ما زلت أذكر كيف بدأ الأمر ...
بالتلقين ...لتعاويذ الخوف...
إنهم ... عمدوا ... لأصحاب الأسمال البالية و النفوس التي كسرها القهر و وضع الاستبداد قدمه على كرامتها ... و استفزتها ...
و أوعدتها و وعدتها ... حتى صار الرجال الأحجار ... مثلهم مثل آلة الحرب التي لا ترجع ... التي تفعل مايشاء الكاهن الكبير ...
و يحي ...
لقد تحدث منا رجل كريم يوما وقال إنه يكره عودة هارون حتى لا يسوق أبناءه لحتوفهم يسوقهم للذبح و شؤم الفناء و قد صور على جباههم أفخاذ العذارى المخدورات ...
و اليوم ... أنا أكره أن أقول آمين ... خلف من يدعوا على كل باسل ينهض ليعري سوءات الظلمة الجاثية بالسياط و النصل الدامي على العقول الصامتة المستكينة ...
عمدوا إلى أولئك المساكين الذين هم سواد الناس و أزوهم بقهرهم و عريهم و جوعهم و شبقهم و عبوديتهم ... و ركبوا على جماجمهم ... إلى التهلكة الأخيرة ...
و أناخوا الأنوف الأبية و ربطوها إلى صواري المهانة و الجحود ...
فكيف صنعوا بي ... و بقومي ... كل هذا الصنيع الشنيع ... و ما زلت أشهد في اليوم ألفي مرة أنني رأيت و سمعت و عرفت و أحببت و أني سوف أضع رأسي فداءا لأثر النعل العابر ...
النعل الساكت الذي ما زال يسوق القطعان الجائعة للحتوف الأبدية ...
يتبع ...
المفضلات