دحلان ، اصلاح شامل وكامل وعادل للقضية الفلسطينية

ما هو غائب للبعض عن شخصية محمد دحلان والتي رافقها عمليات التشويش المستهدفة لبرنامجه النضالي الذي يتعارض مع اليات تسوية اوسلو واسلوب المفاوضات والتنازلات والسلوكيات التي مورست سواء في المؤسسات الحركية او مؤسسات السلطة وموقفه الاصلاحي الناقد لكل تلك الظواهر، تلك الشخصية التي اعتبرتها مراكز قوى في داخل فتح خطرا يهدد مصالحها وتطلعاتها السياسية والامنية ، ومن هنا كانت المواجهة .


لن نصدر احكاماً هنا بقدر ما نكون وسيلة اعلامية حرة حدودنا الحفاظ على المبادئ والاهداف والمنطلقات الحركية والوحدة الوطنية وحفاظنا على دم شهدائنا وان تبقى البندقية الفلسطينية وكل وسئل المقاومة بمراحلها المختلفة هي المعبر الحقيقي عن الوجه النضالي لشعبنا الى ان تعود الارض كل الارض وان تقام الدولة الديمقراطية على ارض فلسطين في عملية نضالية متواصلة خالية من العبث وما اشبه ذلك من مرحليات اضرت بالخط النضالي المتواصل لشعبنا ووضعته في خندق الابتزاز السياسي من انظمة وقوى دولية.

بداية يمثل دحلان كاريزما فلسطينية حقيقية بأبعادها الثلاثية الحركية والوطنية والانسانية ، وهي تلك المحوريات التي تنطلق منها شخصية محمد دحلان ، محمد دحلان قبل ان يكون الفدائي في داخل التناقضات والاهواء والبرامج والتوازنات في داخل فتح وهي مهمة معقدة وصعبة اذا ما استندنا للصراعات في داخل الحركة التي كانت تمثل المبدأ الميكافللي " الغاية تبرر الوسيلة " فهي كانت صراعات لا ترحم وما زالت ، وبشكل مبكر ومنذ اواخر التمانينات وبقربه من ابو عمار بدأـ اللوبيات في داخل فتح وما تمتلكة من ادوات لبث الاشاعات والتشكيك حول شخصية هذا الفدائي ، فتواجده بالقرب من ابو عمار اخل بكثير من المخططات والمحاور التي كانت تطمح للسيطرة على القرار الحركي ومن ثم القرار الفلسطيني ،بعد رحيل القادة ابو جهاد وابو اياد ، فاكانت فكرة حصار ابو عمار والاستفراد به واردة للكثيرين ، ومن ثم تحديد خيارات ابو عمار في اتجاه لا يتعارض مع مصالحهم ، دحلان الفدائي وفي اعتقادي انه حاول ان يواجه تلك التيارات التي يعرفها الكثيرون والتي اجبرت ابو عمار على اتخاذ بعض القرارات في نهاية التسعينات من القرن الماضي ومع بداية الالفية الثانية التي تصب في خياراتهم لاضعافه من خلال استبدال بعض مسؤلي المواقع والاجهزة ، وبذلك لم يقف محمد دحلان الفدائي ضد ابو عمار بل حماية له وان حاول البعض التفسير بغير ذلك كلغة ومفردات لتشويهه ، ولو نجحت محاولات دحلان واستدرك ابو عمار خطورة مأرب البعض في اعتقادي لما خسرت فتح الانتخابات ، ولما كانت النهاية المأساوية لياسر عرفات ولما كان الانقسام ولما كانت تلك الحقيقة الظاهرة الان هو اختطاف حركة فتح وضعافها وشل اقاليمها في الداخل والخارج والسيطرة على القرار الفلسطيني ، اجمالا تعامل محمد دحلان مع مرحلة فقدان ابو عمار ، محاولا ايضا تثبيت رؤيا جديدة واصلاح في داخل فتح والسلطة ومنظمة التحرير ، والحقيقة انه لم يكتشف انتهازية محمود عباس ومن حولة رغم اننا كنا كقدماء نعرف مسلكيات ابو مازن ومن حوله وخطورتها على الواقع الفتحاوي والوطني ، ولكن لا اجزم ايضا ان محمد دحلان غابت عنه كليا الرؤية الحقيقية لشخصية ابو مازن ربما كانت من احد الاسباب المهمة وبادراكه الواسع انه يتحرك في حقل الغام فلسطينيا واسرائيليا واقليميا لدور يؤده ابو مازن في قيادة النظام السياسي والحركة ، ولذلك عمل من خلال معادلات صعب تغييرها او استبدالها بل ممكن اختراقها ، فكان الوعد من ابو مازن باحداث اصلاحات مؤسساتية وحركية وسياسية ، ابو مازن نكث بوعوده وبدأ في مسارات تبتعد عن دور المؤسسة والشراكة وبدأ يحطم كل مظاهر عرفات والعرفاتيين وبدأ في حركة تعيينات تصب ي منظور جغرافي واضعاف لغزة في مؤسسات فتح ومنظمة التحرير والسلطة ، والاستعانة بمفردات نفس التيار الذي تحدثنا عنه في سياق بداية كتابة هذا المقال .

الصراع الحتمي بين تيار ابو مازن والنهج الاصلاحي لدحلان :-

كالعادة التاريخية المعمول بها للتخلص من محمد دحلان لاسباب تخص تيار عباس والتي اتت كما يدعون بوشايات سربت بان دحلان هاجم الرئيس وهاجم ابناء الرئيس وحاول ان يعرف تفاصيل عن صندوق الاستثمار اما المسببات الاخرى ثراء دحلان المفاجيء ، وفي كل الاحوال من حق دحلان ان ينتقد الرئيس وغيره وينتقد اي مؤسسة وبناء الرئيس ليس على رأسهم ريشة ، اما الثراء ، فلا مجال في هذا المقال ان نضع ممتلكات عباس وابنائه وشخصيات اخرى وهذا ما تحدثت عنه تقارير دولية واعلامية لمراكز ابحاث دولية ايضا وهو ثراء غير مشروع ، ولماذا يوجه اصحب الثراء الغير مشروع تهمة الاثراء الغير مشروع لمحمد دحلان..؟! اجمالا هذه ادعاءات ومبررات لاخفاء السبب الحقيقي لاقصاء دحلان وما لحقه من اقصاءات اخرى تصب في خانة سياسية وفتحاوية تستهدف فيها فتح غزة لكي لا تمثل بوزنها الحقيقي في داخل فتح والسلطة والمنظمة ، بالاضافة الى حالة فشل البرنامج الوطني وانهياره وطريق التنسيق الامني المقدس الذي يحافظ على وجودهم ومصالحهم ، وهذا ما انتقده دحلان بقوله ( تنسيق امني بلا ثمن يعود وطنيا ) ولذلك بدأت المواجهة المباشرة باقتحام منزل دحلان ورفع قضايا اتهام ومن ثم الفصل من الحركة تتويجا لمخططهم الذي بدأ من منتصف التسعينات مرورا في احداث 2007م وميكانزماتها وقراراته التي اصدرها عباس الى بداية 2010م ومرورا ايضا بالكلمة التاريخية التي القاها محمد دحلان في المؤتمر السادس وفوزه المشرف في عدد الاصوات بموقع اللجنة المركزية .
الخلاف يقع حقيقة وفي اعتقادي في السر الذي يحمل أمانته دحلان، وهذا ما يتعارض مع طبخة أوسلو من أولها لآخرها ... وما ألت إليه المهزلة من تنازلات للحضيض، وتسول الحق من المجرم (المحتل)، وفوق هذا وذاك صارت القضية الفلسطينية عبارة عن دولة وهمية وعلى الورق، سيتم إزالتها تدريجيا مع مرور الزمن بتكلفة ستة ونصف المليار دولار .......لهذا صار (الانقسام والانفصال والخلاف .....) ما بين طريق غزة أريحا السريع، وطريق الالتفاف للفئوية الجغرافية الضفاوية الدولي .



مشروع محمد دحلان( التيار الاصلاحي ) :-

1-هو المشروع الوطني الفلسطيني المستقبلي ، مشروع وحدة الشعب المتمسك بهويته العربية ثقافتا وحضارتا والقفز عن الماضي الاليم وما اعطى من انعكاسات مدمرة على وحدة الشعب ومعيشته وثقافته ، الشراكة في الوطن والوحدة الحقيقية، والحقوق الوطنية والإنسانية، والعدالة الاجتماعية الفعالة، والأمنية المنضبطة، والقانونية فوق الجميع، والاقتصادية المتساوية، ولكل متطلبات واحتياجات الشعب المعنوية والمادية!

2-نعم، لسلاح المقاومة ، والدفاع والأمن ...، والمحافظة على أرواحنا ودمائنا وعرضنا وأرضنا ومالنا وكرامتنا

3- لاهوادة ولا رحمة "رسميا وقانونيا" لمن يخرق القانون، ويعتدي على الحريات العامة والحقوق الوطنية، والجميع سواسية إمام الحقوق والواجبات ... ولا محسوبية ولا ترف عائلي او قبلي

4-لا للقتال الفلسطيني - الفلسطيني مطلقا ... ولا للتصفيات بتاتا

5- لا للسجون والمعتقلات ... ولا للاهانة والمذلة ولا للتعذيب والظلم والهوان والفقر والحاجة

6- لا لخطة الانفصال والتقسيم غزة - الضفة ومن بعد ذلك انهيار الايقونة الوطنية الفلسطينية

7- لا للتفرقة والتشتت ... ولا لأجندات أجنبية أو أوامر خارجية للعبث في الشأن الفلسطيني والقضية

8- لا لمصادرة الأرض والمياه والهواء، والوجود والحدود والسيادة تحت أي مسميات

9-لا لحصار غزة وجدار الصمت ومشاريع اقليمية دولية تستهدف وحدة الشعب والجغرافيا

10- منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد وخيار حل الدولتين اذا لم يحقق فالتوجه لحل الدولة الواحدة تفرضه وقائع المرحلة

11- انهاء الانقسام والدفع نحو تشكيل حكومة وحدة وطنية تعد لانتخابات شاملة رئاسية وتشريعية ومجلس وطني

12- الشراكة الكاملة لكل القوى وابناء الوطن وتحديث المؤسسات الفلسطينية

13- العمل الجاد على توحيد حركة فتح برؤية ترتكز للنظام مع الاخذ بالاعتبار معطيات المرحلة وفرضياتها

14- اذا تعذر انهاء الانقسام على ارضية وبرنامج وطني الدعوة الدعوة لتشكيل جبهة انقاذ وطني بتحالف فصائلي وشعبي
15- رفض كل المشاريع الاقتصادية الامنية التي تستهدف الحقوق والجغرافيا الفلسطينية وفي مقدمتها صفقة القرن واي نتائج تتمخض عن مؤتمر وارسو تخص القضية الفلسطينية

والخص مشروع محمد دحلان : يتجاوز حدود الفصيل ومنطلقات فصيل الى فضاء وطني شامل وان اخذ ببعده الاول اصلاح حركة فتح واوجز قد تأخذ كاريزما دحلان في مراحل تالية ثلاث شخصيات معا ( مانديلا ، غاندي، مارتن لوثر كنج)

سميح خلف