داخل كل منا يوجد مُرَكَب قابل للتأثر والتغير والتشكل على الدوام،
قد يصعب علينا تسميته أو معرفة عناصره أو إدراك تكوينه،
لأنه يشبه العلائق الكيميائية سريعة التفاعل،
يؤثر في فكرنا ويغير توجهاتنا ويشكل طبيعتنا
هو مجموع معارفنا
وفكرنا
ولغتنا
وعاداتنا
وطباعنا
واختياراتنا
وحركاتنا
ونشاطاتنا
والبيئة التي تدور حولنا
وأولوياتنا
وقناعاتنا
وثوابتنا
ومعتقدنا،
إذن في داخلنا هذا المركب الذي يتاثر بعوامل مادية ومعنوية وعاطفية وداخلية وخارجية وصحية،
وقد تكون هذه العوامل مؤقته أو مزمنة،
وقد تكون هذه العوامل قوية عنيفة وقد تكون سهلة بسيطة وقد تكون بين بين،
ومما سبق تتكون الحالة، حالة تؤثر في المشاعر والأعصاب والجوارح،
وهنا تستطيع أن تحكم على نفسك عند محاسبتها بالتعرف على الأسباب، إذا عرفت ملابسات الحالة،
وتستطيع أيضاً أن تحكم على حالة الآخر
هذا المركب،
هو أنت،
وهناك فارق بين أنت في الصباح وأنت في المساء وأنت في الليل وأنت في النهار، كإنسان طبيعي
وهناك فارق بين أنت في حالة الفرح وأنت في حالة الحزن وأنت في حالة انبهار وأنت في حالة تأمل، كإنسان طبيعي
وهناك فارق بين أنت في حالة الراحة وأنت في حالة الجهد ، كإنسان طبيعي
وهناك فارق بين أنت في حالة الخوف وأنت في حالة الإطمئنان وأنت في حالة السكينة وأنت في حالة الضعف، وأنت في حالة القوة، كإنسان طبيعي
وروعة الإنسان عندما تلائم حالته الظروف وتعالجها بإحسان.
أما الإنسان الذي على حالة واحدة في كل الظروف، إنسان غير طبيعي
وأعلى مراتب الحكمة عند الإنسان هي إدراك الذات وفهمها، أقصد هذا المركب الداخلي،
ليكتشف حالته ويصلحها بالمحاسبة واللوم والعلاج والتعزير والتعزيز والإثراء،
ويجتث الكدورات الخبيثة،
ليصل إلى الإطمئنان والراحة والرضى،
ويصبح مكونه الداخلي مكوناً طيباً،
هذا الداخل الطيب هو التربة الخصبة للصدق والإحسان ومابينهما
وأعلى مراتب الفروسية عند الإنسان هي إدراك ذات الآخر وفهمها، أقصد هذا المركب الداخلي عند الآخر،
ليكتشف حالته ويصلحها بالمحاسبة واللوم والعلاج والتعزير والتعزيز والإثراء،
ويجتث الكدورات الخبيثة،
ليوصله إلى الإطمئنان والراحة والرضى،
ويصبح مكونه الداخلي مكوناً طيباً،
هذا الداخل الطيب هو التربة الخصبة للصدق والإحسان ومابينهما
المفضلات