ربيع المولد
***
شعر
صبري الصبري
***
حقا فرحنا بالربيع تَبَسَّمَا
وعن النَّبِيِّ الهاشِمِيِّ تَكَلَّمَا

فالمولدُ النبويُّ إشراق الهدى
أضحى بدنيانا الفسيحة مَعْلَمَا

يصغي الزمان لقوله بتشوق
ويروم في حب المشفع موسما

نضرا مجيدا ساطعا بضيائه
بالمدح يصعد للشمائل سُلَّمَا

يا خير خلق الله مهما واصلوا
مدحا يواكب بالقصائد مُلْهَمَا

أَوْ كُلَّمَا الخطباء قالوا فيكمُ
قولا فأنتم فوق ذلك ... كُلَّمَا !

أو نمَّق الأدباء صيغة وصفكم
كَلَّت حروف الوصف تاهت بالحمى

هل بعد مدحك بالكتاب مدائحٌ
تكفي لمدحكم المقدس قد همى ؟!

(نٌ) بأخلاق الحبيب تحدثت
واقرأ (وإنَّك) في علاها قد سما

وبكل آيات الكتاب تنزلت
ضمت مقاما هاشميا أفخما

بحفاوة التبجيل نُودي (أحمدٌ)
وعليه رَبُّ العرش صَلَّى .. سَلَّمَا

صَحَّحْت بالتوحيد أُسَّ عقيدة
من بعد كفران بإشراك رَمَى

رتَّبت أحوال الأنام بحكمة
وجعلت عيشا للعباد منظما

وأعدت فطرتهم لسابق عهدها
أبلغت تشريع الإله متمما

يا أيها النور المبين تعددت
أوصافُ حسنكمُ بإجلال نما

يا واصل الأرحام بعد قطيعة
طالت وكانت بالتباغض مأتما

ورعيت محتاجا رعاية والد
وبسطت كفك لليتامى مطعما

وحقنت بالقسطاس في شرع لهم
ــ يا خير خلق الله ــ للناس الدَمَا

طهرت أعراضا بطهر تزاوج
من بعد تدنيس بأهواء العَمَى

آويت مضطهدا طريدا خائفا
قد جاء عندك يا (محمدُ) واحتمى

ماذا نقول وكل وصف قاصر؟!
والشعر أضحى بافتقار مُعْدَمَا

فصدوق مدحك يا مشفعُ نعمةٌ
فيها المحبُّ العبقريُّ تنعما

فيه الشفاء لكل قلب موجع
لاقى محبتك الجميلةَ بلسما

طابت مواردها لصب عاشق
للمصطفى يشدو مديحك مغرما

أبيات بوحي بالكلالة أقفرت
ترنو الضياء الهاشمي عرمرما

حسبي شعوري في ربيعٍ مشرقٍ
بالمبهجات الطيبات تبسما

إن كان في الدنيا غنيمة غانم
إني أراها مدح طه المغنما

فكمال إيمان بحب المجتبى
يغشى بآداب اتباع مُسْلِمَا

فارزق محبا للحبيب شفاعة
رباه أدخل في الجنان مُتَيَّمَا

صلى الإله على النبي وآله
ما الطير في روض الربيع تَرَنَّمَا !!