مصر التي أحببتها

ماهر محمدى يس

أعتذر لتأخري في الكتابة ، فمنتدى واتا ،هو منتدى العلوم والآداب والمعارف والأمل والحياة ، وذلك لظروف خاصة ، خصوصا عند تقدم العمر ، وأقول ليت الشباب يعود يوما فأخبره بما فعل المشيب.

مصر التي أحببتها

وطني لو شُغِلْتُ بالخلد عنه ... نازعتني إليه في الخلد نفسي
"أحمد شوقي" "هوميروس العرب"

ليس هناك شيء في الدنيا أعذب من أرض الوطن حافظوا على مصر ، فهي بلد الحضارة والتاريخ العظيم ، والماضي التليد ، ماضي يحمل أمجاد العزة والعراقة والمعرفة ، ويكفينا فخرا ما تركه القدماء المصريين من حضارة وإعجاز في جميع المجالات ، تعتير آثاراً من أعظم آثار الإرث الإنساني ، وتُمثّل متحفاً مفتوحاً للعالم ، لم يستطع العالم المتقدم أن يجد له تفسيرا حتى الآن ، مصر العظيمة منذ القدم، تشمخ بكلّ ما فيها من عمق حضاري عظيم، يعلوا بها في جميع الميادين والمجالات .مصر هي بلد الازهر الشريف الجامع والجامعة .ومنذ فجر التاريخ يطلق الناس علي النقود والأموال اسم مصاري مشتق من مصر .لا يجب أن نركن للماضي ، ولكن علينا الآن التفكير في المستقبل بالعمل والعمل والعمل ، لنعيد المجد لمصرنا الحبيبة ، وأنا واثق من قدرة المصري على الإبداع والتفوق ، وفقنا الله لخدمة مصرنا الحبيبة.

لم تنل أي بلد من البلدان ، مثلما نالت مصرنا الحبيبة من ثناء الله سبحانه وتعالى ، فقد احتوى القرآن الكريم على الكثير من الآيات التي تتحدث عن مكانة مصر ، فقد ذكرت في أكثر من ثلاثين آية تصريحا أو كناية.وقد فضل الله مصر ، وشهد لها في كتابه ، وذكرها باسمها ، وخصها دون غيرها.
وأبان فضلها في آيات القرآن الكريم.

ففي سورة يوسف :21 يقول الله تعالى : وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا ....

وفي سورة الزحرف:51 ، وعلى لسان فرعون يقول الله تعالى: وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ.

وفي سورة يونس: 87 يقول الله تعالى: وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً ...

وقوله تعالى في سورة يوسف :99: ... ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ ...

وفي سورة البقرة : 61 قال تعالى: ... اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ ...وفي سورة المؤمنين : 50 قال تعالى : وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَىٰ رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ .

وفي سورة القصص : 15 قال تعالى : وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَىٰ حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا ...
وفي سورة القصص : 20 قال تعالى : وَجَاءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَىٰ ...كما ذكرت مِصْرَ في التوراه والإنجيل .

وفي أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم:شاءت إرادة الله أن يكون بين العرب ومصر من الوشائج أمتنها وأقواها ، فهاجر زوجة إبراهيم عليه السلام من مصر ، وهي أم العرب ، أليست مارية من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ، وأم ولده إبراهيم .قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ستفتحون مصر وهي أرض يسمى فيها القيراط ، فاستوصوا بأهلها خيراً ؛ فإن لهم ذمة ورحما .

وفي رواية : فإذا افتتحتموها ، فأحسنوا إلى أهلها ، فإن لهم ذمة ورحما . أو قال : ذمة وصهراً ، ولهذا قال : إن لهم صهراً ورحماً ؛ لأنهم أخوال إسماعيل ، وإسماعيل هو أبو العرب المستعربة كلها .

وفي خطبة لعمرو بن العاص رضي الله عنه ، خطبها في أهل مصر ، فكان مما قال لهم : حدثني عمر أمير المؤمنين أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندا كثيفا ، فذلك الجند خير أجناد الأرض ، فقال له أبو بكر : ولم ذلك يا رسول الله ؟ قال : لأنهم في رباط إلى يوم القيامة "

.وزار مصر خليل الرحمن أبو الأنبياء إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، واتخذ منها زوجته هاجر أم إسماعيل عليه السلام أبو العرب.وهب بها يوسف عليه الصلاة والسلام ، وأن تكون فيها خزائن الأرض ويكون فيها نبي الله بمثابه رئيس الوزراء فيها. وعلى أرضها كلم الله سبحانه وتعالى موسى عليه الصلاة والسلام في الواد المقدس "طوي " وتكون المره الأولى والأخيرة أن يصل صوت الله إلى الأرض ويسمعه بشر في مصر.

واختارتها مريم إبنه عمران ومعها طفلها الرضيع نبي الله ورسوله عيسي بن مريم ، مريم التي أحصنت فرجها ، مريم التي ذكرها القرآن ومعها إمرأه فرعون مثل للذين آمنوا وأن تظل فيها مريم ورسول الله عيسي بن مريم سبع سنوات .

و ولد فيها نبي الله إدريس وهو أول من كتب الأحرف بيده وأول من فصل الملابس ليلبسها البشر.

ويكفي المصريين والمصريات فخرا, وعزا , وشرفا أن سيد الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم كانت جدته هاجر مصرية, وأم ولده مارية مصرية, ويكفي فخرا أن ماء زمزم تفجر إكراماً لإمرأة مصرية هاجر ولإبنها إسماعيل, ويكفي فخرا أن هاجر المصرية عندما سعت بين الصفا والمروة خلد الله تعالي فعلها, وأمر الأنبياء وسائر الأولياء والحجاج والمعتمرين بأن يسعوا كسعيها.

ويكفي المصريين والمصريات فخرا أن أم موسي عليه السلام مصرية , وأن آسيا امرأة فرعون مصرية , التي قال الله عنها: وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ . سورة التحريم:11.

للمقال بقية - ماهر محمدى يس



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي