يَمَّمتُ نَحْوَ المَحْفَلِ !
شعر : محمد شريم
يَمَّمْـتُ نَحْوَ المَحْفَـــــــــــــــــلِ = كَشَاعِـــــــــرٍ مُبَجَّـــــــــــــلِ
بِدَعْــــوَةٍ كَرِيْمَــــــــــــــــــــــةٍ = كَـانَتْ مِنَ المُرِيْــــــــــدِ لِـيْ
قَبِلْتُهــــا مُلَبِّيـــــــــــــــــــــــــاً = فَــــــــوْراً بِلا تَدَلُّـــــــــــــــلِ
فَجِئْتُهُــمْ فِي قَاعَـــــــــــــــــــةٍ = قَلِيْلَـــــــةِ التَّقَلْقُـــــــــــــــــلِ
فِيْهـا الحُضُـوْرُ فَــــوْقَ مَـــــــا = يَخَالُـــــــــهُ مُخَيَّلِــــــــــــــيْ
قَالُوا : “شُرَيــــمٌ” قَــدْ أَتَــــى = بِشِعْـــــــــرِهِ المُجَمَّــــــــــلِ!
وَشَاعِـــــرانِ بَيْنَهُـــــــــــــــــمْ = صَدْرَاهُمــــا كَالْمِرْجَــــــــلِ!
تَهَامَسَـــــا بِنَغْمَـــــــــــــــــــــةٍ = قَلِيْلَــــــــــةِ التَّقَبُّـــــــــــــلِ:
هَلُّــــوا لَـــــــهُ وَهَلَّلُــــــــــوا ! = كَمِثْــلِ هَـــــلِّ المُهْلِــــــــــلِ
هَلْ هَالَهُــــمْ ؟ فهَوَّلُـــــــــــوا.. = وَهَـــلَّ كَـــ “الْمُهَلْهِـــــلِ”!
مَــــاذا الَّذي أَغْراهُمُــــــــــــــو = في شِعْــــــرِهِ المُفَعَّــــــــــلِ
بِفَاعِلُــــــــنْ مُسْتَفْعِلُــــــــــــــنْ = مُتَفْعِلُــــنْ مُسْتَفْعِــــــــــلِ؟!
هَلْ نَحْنُ مِثْلُ “الشَّنْفَــــــــرى” = أَوْ فِي زَمَــانِ “الأَخْطَــــلِ”
حَتَّـــــــى نَصُـــــــفَّ مِثْلَـــــــــهُ = قَوَافـــــــِيَ التَّسَلْسُــــــلِ ؟!
لا لا …. وَلا لا لا …. وَلا … = لِيْ لِـيْ وَلِيْ لِيْ لِـيْ وَلِـــيْ
فَحَوْقَـــــلا .. وَقَلَّـــــــــــــــلا .. = بِقِلَّـــــــةِ التَّعَقُّــــــــــــــــــلِ
وَقَـــالَ قَائِـــــلٌ أَتَــــــــــــــــى : = هَيَّـا .. تَفَضَّــلْ فاَعْتَــــــــلِ
فَقُلْــــتُ : لَسْـــــــتُ مُغْرَمَـــــــاً = فِيْ نَوْبَـــــــــتِيْ كَــــــأَوَّلِ..
إِذْ ذَاكَ نَادَوْا شَاعِــــــــــــــــــراً = مِنْ شَاعِرَيْهِــمْ : أَقْبِــــــــلِ
فَقَـــــالَ : إِنِّي آسِــــــــــــــفٌ ! = إِنِّـي هُنَـــــا كَالأَعْـــــــــــزَلِ
نَسِيْــتُ أَشْعَـــــارِيْ ، أَنـــــــا ، = بِدَفْتَـــــرٍ فِـــيْ مَنْزِلِـــــــيْ!
وَقَــدْ دَعَـــــــوْا ثَانِيْهِمــــــــــــا = فَلاذَ بِالتَّمَلْمُــــــــــــــــــــــلِ
وَقَــــــــــــامَ فِيْ تَثَاقُــــــــــــــلٍ = يَسِيْــــــرُ كَـ (العَرَنْجَـــــــلِ)
أَلْقَــى كَلامــــــــــَاً مُبْهَمــــــــــاً = بِنَبْــــــــرَةٍ المُمَثِّـــــــــــــــلِ
عَنْ شَوْقِـــــــــــهِ وَتَوْقِـــــــــــهِ = وَشَمْسِــــهِ وَالعُــــــــــــــذَّلِ
وَغَمِّـــــــــهِ وَغَيْمِـــــــــــــــــــهِ = وَالشَّــــوْكِ والقَرَنْفُــــــــــلِ
حَتّى بَـــــــدا مُشَعْــــــــــــــــوِذاً = فِيْ مِثْلِ حَــــالِ المُثْمَــــــــلِ
ثُمَّ انْبَـــــــــرى مُوَلْــــــــــــــوِلاً = لِكُـلِّ مَنْ وَالَـــــــى وَلِـــــيْ!
إِذْ ذَاكَ أَغْفَــــــى بَعْضُهُـــــــــــمْ = وَبَعْضُهُـــــــمْ لَمْ يَحْفِــــــــلِ
فَصَـاحَ صَــاح:ٍ صَحْصِحُــــــوا! = لَقَـدْ مَلَلْنَــــــا! مَنْ يَلِـــــيْ ؟
وَقَــــــدْ عَلَـــــــوْتُ بَعْــــــــــــدَهُ = مَنَصَّــــــــةً كَالْهَيْكَـــــــــــلِ
أَلْقَيْـــتُ شِعْــــراً وَازِنـــــــــــــــاً = بِصَـــوْتِيَ المُجَلْجِـــــــــــــلِ
وَقَـــــدْ صَفَــا لِمَــــــــنْ صَغَــــا، = بِصَفْـــــــــوِهِ كَالسَّلْسَـــــــــلِ
بِذا قَطَفْـــــــــتُ شُكْرَهُــــــــــــــمْ = كَقِطْفِ كَــرْمٍ قَــــــــدْ حَلِــــيْ
وَقَــــــــــدْ سَمِعْــــتُ ظَبْيَــــــــــةً = كَبَـــدْرِ لَيْـــــلٍ أَلْيَــــــــــــــــلِ
قَالَــــتْ لِأُخْــــــرى لَدْنَـــــــــــــةٍ = مَلْسَـــــــــاءَ كِالسَّجَنْجَــــــــلِ
بِـرِقَّـــــــــةٍ وَدِقَّــــــــــــــــــــــــةٍ = وَنَبْــــرِ صَــــوْتٍ مُوْصِـــــلِ:
كَـــــمْ سَـــــرَّنِيْ بِشِعْــــــــــــــرِهِ = بِحُسْــــنِ سَبْـــكٍ مُذْهـِـــــــلِ!
مُنَسَّــــــــــــــقٌ مُمَوْسَـــــــــــــقٌ = كَصَـــــوْتِ عُــوْدٍ بَـــــانَ لِيْ
دَنْ دَنْ دَنَنْ..... دَنْ دَنْ دَنَنْ..... = أَوْ مِثْـــلَ صَـــوْتِ الأُرْغُـــــلِ
كَأَنَّـــــــــهُ “زِرْيَــــــــــــــابُ” أَوْ = فِي اللَّحْنِ مِثْلُ “المَوْصِلِيْ”!
وَقَـــدْ رَجَعْــــــتُ شَامِخَـــــــــــــاً = بِشِـــــــرِيَ المُكَلَّـــــــــــــــــلِ
بِوَزْنِــــــــــــــــهِ وَلَحْنِــــــــــــــهِ = وَحَلْيِــــــــــهِ المُحَلَّــــــــــــــلِ
وَهَــــــــــــــذِهِ قَصِيْــــــــــــــــدَةٌ = جَمَّلْتُهَـــــــا بِالأَجْمَـــــــــــــــلِ
وَصُغْتُهَـــــــــــــا مُشَبِّهـــــــــــــاً = بِتُحْفَـــــــــةٍ لِلْمُفْضِــــــــــــــلِ
لـــ “الأَصْمَعِــــيِّ” زَانَهَــــــــــــا = مُزَيِّنـــــــاً بِمَـــا حَلِـــــــــــــيْ
مَشْهُـــــوْرَةٍ عُنْوانُهــــــــــــــــــا:= “صَـوْتُ صَفِيْـــرِ البُلْبُـــــــلِ”
وَقَـــــدْ نَظَمْـــتُ تُحْفَـــــــــــــــتِي = مُنَوِّهــــــــاً بِالأَمْثَــــــــــــــــلِ
كَشَاعِـــــــــرٍ مُحَلِّــــــــــــــــــــقٍ = وَوَاسِـــــــعِ التَّأَمُّـــــــــــــــــلِ
مُشَبَّــــــــــهٍ لِـنَظْمِــــــــــــــــــــهِ = بِـ “بَيْدَبَــــــا” المُجَلَّــــــــــــلِ
أَقُـــوْلُ فِي مَطْلَعِهـــــــــــــــــــا : = يَمَّمْتُ نَحْــــــوَ المَحْفَـــــــــلِ!
------------------------------
إشارات :
*القصيدة على غرار "صوت صفير البلبل" المنسوبة للشاعر واللغوي القديم الأصمعي.
*الحكاية التي ترد في القصيدة هي من الخيال الموجه لخدمة الرسالة التي تحملها القصيدة ، وهي التأكيد على مكانة الشعر العمودي المقفى لدى جمهور المثقفين ومحبي الشعر .
* الأمثل : المقصود بذلك هو الشعر العمودي.
* مشبه لنظمه : أي لنظم كتاب ( كليلة ودمنة ) التراثي المعروف في كتاب ( جواهر الحكمة في نظم كليلة ودمنة ) .
* بيدبا : الفيلسوف الهندي (بيدبا) الذي ينسب إليه تأليف كتاب ( كليلة ودمنة ) .
----------------------------------------------
رابط القصيدة بصوت الشاعر منغمة وفق إيقاعها العروضي في [ يوتيوب ] :
https://
المفضلات