كريم يوما وقال إنه يكره عودة هارون حتى لا يسوق أبناءه لحتوفهم يسوقهم للذبح و شؤم الفناء و قد صور على جباههم أفخاذ العذارى المخدورات ...
و اليوم ... أنا أكره أن أقول آمين ... خلف من يدعوا على كل باسل ينهض ليعري سوءات الظلمة الجاثية بالسياط و النصل الدامي على العقول الصامتة المستكينة ...
عمدوا إلى أولئك المساكين الذين هم سواد الناس و أزوهم بقهرهم و عريهم و جوعهم و شبقهم و عبوديتهم ... و ركبوا على جماجمهم ... إلى التهلكة الأخيرة ...
و أناخوا الأنوف الأبية و ربطوها إلى صواري المهانة و الجحود ...
فكيف صنعوا بي ... و بقومي ... كل هذا الصنيع الشنيع ... و ما زلت أشهد في اليوم ألفي مرة أنني رأيت و سمعت و عرفت و أحببت و أني سوف أضع رأسي فداءا لأثر النعل العابر ...
النعل الساكت الذي ما زال يسوق القطعان الجائعة للحتوف الأبدية ...
يتبع ...

[أحمد مراد عارف]

مابال الناس تسير في الضوء و تبحث عن المزيد من الوضوح و الإشراق و الانطلاق ؟؟؟
و ما بالنا ننزل في حفرة باردة حالكة السواد و نفتش كل لحظة بعقولنا النائمة عن المزيد من الاغتراب عن الشمس و نتلمس بشغف المشنوق باحثين عن المزيد من النوم و الاستعباد و الأغلال ؟؟؟
الاستفسار الموضوعي :
و لكن ما الضابط الذي يجعل المنصف يحكم علينا أو على القوم أننا أو إياهم لَعَلَىْ هدى أو في ضلال مبين ؟؟؟
استرسال مع الحديث الأول :
يسأل من يزعم أنه استيقظ قريباً قائلاْ : أي نوع من المشروب نحتسي بِنَهَمٍ حتى نَجِدَ كل هذه الجبال الراسية من النعاس جاثمة على الأفكار و المشاعر ؟؟؟
و أي هواء نقي أنعش الناس و استنشقوه حتى عَبَرَ مناخيرهم إلى نخاع عظامهم فتفتحت أعينُهم و أسماعُهم و استجمعوا وقفاتِهم و راحوا كلٌ في مجاله يسأل و يشك و يَجِدُّ باحثاً حتى يَصِلَ أو يُمَرِرَ مشعلَه إلى من يرث منه الشك و الجِدَّ في البحث عن اليقين و الدواء و الخطط و النور ؟؟؟
تعقيب على الاستفسار الأول :
آيةُ تفوقهم و نبوغهم أن كهنتنا يضطجعون متهالكين قد بليت على شفاههم التراتيل زَمْنَىْ لا يستطيعون شيئا سوى التوسل بعلوم الأساتذة حقا و حقيقة حتى يَصِفُوا لهم دواءا أو يبتروا منهم ورما خبيثا و لكنهم
لا يلجؤون البتَةَ لمن يستأصل من رؤوسهم المفرغة خواءها و داءا ينخرها و ينطلق تعاويذ حتى تقف أمام الناس نصبا مزمجرة للدجل و التزييف و إهانة كل عقل و كرامة .
أحييكم و أشكركم .