لكي لا تتحول منظمة التحرير بقرة مقدسة

(التغيير الأيديولوجي الأكثر أهمية في هذا القرن). 8/11/1998 شمعون بيرس على إلغاء الميثاق وقال: "إن هذا القرار يشكل التغيير الأيديولوجي الأكثر أهمية في هذا القرن، إنه تغيير أساسي في العلاقات الاسرائيلية – الفلسطينية".

ثمة ماهو مهم ذكره في هذا الجانب ولكي لا تتحول منظمة التحرير الى بقرة مقدسة ينتظر منها الحليب او نقف امامها للعبادة وهي لا تدر لبنا ً ولا تحقق مطلبا ً للشعب الفلسطيني ولكي ننصف انشأت منظمة التحرير في عام 1964 واسست ميثاقها بناءا ً على الحقوق الفلسطينية ( الشعب والارض والجغرافيا والحقوق والتاريخ ) واسندت تلك المؤسسات الاستراتيجية بالعمل على انهيار المشروع الصهيوني على ارض فلسطين بالوحدة الفلسطينية والتعبئة القومية والتحرير واداة القوة هي السبيل الوحيد لتحرير فلسطين ( وبشعب منظم ) .

حدث تغيير ايديولوجي على برنامج منظمة التحرير وميثاقها ثلاث مرات المرة الاولى بقبول الحل المرحلي وجعل اداة الكفاح المسلح اداة استثنائية في عام 1974 ، المرة الثانية في عام 1996 بعد اوسلو ووعود بتجميد بنود الميثاق ، المرحلة الثالثة في 1998 ومن خلال مجلس وطني وخارج النص والبروتوكول والنظام الاساسي لمنظمة التحرير وافق المجلس الوطني في غزة على الغاء معظم بنود الميثاق التي تنص على ان فلسطين ارض تاريخية للفلسطينيين وحذف المواد الثقافية والتاريخية وبكانيزمات العمل للتحرير .

ناضلت منظمة التحرير منذ ال94 للاعتراف بها ممثل شعبي ووحيد للشعب الفلسطيني وقدمت مطلب الاعتراف قبل مطلب الحقوق وبعد ذلك قدمت مشروع الدولة قبل مشروع التحرير ، تلك الاخطاء الاستراتيجية مع حسن النوايا نقولها ما كانت يمكن ان ترتكب من اي حركة تحرر وطني قبل الحصول على شيئ ملموس في اتجاه الحقوق الفلسطينية ولكن اريد ان اذكر هنا عندما الغي الميثاق في 1998 ( بالتصفيق ) علق شمعون بيريز على هذا الاجراء قائلا ً (إن هذا القرار يشكل التغيير الأيديولوجي الأكثر أهمية في هذا القرن، إنه تغيير أساسي في العلاقات الاسرائيلية – الفلسطينية"(

استمرار استنزاف منظمة التحرير من خلال سياسة الاحتواء للثقافة الفلسطينية والوطنية الفلسطينية وصولا ً باوسلو وكوارث ما بعد اوسلو من وضع قائم على ارض الواقع بانفصال الضفة الغربية عن قطاع غزة ضمن اليات ومشاريع مختلفة يساهم فيها الجانب الفلسطيني بالقدر الذي نستطيع ان نقول عنه بوعي او بدون وعي ، المهم هذا هوا الواقع ، مع واقع استيطان التهم الضفة بالكامل وكما غزة تعاني من الحصار ككنتون مغلق فان المدن الفلسطينية ايضا ً في الضفة تعاني من كنتونات مغلقة امام ما يحاط بها من مستوطنات ، اسرائيل تفكر استراتيجيا وكما قال نتنياهو ان يهودا والسامرة تمثل العمق الامني والجغرافي لاسرائيل ، في ظل هذا التصور الفلسطينيين مزالوا عاجزين على توحيد راياتهم المختلفة التي لم تضيف شيئا ً ايجابيا للقضية الفلسطينية ما بعد النكبة بل زادت الامور اكثر تعاسة وانهيارا ً وهبوطا ً بعد اكثر من 60 سنة من النضال لم يعجز فيها الشعب الفلسطيني عن التضحية ولكن عجزت القيادة عن تحقيق امال الشعب الفلسطيني من خلال منظمة التحرير وكل ما اهتدت اليه منظمة التحرير هو خروجها عن النص المؤسس للمنظمة مازلنا ومن خلال ثقافة وارهاب فكري ومعنوي نقول لا مساس لمنظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ، في حين ان المشروع الاسرائيلي اوشك على الاكتمال .

مازلنا نقول ان يمكن للمنظمة ان تكون فعلا الممثلة للشعب الفلسطيني عندما تحدث برامجها وتجدد شرعيتها من خلال برنامج يتعامل مع المرحلة وليس من خلال الجمود نسبة الى ( الجماد ) في فشل مشروع حل الدولتين وكما قلت مع اكتمال المشروع الصهيوني في محطاته الاخيرة .

من الجدير ذكره ان منظمة التحرير ما بعد 1968 حيدت فلسطينيي الداخل عن اي مشروع وبرنامج فلسطيني ( اي الفلسطينيين المقيمين في النقب والجليل ) واعتبرت ان وجودهم هو من خلال وجود المؤسسة الاسرائيلية ، وهنا اتخذت منظمة التحرير موقف انفصالي يهدد وحدة الشعب الفلسطيني بالغاء الميثاق اولا وثانيا بتجزئة الشعب الفلسطيني ما بين فلسطينيي الداخل ( اوسلو ) وفلسطينيي 48 والخارج .

ما العمل :
اعتقد من المستحيل الان لمركبات اقليمية وثقافية ومصلحية الرجوع مرة اخرى لمقولة المصالحة بعد فشل دام اكثر من 11 عام والجميع متجهين الى حالة انفصال والمط في الزمن ياخذ عجلة معاكسة لعجلة المصالح الفلسطينية ويجب وضع النقاط على الحروف بحيث لا يتعارض مع مؤسسة كمنظمة التحرير وابقائها ممثلة للشعب الفلسطيني بنموذج جديد يختلف عن مناخات تاسيسها ومناخات اوسلو ووضعها في قالب محدد .

النظرة الابتكارية لمفاتيح الحل في الساحة الفلسطينية وبدون اهدار للزمن واجتماعات في موسكو وغير موسكو مع تحقيق جانب المصلحة لمن يتحكموا في القرار الفلسطيني ولكن بالحد الادنى الحفاظ على الهوية الفلسطينية بادنى مستوياتها ، فماذا لو طرحنا الفدرالية او الكونفدرالية بين الضفة وغزة للخروج من مازق ازمات الانقسام والاهواء المختلفة وطنية وغير وطنية ، هذه هي المحطة الاولى التي يجب ان يناضل من اجلها الفلسطينيين الان .
ثانيا : يجب تشكيل الهيئة العليا للاجئين الفلسطينيين وهي التي تمثل الشعب الفلسطيني وهي الجهة الرقابية على اداء القيادة الفلسطينية ومنظمة التحرير بشكلها الصوري والتمثيلي .
ثالثا ً : يجب اعادة فلسطينيي النقب والجليل الى تصور العمل الفلسطيني وفي قلبه امام قانون القومية الاسرائيلي وتهويد الضفة الغربية ولا مانع الان بعد انهيار البرنامج الاول لمنظمة التحرير وانهيار برنامجها الثاني المتمثل بحل الدولتين يجب البحث وطرح الكونفدرالية مع الجانب الاسرائيلي افضل بكثير من تصريحات محمود عباس الذي لو اخذناها بالمحمل الايجابي لاتبعنا برنامج الفدرالية مع الجانب الاسرائيلي ، فاخر تصريحات الرئيس الفلسطيني كالتالي : نحن نحارب الارهاب من اجل ان نعيش بامن مع الاسرائيليين " ، لا ادري تصريح عباس اين يصب ! طبعا المعني هنا المقاومة وعندما اقول المقاومة سواء منذ الانطلاقة الى الان وبالتاكيد ان الان المجال خارج على ان نقول مشروع تحرير كالسابق ولذلك هل يقصد عباس بان يكون هو القوة الحامية للامن الاسرائيلي ؟ ! ام ان المقاومة تمنع مشروع المطالبة بالدولة الواحدة وتحت هذا النص يجب ان تجتمع النخب الفلسطينية لتحدد خياراتها لهذه المرحلة وهنا انطلق الى ابعد من ذلك وليس تجاوزا ً للفصائل الحاكمة بل عملية دمج فصائلية وطنية شعبية على الاقل تحدث في غزة من خلال مؤتمر شعبي عام تشارك فيه كل المؤسسات المدنية والبلديات والنقابات والنخب والاكاديميين لوضع تصور للتحرك الفلسطيني في هذه المرحلة للخروج من مازق الحصار وليكن اعلام المطلب الشعبي بالفدرالية او الكونفدرالية مع الضفة الغربية لفك الحصار اولا ً وتحضيرا ً لمرحلة لاحقة تقي الهوية الفلسطينية من الفناء من خلال مشاريع مختلفة بتشكيل ادارة وطنية شعبية تعمل بمبدأ الفدرالية مع الضفة الغربية والحاقا لمشروع اخر هو الدولة الواحدة ضمن الفدرالية مع الجانب الاسرائيلي وسيحدد التاريخ هوية تلك الارض ولان التاريخ وعجلة الزمن مع الشعب الفلسطيني .

سميح خلف