http://www.peaceindex.org/indexMonth.aspx?num=338&ct=t(EMAIL_CAMPAIGN_1_10_2 019_18_12)
معيار السلام لشهر ديسمبر 2018
بروفسور إفرايم ياعر، وبروفسور تامار هرمان
ترجمة: عمرو زكريا خليل
ركّز استطلاع معيار السلام لشهر ديسمبر 2018 بشكل خاص على القضايا المرتبطة بإجراء انتخابات مبكرة في شهر أبريل 2019. والموضوع الأول الذي شغل اهتمامنا هو رأي الشعب فيما يخص تبكير الانتخابات.
إجراء انتخابات مبكرة والمصلحة الوطنية: تشير نتائج استطلاعات الرأي إلى أن غالبية واضحة من اليهود (56%) يعتقدون أن تبكير الانتخابات أمر جيد بالنسبة لمصلحة الدولة. والفروق في هذا الشأن بين المعسكرات السياسية الثلاثة ضئيلة جدًا (اليمين 57%، الوسط 61%، اليسار 54%). وهذا هو أيضًا موقف الأغلبية عند العرب حيث يعتقد 60% أن تبكير الانتخابات يصب في مصلحة الدولة.

الأسباب التي دفعت بنتنياهو إلى الدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة: حول هذه المسألة لم تكن هناك أغلبية: 37 % من اليهود يعتقدون أن السبب الحقيقي وراء دعوة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى إجراء انتخابات مبكرة هو الرغبة في التوجه إلى الانتخابات قبل أن يصدر المستشار القانوني للحكومة قراره حول تقديم لائحة اتهام ضده. 25% يعتقدون أن الدعوة جاءت بسبب الاعتقاد أن حكومة قائمة على 61 عضو فقط غير قادرة على العمل بالصورة المثلى. و24% يعتقدون أن السببين كان لهما نفس التأثير. غير أن معسكر اليمين يختلف حول هذه المسألة، وفي الوسط توجد أغلبية ضئيلة (51%) تقول بإن الدافع الحقيقي وراء ذلك هو استباق قرار المستشار القانوني. أما اليسار فهناك غالبية كبيرة (76%) يعتقدون أن ذلك السبب وراء تبكير الانتخابات، ويتفق معهم (51%) من العرب.

التوقيت المناسب لإصدار قرار المستشار القانوني: يتفق غالبية اليهود (52%) مع ضرورة إصدار القرار وتقديم لائحة الاتهام ضد نتنياهو قبل موعد الانتخابات. و(36%) فقط يعتقدون أن عليه الانتظار حتى بعد إجراء الانتخابات، لأن إصدار القرار قبل ذلك سيكون بمثابة تدخل في العملية الانتخابية. ويشير انقسام الآراء حول هذه المسألة بحسب المعسكر السياسي إلى أغلبية في الوسط واليسار (78%)، أما العرب فـ(64%) يرون ضرورة إصدار قرار المستشار القانوني قبل الانتخابات. أما اليمين فالرأي السائد فيه (49%) هو العكس وهو: أن ذلك سيُعدُّ بمثابة تدخل في العملية الانتخابية. و38% فقط ممن اعتبروا أنفسهم يمينيين مهتمين بإصدار القرار قبل الانتخابات. ومن بين أحزاب الائتلاف يعتقد معظم من يصوتون لحزب الليكود والأحزاب الدينية أن على المستشار القانوني للحكومة الانتظار حتى بعد الانتخابات (الليكود 55%، يهدوت هتواره 56.5%، شاس 63%)، أما حزبا هابيت هيهودي (39.5%)، وكولانو (24%) فيؤيدان هذا الموقف.

آداء الحكومة المنصرمة:
كيف يقيم الشعب آداء الحكومة المنصرمة برئاسة نتنياهو؟ طرحنا هذا السؤال بخصوص 9 موضوعات: تشير النتائج إلى أن الآداء الحكومي حظي بتقدير إيجابي عند غالبية اليهود في ثلاث موضوعات: إدارة العلاقات الخارجية (73% قالوا إن الحكومة أدت آداء جيدًا في هذا المجال أو آداء مرضيًا)؛ وفي ضمان أمن إسرائيل عسكريًا (65%)؛ وفي ضمان الاستقرار الاقتصادي (52%). وكانت التقديرات بالنسبة لآداء الحكومة في الموضوعات الستة الأخرى، أن لم يحصل أي منها على أغلبية من يعتقدون أنها كانت جيدة جدًا أو مرضية. وبتسلسل تنازلي: الحفاظ على التوازن بين المكون اليهودي والديمقراطي(48%)؛ المساواة في الحقوق بين كافة قطاعات الشعب الاسرائيلي (39%)؛ زيادة الثقة بين الشعب وقادته (31%)؛ تقليص الفجوات الاقتصادية (25.5%)؛ دعم الهوية المشتركة بين اليهود والعرب (22%)؛ تخفيض غلاء المعيشة (20.5%). ولم يكن مفاجئًا أن أشاد اليمين أكثر من الوسط واليسار بآداء الحكومة المنصرمة ومنحها تقديرات أكثر إيجابية: إدارة العلاقات الخارجية (82%)؛ الحفاظ على الأمن (67%)؛ الحفاظ على التوازن بين المكون اليهودي والديمقراطي (61%)؛ الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي (58%)؛ والمساواة في الحقوق بين المواطنين (50%). أما اليسار في المقابل فقد كان تقديره إيجابيا بالنسبة لآداء الحكومة المنصرمة فقط في مجال الحفاظ على الأمن (54%). وبالنسبة لعرب إسرائيل كان آداء الحكومة المنصرمة إيجابيًا في موضوعين: إدارة العلاقات الخارجية (65%)؛ وضمان أمن إسرائيل عسكريًا (60%).

إسرائيل ناجحة في الدفاع عن نفسها: على خلفية التقدير بأن الحكومة المنصرمة قد أدت بشكل جيد في مجال الحفاظ على الأمن العسكري يمكننا فهم لماذا اتفق غالبية اليهود (75%)، والعرب (58%) على مقولة ترامب بأن إسرائيل تدافع عن نفسها بنجاح.

من سيفوز في الانتخابات المقبلة؟ كان سؤالنا: "بحسب تقديرك، أي حكومة ستكون لديها فرصة بعد الانتخابات؟" تشير الردود بين اليهود أن المنافسة ستكون بين بديلين: حكومة يمين (42%)، وحكومة يمين وسط (44%). أما حكومات يسار وسط، ويسار ففرصتها 4% فقط. ويعتقد 57% من العرب أن الحكومة التي سيتم تشكيلها بعد الانتخابات ستكون يمينية.

من لا ترغبون به في الحكومة القادمة: كان سؤالنا: "هل كنت ترغب في أن تكون الأحزاب الحريدية جزءًا من الحكومة المقبلة؟" وكانت الردود عند اليهود قاطعة 65% لا ترغب في حكومة مع الحريديين. في اليمين (52%) لا يرغبون أن تكون الأحزاب الحريدية جزءًا من الحكومة المقبلة. وعند فحص ردود اليمين بدون الحريديين نجد أن 60% لا يرغبون في أن يكون الحريديون جزءًا من الحكومة المقبلة. وعند العرب نجد أن 86% غير مهتمين بوجود أحزاب حريدية في الحكومة.
وتم عرض هذا السؤال فيما يخص الأحزاب العربية. وكان الرد مشابهًا وقاطعًا بالنسبة لليهود: 82% لا يرغبون في أن تكون الاحزاب العربية جزءًا من الحكومة المقبلة. وعند تحليل ردود اليهود بحسب المعسكرات السياسية سنجد أن 6.5% من اليهودي مهتمين بوجود أحزاب عربية في الحكومة، والوسط 16.5%، واليسار 49%. أما بين العرب أنفسهم فنجد أن غالبية كبيرة 82% مهتمين بانضمام الأحزاب العربية إلى الحكومة المقبلة.

النظام الانتخابي الذي يفضله الشعب: عرضنا على من قابلناهم بديلين: النظام الحالي الذي تكون فيه نسبة الحسم (الحد الأدنى للأصوات للحصول على مقعد بالكنيست) منخفضة نسبيًا، والذي يسمح بتمثيل جماعات كثيرة لكنه يدفع إلى الانضمام في ائتلافات مع الأحزاب؛ أو النظام الآخر بنسبة حسم أعلى والذي يؤدي إلى وجود القليل من الأحزاب الكبيرة، لكنه سيقلل من عدد الجماعات التي ستحصل على تمثيل في الكنيست من أجل مصالحها الخاصة. وقد اختار 58% من اليهود النظام الثاني. ولم نجد في هذا الأمر اختلافًا كبيرًا بين المعسكرات السياسية المختلفة. أما عند العرب فـفضل 55% منهم النظام القائم.

استئناف المفاوضات مستقبلًا: على خلفية الغياب شبه التام لمسألة السلام من الحوار الشعبي في إسرائيل، ونحو مستقبل آت، سألنا ما يلي: "إلى أي درجة من المهم أو غير مهم بالنسبة لك أن تعمل الحكومة المقبلة بشكل جاد على استئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية؟" كان الانقسام في الردود عند اليهود مثيرًا: النصف تقريبًا (47.5%) أجابوا أنهم مهتمون بأن تعمل الحكومة المقبلة على استئناف المفاوضات، ونسبة (48%) أجابت أن الأمر لا يعنيهم كثيرًا. وتحليل النتيحة بحسب المعسكر السياسي يوضح الفروق الكبيرة بين المعسكرين: في اليمين 30% فقط أجابوا أن على الحكومة المقبلة العمل على استئناف المفاوضات. وفي المقابل نجد غالبية اليسار والوسط أجابوا أن هذا أمرًا مهمًا لهم (76% للوسط، و93% لليسار). أما العرب فكانت هناك أغلبية واضحة (72%) قالت بضرورة عمل الحكومة المقبل بشكل جاد على استئناف المفاوضا السياسية.
ومن القضايا الأخرى التي كانت محل الاهتمام هذا الشهر إعلان الرئيس ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا.

سحب القوات الأمريكية من سوريا: وسؤالنا هو: "هل قرار ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا يمس أو لا يمس المصالح الأمنية لإسرائيل؟" كان رد غالبية اليهود (61%) أنهم يعتبرون هذا القرار يمس المصالح الأمنية الإسرائيلية. و(41%) من العرب يرون ذلك.

هل الجيش الإسرائيلي مستعد للحرب؟ سألنا هذا السؤال مرة أخرى هذا الشهر: "عاد اللواء احتياط إسحق باريك وحذر أن هناك الكثير من الإخفاقات في استعداد الجيش الإسرائيلي للحرب. غير أن رئيس الأركان أيزنقوط وكذلك اللجة الخاصة التي شكلها لدراسة استعداد الجيش أكدا على أن الجيش الإسرائيلي مستعد للتعامل مع أي تهديد مستقبلي بنشوب حرب. فمن تصدق أكثر؟" بلغت نسبة من صدقوا اللواء الاحتياط باريك (40%)، والنسبة هذه المرة أكبر مِن نسبة مَن يصدقون أيزنقوط (37%). وذلك بخلاف شهر أكتوبر؛ حيث كان من صدّق أيزنقوط (38%)، ومن صدّق باريك (34%).

أجري الاستطلاع عبر الهاتف والانترنت بواسطة معهد أبحاث "مِدْجَام" في الفترة 2-3 يناير 2019، على عينة من 600 شخص تمثل سكان إسرائيل فوق سن 18 سنة. ونسبة الخطأ في الاستطلاع 4.1% أكثر أو أقل، ونسبة الثقة 95%.