لماذا السلفية والأزهرية واهمون؟ينشرون بين الناس قدسية الصحابة والنبي برغم أن القدسية لله فحسب، أما النبي فمعصوم لا مقدس، وعصمته مرتبطة فقط بالوحي القرآني..لا في أفعاله وسلوكياته البشرية التي عارضها بعض الصحابة..إليك مما خالف فيه الصحابة النبي1- أمر بولاية "أسامة ابن زيد" على الجيش ، فطعن بعض الصحابة في أسامة، فتشدد النبي لأسامة وقال "إن كنتم تطعنون فيه فقد طعنتم في أبيه من قبل" يقصد زيد بن حارثة، والقصة في صحيح البخاري حديث رقم (6764)2- صحابي من الأنصار اعترض على توزيع النبي للغنائم، فغضب النبي وقال "لقد أوذي موسى بأكثر من ذلك" (صحيح البخاري 5749)3- صحابي آخر اعترض على توزيع غنائم معركة حنين، فقال للرسول (إعدل) فغضب عمر بن الخطاب وقال "دعني أقتله يارسول الله" قال: معاذ الله.. كي لا يقول الناس أن محمدا يقتل أصحابه"..(صحيح مسلم 1063)4- صحابي من الأنصار اتهم الرسول أنه يحابي "الزبير بن العوام" في مشكلة بينهما بحجة أن الزبير "ابن عمتة"...(صحيح مسلم 2357)5- الصحابي "حاطب بن أبي بلتعة" كان يتجسس على المسلمين وينقل أخبارهم لقريش، وقصته مشهورة في كتب التراث، وصححها البخاري في خمسة روايات، ولم يجد الشيوخ لتبريرها سوى أنه اعتذر للرسول، ولم يقولوا أن تهمة التجسس عقابها الموت، فما أدراكم أن اعتذاره كان مخافة القتل..بل منهم من بالغ وقال بأن حاطب "مجتهد مأول" أي أنه تأول فعل التجسس وبالتالي هو مأجور..!!!!6- في الصحيحين البخاري ومسلم قالوا أن الرسول اعتبر زعيم المنافقين في المدينة "عبدالله بن أبي" من أصحابه ردا على تحريضه بين المهاجرين والأنصار (صحيح البخاري 4622) (صحيح مسلم 2584)7- قال تعالى "وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم"..[التوبة : 101] والآية تدل على نفاق ممن يعتبرهم البعض صحابة دون تسمية، وفي صحيح البخاري أقر بذلك "حذيفة بن اليمان" بقوله "إن المنافقين اليوم شر منهم على عهد النبي ، كانوا يومئذ يسرون واليوم يجهرون" (صحيح البخاري 6696) ومعنى كلام حذيفة أن حدثت ردة عن الإسلام من منافقين حول النبي حتى قال "هذا هو الكفر بعد الإيمان" (صحيح البخاري 6697) أي تم تكفير هؤلاء ..ومن صحابي مثلهم.أكتفي بهذا، وكتب الصحاح والتاريخ مليئة بعشرات ومئات القصص عن ذلك تنفي دعوى الشيوخ بقدسية الصحابة، هؤلاء بشر لهم وعليهم، منهم أخطأ فلا يجب حمل خطأه على الدين أو تبرير سلوكه بدعوى العصمة، ومنذ أيام طرحت مقال عن "الوثيقة القادرية" التي أقرها الخليفة "القادر بالله" والذي اعتبر قدسية الصحابة من الدين ، وحكم على معارضي ذلك بالكفر..أي أن قول الشيوخ هذا سياسي محض ولا علاقة له بالإسلام..ليست هذه دعوة للانتقاص من أحد أو سب أحد..فالمسلم يجب أن يتخلق بخلق القرآن والإنسانية، وأن لا تحمله العصبية المذهبية على سلوك هذا الفعل المشين، وما يفعله بعض الشيعة من سب الصحابة "منكر عظيم" ليس لمنزلة أو عصمة، ولكن لفساد الأخلاق وانحطاط القيم وخلق المبررات والدوافع لردود أفعال على نفس الرتبة من الحماقة وعدم الوعي.إنما هذه دعوة لمراجعة التاريخ والدين..لا أقول المذهب، فالمسلم لا يتعبد إلى الله بمذاهب، قال تعالى "ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل "..[الحج : 78] فالله لن يحاسبك بسنيتك ولا شيعيتك بل بإسلامك وإنسانيتك، وما يفعله الشيوخ من كتم وتغطية لهذه الروايات في ظل إعلاء أخرى لأسباب مذهبية لهو فعلُ فاحش يفتح الباب للشك الفوضوي والمروق من الدين لأتفه الأسباب.