روى فهيم أبو سليم قال: أمضى السُّدَيسُ حينا من الدهر، يَؤمّ الناس في صلاة الجهر. وفي بيت الله الحرام، بكى وأبكى الإمام. وكم جاوبَ الناسُ صوتَه المجلجِل، فهذا يُكبّر وذاك يهلّل. وليالي رمضان تَشعُّ من الوَضاءَه، قد عَمَر المصلون البيتَ وفضاءَه. لكنّ السُّدَيسَ سئم التباكي، واشتهت نفسُه الكُنتاكي. ومنذ تذوّقَ ذلك الدجاج، أحبّ ترامبَ بلا لَجاج. فوقَر في رُوعِه أن ترامبَ وسلمان، يقودان العالَم إلى برّ الأمان. ثم أخذ على نفسه العَهد، أن يظل وفيا لوليّ العهد. وحين قُتل خاشقجي، وبلغه قولُ المناجي. إنْ كان بأمرِ السلطان، فكما تَدين تُدان. فأجاب على المنبر، بلا حياء ولا حذر. إنه محدَّثٌ ملهَم، عَلِم أم لمْ يَعلم. فإيّاكم وما يُشاع، لا تصدّقوا ما يُذاع.
قال فهيم أبو سليم: فلعلّ القتلَ إلهام، كما بيّن الإمام. ولعلّ وليَّ الأمور، من حقه أن يجور. وما على الأنام إلا الطاعَه، إلى قيام الساعَه.