الزهراء
***
شعر
صبري الصبري
***
رويدك يا أخي الملاح مهلا
أتحسب خوضك الأمواج سهلا ؟!

ظننتَ مدائح الزهراء بحرا
بسيطا هين الأشعار ضحلا ؟!

أردتَ قريضه الداني قطافا
يسيرا تنهل الأبيات نهلا ؟!

وإن خصائص الفيحاء تسمو
سموا تعجز الأوصاف قولا !

حباها الله مقدارا رفيعا
وإنعاما لها بسطا وفضلا

وأكرمها وميزها تعالى
وأولاها مزيد الخير جزلا

بتولٌ ابنة المختار طه
تطيب بـ(أحمد) المختار أصلا

بأمشاج بطهر من خيارٍ
تَجَلَّى نورها فرعا ونسلا

ومنها كان تكوين لآلٍ
تخلل حبهم قلبا وعقلا

تلألأ سمتهم بالأرض حسنا
تتابع في الملا قربا ووصلا

تهادي مدحهم شدوا جميلا
ليمنح من ثوى بالروض ظلا

وإن لزهرةٍ مخصوص مدح
يوافي بالرضا من كان أهلا

فيفتح ربنا فتحا مبينا
يزيل عن الذي قد فاز قفلا

حجاب صفائها قد شع نورا
فأبصر مادح الزهراء حفلا

تكامل فخرها المبرور بدرا
منيرا في ذرا الأكوان هَلاَّ

أنار خوافق الأحباب طرا
بسوح أحبة العصماء طَلاَّ

فصول حياتها منهاج علم
تتابع بالعلا فصلا ففصلا

دروس ما لها حصر توالت
أزالت عن عقول الناس جهلا

وداوت عندهم سقما وزيغا
أقامت بالهدى قصدا وفعلا

فحب كريمة الهادي ضياءٌ
أنار حياتهم ظهرا وليلا

وعم الأرض أسداها أريجا
ومسكا منتهى الأرجاء يملا

مدائحَ زهرة قد نال صّبٌّ
فأضحى في حقول الشهد نحلا

بروض يانع التعبير يغشى
مروجا شدوها أندى وأحلى

تسربل شانئٌ بالخزي يلقى
بقاع هوانه بالذل وحلا

وذاق ببغضه الأشواك طعما
وضم بصدره الأهوال نصلا

وخار بمنتهى الإرجاف يصلى
سرابا صاغه شربا وأكلا

وعاني بالضلوع الحقد نارا
تشب بقلبه المخبول غلا

وواجه كبته سرا وجهرا
بخسر كساده من كان يقلى

أيصفو عيشه يهنى ويعلو
سعيدا في سرور العمر؟! كلا !

فحب الزهرة الزهراء ذخرٌ
تَدّبَّرْ .. قدرَها العالي .. تَمَلَّى

مديحكِ نعمة عظمى وقدر
رفيع في سنا الأنوار أعلى

ومنزلة بها الإجلال حقا
يوقر كاهل المداح حملا

فيفخر أنه قد باح بوحا
لـ(فاطمة) البتول لها تجلَّى

ويسمو في سماء العز فذا
بفخر المدح للزهرا تَحَلَّى

بعجزي زهرة الزهرات شدوي
بتقصيري سرى أحوى وأجلى

بمهجة هائم الوجدان دوما
أحبك خافقي مذ كنت طفلا

أحاول مدحكم أصبو إليكم
جميعا سادتي فالآل أغلى

وقربى وصلكم إنعام بسط
أَنَالَ محبكم بالرغد حقلا

بوادي مدحكم آكام غرس
تنامى شاملا قاعا وسهلا

تجمَّل حرفه منكم وأمسى
بديعا باهرا معنى وشكلا

رويدك يا أخ الأشواق رفقا
فأنت بساحة الزهراء .. مهلا !

أبوها المصطفى طه رسولٌ
بمسجد قدسنا قد أمَّ رسْلا

(خديجة) أمها أنعم وأكرم
بـ(مكة) أنفقت للخير بذلا

(عليٌّ) فارس الهيجا بعزم
وكان لزهرة الزهرات بعلا

وأول نسلها (حسن) بسلم
بصلح صاغه للناس حلا

(حسين) ابنها الراقي شهيد
يلاقي صابرا بالغدر قتلا

و(زينب) كم لها حقا مزايا
فمرحى (زينب) الخيرات أهلا

تسامى قدركم في الكون حقا
تتابع في الورى سردا ونقلا

يواكب حبُّكم بالشرع دينا
يلازم مدحُكم فرضا ونفلا

محالٌ عاشق المختار ينسى
ضياء ودادكم والمدحَ يسلى

سطرت مديحكم علِّي أوافي
وصالا منكمُ دوما لعلاَّ

ويرضى ربنا المعبود عني
يجيب لعبده الخَطَّاء سؤلا

فقلبي مدحَهُم يشدو بحبٍّ
عليهم ربنا الرحمن صَلَّى !!