كتب الله لي العيش في جنوب شرق آسيا أكثر من عقد من الزمن، ووجدت من بين المسلمين منهم تطلعا وتشوقا إلى التعاون مع العرب إلى أبعد مدى ممكن.
وهم ينظرون إلى العالم العربي باعتباره القلب الذي ينبض بالتاريخ والعمق الحضاري، وباعتباره مهبط الوحي ومنبع الحضارة الاسلامية، ويرون في أنفسهم امتدادا طبيعيا لتطلعات وهموم الوطن العربي
ويسعون إلى مساعدة العرب للنهوض كما يتمنون التفاتة عربية رسمية وشعبية إليهم للتعاون معهم في القضايا المصيرية.
بل نجدهم يسعون بكل حزم إلى تفضيل العرب على غيرهم في الاستثمار وفي التعاون وفي تبادل الخبرات
ولكن وجدت من العرب صدودا غريبا. بل أن العرب (أقصد المؤسسات الرسمية) لا تكاد تحتفل بهم ولا تهتم بحفاوة إخواننا المسلمين في جنوب شرق آسيا، بل يفضلون غيرهم من البوذيين والهندوس وغيرهم على المسلمين.
بل أزيد الأمر دقة في أن كثيرا من ذوي الأصول العربية يتبوؤن مناصب قيادية في بلدانهم، وخاصة ماليزيا وأندونيسيا وبروناي وغيرهما، ويتطلعون إلى أبناء عمومتهم وأبناء دينهم ليتواصلوا معهم.
وقد حاولت من جهتي أن أقدم مشروعا لدراسات جنوب شرق آسيا وإدخاله كحقل دراسات وعمل بحثي للتعرف على مساهماتهم في شتى مجالات التنمية والتطور الحضاري. ولكني وجدت استغرابا من الأوساط الرسمية والأكاديمية عندنا.
ولهذا أرجو أن يتأسس جهد علمي وفكري وأكاديمي بغية التعرف على هذا القسم من العالم الزاخر بالحيوية والتجارب الناجحة، من أجل أن نستفيد منهم في تحقيق عودتنا إلى مسرح التاريخ أمة قوية.
المفضلات