خديجة الطهر
***
شعر
صبري الصبري
***
(خديجة) الطهر بالأكوانِ تزدهرُ
تحفها الشمسُ والأفلاكُ والقمرُ

تألق الحسن بالأجواء منطلقا
بسيرة الصدق بالأرجاء تنتشرُ

وتسرد القول بالأنحاء قاطبة
لمن بها الناس بالإجلال تفتخرُ

بـ(مكة) الخير كان الكفر متخذا
غوائلَ الشرك فيها الشَّرُّ والشَّرَرُ

بظلمة الإفك والطغيان ديدنهم
مظالم الفُجْرِ لا تبقي ولا تزرُ

ودعوة الحق تلقى الصد في سفه
لعصبة البغض بالظلماء تستعرُ

وسيد الخلق بالأنور تظهرها
إرادة الله بالجبار تنتصرُ

بصبره العذب للتوحيد دعوته
لشرعة الله فيها الفوز والظفرُ

بمنهج الحق جل الله أرسله
لرفعة الناس بالقسطاس يُسْتَطِرُ

وزمرة الإفك والأهواء ما فتئت
بواكف البغي بالأدواء تنحدرُ

يواجه الغي والإيذاء في شمم
وصحبه الغرُّ بالإيمان تصطبرُ

(خديجة) الحب للمختار قائمة
بعزمها الصلب في آلائها العِبَرُ

تقدم الدعم بالأموال في سبغ
تحرر الأمُّ بالإنفاق من أُسروا

وتدخل الشعب فيه الجهدُ معضلة
وسيدَ الرسل خيرَ الخلق قد حصروا

سيهزم الجند جند الشر أجمعهم
سيقهر الجمعُ فالبهتان مندحِرُ

(حراء) ذا البأس زان البدرُ مشهده
بغاره النورُ فيه الوحي والسَّورُ

وتحمل الزاد للمحمود زوجته
(خديجة) الرفق بالتحنان تختمرُ

تنال بالفوز في الجنات منحتها
فَخِيمَة القدر فيها قد حلى الثَّمَرُ

تحية الله ذي الإجلال أبلَّغَها
(محمد) البر من (جبريل) تشتهرُ

ويعرف الخلق ما للأم من قيم
لمجمل الناس فيها الشرحُ مُعْتَبَرُ

بوافر الحب والإخلاص قد لزمت
بعطفها النضر .. بالقرآن تأتمرُ

تزمل الزوج خير الخلق ملتحفا
رسالة الحق بالروضات تزدهرُ

بأجمل الرفق بالأشواق قد قدمت
تدثر البدر ضَمَّتْ نورَه الحُجَرُ

نقية القلب ذات المجد كم حصدت
حصائد العز منها قد همى المطرُ

مدائح الفخر بالأقطار قد صدحت
بأعذب الشعر فيها الوعي والفِكَرُ

شرفت بالمدح أمَّ الخير مرتقبا
شفاعة الحشر فالجبار مقتدرُ

وسيد الخلق عالي القدر قد عظمت
مراتب المنح من باريه تنهمرُ

بشارة الفوز بالغفران يغنمها
أحبةُ النور للجنات قد عبروا

بأنهر الخمر واللذات أجمعها
مراتع السعد والخيمات والسُّرُرُ

فهب لنا البسط يا رحمن في منن
تدوم بالفضل لا نلقى بها الغِيَرُ

بلطفك الجم ذا الألطاف تحفظنا
فنحن بالضعف بالستار نستترُ

مدحت بالعجز ذات القدر سيدتي
(خديجة) الفخر بالأبيات أفتخرُ

فإنها الزوج للمختار مِدْحَتُها
فرائدُ التبر والعقيان والدررُ

عليه بالحب صلى الله خالقنا
ألا له الخلق في الأرحام والصورُ !