شوق المحبة
***
شعر
صبري الصبري
***
شوق المحبة للأحبة إنْ صفا
بالقلب ينبض بالمودة والوفا

وينير أفئدةً تحلت بالنقا
ويزيل عنها كل ألوان الجفا

يا من أنارت خافقي بجمالها
واختال فيها شدو شعري واحتفى

ما كنت أحسب أن قلبي إن مضى
بالحب نحوك عن جنونك قد عفا

وأباح طرفي لحظ قربك برهة
ليقص عشقا لاح يوما واختفى

لو كان حبك مثل طيف بالكرى
لهوى فؤادي نحو طيفك واكتفى

وأشاح وجها عن لقاء لا يرى
فيه التمنَّي إن أتاه تلطفا

وتوسد الحزن المديد قصيدة
فيها الجَنَانُ مع الحنين تَعَطَّفا

تيهي بهجرك إن تيه من اشتهت
قربي بقلب للقاء تشوفا

وأراد قربا لا يراه محققا
فتأمل الوصل القريب مكلفا

ومضي كئيبا في هواجر صده
حتى إذا آن الأوان تعسفا

فأبوح من فرط الشجون قصيدة
تشدو الجمال مع الأنين مؤلفا

وأشاهد الآلاء في إشراقها
تترا ترافق مهجة فيها الصفا

صفو الوداد هو السرور يمدنا
برقائق بثت بهاء أورفا

لما أتتنا بالمباهج والمنى
ولىَّ التشتت عن حمانا وانتفى

حقا سعدنا بالوصال فإنه
لقلوبنا فيه السلامة والشفا

إن الفراق بويله وبكربه
جهرا مسرات الفؤاد تخطفا

وأفاض فيه المحزنات بأسرها
فترى اللقاء على الفراق تأسفا

صاحت بنا الآلام صيحة وخزها
للنفس لاقت بالجوائح منسفا

فالهجر داهم للجوارح أيكة
لاقت ودادا بالهجير تَخَلَّفَا

حتى تواصل ما تقادم عهده
وبدا التلاقي بالبهاء معرفا

وثوى الْمُعَنَّى في خمائل ألفة
جاءته لما ذو النقاء تعففا

أضحى سعيدا بالمحبة أينعت
وزهت فوافى كل سعد في الخفا

بث القوافي أشرقت ببحورها
قد كان شدوا بالمحاسن أشرفا

إن كنت تنظر في الحياة سعادة
فانظر فؤادا للأحبة قد هفا

بادر بقربك باشتياقك ترتجي
قربا وحاذر أن تكون مُسَوَّفَا

حقق مرادك في هيامك واثقا
وكن الذكي بالانتباه تصرفا

واسلك سبيلك بالمودة طاهرا
أطلق شعورك بالقصيد مهفهفا

إن كان زهدك قد أعاق تواصلا
أدرك فؤادك أن يكون تَصَوَّفَا !