ان مقاومة التطبيع في وطننا العربي لا تعني البتة مجرد التعاطف القلبي مع الشعب العربي في فلسطين بل تبني قضيته ومشاركته فيها قلبا وقالبا واعتبارها قضية قومية بامتياز باعتبار ان العدو الصهيوني لم يجرم في حق اقليم فقط بل جرائمه امتدت على كل ساحة الوطن العربي وضحاياه من مختلف الاقطار العربية وبالتالي فان مقاومة التطبيع هي دفاع عن النفس في المقام الاول وليست مناهضة للسامية او جريمة عنصرية كما ينظر لذلك الغرب المتواطئ والمدافع عن الكيان الصهيوني وبالتالي فان مقاومة التاطبيع تعني الرفض الكامل للمشاريع التسووية للقضية الفلسطينية القائمة على الاعتراف المتبادل والمفاوضات التي لم تؤدي الا الى مزيد من تمكن الصهاينة وبقائهم محتلين للارض ومنكلين بشعبها منذ 1948 والى الان فاتفاقيات كامب دافيد ووادي عربة واوسلو بالرغم من ان فيها اطرافا عربية اعترفت بالكيان الصهيوني الا انها لم تضفي عليه شرعية الوجود لان الصهاينة احتلوا اراض تابعة للامة العربية باجيالها المتعاقبة ولازالت هذه الامة تقاوم ولم ولن ترمي المنديل وتسلم بالهزيمة وتقبل بهذا الكيان الغاصب لارضها وبالتالي فان اي اعتراف ولو كان صادرا عن كل الامة اليوم فانه في الحقيقة لا يعني شيئا لان الاجيال القادمة لم تبدي رايها في الموضوع لذا نقول من الان للصهاينة وغيرهم من المطبعين لاتفرحوا كثيرا بمن يطبع فهو لا يملك هذه الارض حتى يسلمها لكم

ومقاومة التطبيع من ناحية اخرى لمن يشرعن باعتراف الامم المتحدة بالصهاينة بحجة الشرعية الدولية نقول لهم الامم المتحدة لا تملك ارض فلسطين حتى تسلمها للصهاينة وبالتالي فان اعترافها غير ذي جدوى وليس لها ان تفعل ذلك ونفس الشيئ بالنسبة للدول التي اقامت علاقات مع الكيان الصهيوني فانها لم تفعل شيئا سوى تسهيل التعامل الديبلوماسي والتجاري وغيره مع دولة الكيان الصهيوني ما دامت قائمة ويوم ان تكون الامة العربية من القوة والتماسك بحيث تقضي على الكيان الصهيوني فان ذلك الاعتراف والتعامل يسقط تلقائيا لان الدول تتبع مصالحها يومئذ
ومقاومة التطبيع لاي قطر عربي يعني التشبث بالقيم والمبادئ الحضارية للامة العربية في مواجهة الفرنكوفونية والانقلو سكسونية اي القيم الليبرالية الوافدة والتي تريد الغاء الهوية العربية الاسلامية وتعويضها بقيم العلمانية والحداثة في حدها السلبي الذي يريد الاجهاز على مقومات الامة ومناعتها وحصونها الحضارية والقيمية اضافة الى مواجهة النعرات الاقليمية والطائفية والعصبيات الجهوية التي يراد احياؤها على حساب الوجود القومي للامة العربية كالبربرية الامازيغية او الفرعونية او الكردية او السنية او الشيعية وغيرها من مظاهر الطائفية والتفتيت لهذه الامة العظيمة فان مقاومة التطبيع تعني الوقوف سدا منيعا تجاه كل هذه الحركات التي تجد لها في الكيان الصهيوني خير معين لها لانها جميعا ومعا معاول هدم لمقدرات هذه الامة فمن الطبيعي ان تلتقي مصالحها معا .
ان مقاومة التطبيع تعني ايضا مقاومة الليبرالية وقيمها الفردية وثقافتها العلمانية المعادية للامة العربية وخاصة انها افرزت النظام الراسمالي المؤدي للاستعمار بشكله القديم والجديد بالهيمنة على الثروات ومقدرات الشعوب بخلق التوترات والصراعات واثارة ما يسمى بالفوضى الخلاقة واستعمال كل الوسائل المتاحة لذلك من اعلام موجه للراي العام او بنوك ربوية مثل بنك النقد الدولي واشتراطاته المجحفة او الشركات الاستثمارية العابرة للقارات والتي تستحوذ عبر اتفاقيات في البغرف المظلمة على ثرواتنا او عبر ثقافة العري والمثلية الجنسية حق الشواذ وغيرها من القيم الهابطة التي يراد لمجتمعنا العربي المسلم ان يقع تدجينه ضمنها بحيث ان مقاومة التطبيع تعني مقاومة كل هذه الافات والسموم التي يراد ان تؤثر في حياتنا كالمخدرات والسينما الهابطة والفن الرخيص وغيرها من عوامل غسيل الدماغ واحتلال عقولنا شيئا فشيئا