مَن صنع داعش
انتصار ابراهيم الآلوسي

حديث قدسي ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا )
حديث نبوي ( أتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة )

ميثاق الأمم المتحدة – الديباجة ( نحن شعوب الأمم المتحدة وقد آلينا على أنفسنا أن ننقذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب التي في خلال جيل جلبت على الإنسانية مرتين أحزاناً يعجز عنها الوصف, وأن نؤكد من جديد إيماننا بالحقوق الأساسية للإنسان وبكرامة الفرد وقدره وبما للرجال والنساء والأمم كبيرها وصغيرها من حقوق متساوية, وأن نبين الأحول التي يمكن في ظلها تحقيق العدالة واحترام الالتزامات الناشئة عن المعاهدات وغيرها من مصادر القانون الدولي, وأن ندفع بالرقي الاجتماعي قدما, وأن نرفع مستوى الحياة في جو من الحرية أفسح.)

الإرهاب مصطلح أبتكره الغرب ووضع أسسه. استخدم بأبشع الصور وموافقة غربية ودولية تامة الكيان الصهيوني البغيض لتبرير قتل الفلسطينيين واحتلال بلدهم وأخضعها بقوة السلاح الغربي. وأول من دعم مصطلح الإرهاب الأنظمة العربية الهزيلة المنحطة السافلة المريضة العميلة, إن لم نقل عليها الأنظمة العاهرة.
ملاحظة: كل الأنظمة من دون استثناءات هي أنظمة عميلة هدفها دعم ومساندة الغرب لتثبيت الكيان الصهيوني ولتذهب شعوبها إلى الجحيم.
وقبل أي حديث عن داعش والإرهاب هناك صورا توضح ما نريد الحديث عنه وتثبت صحة أقوالنا إن شاء الله تعالى.
قبل كل موضوع هناك قضية مرصوفة فوق رفوف النسيان أو لا يسمح بفتحها. مثلا قضية الهنود الحمر 112 أمة أبيدت عن بكرة أبيها علنا وعيانا, فهناك تحت البيت الأبيض ما يزيد عن 75 ألف جثة للهنود الحمر كشف النقاب عنها في التسعينات حين أرادت حكومة البيت الأبيض توسيع حدائقها وإنشاء مسبح لكن الأمر لم يتم بسبب هذا العدد الهائل من الجثث في مقبرة البيت الأبيض. 112 أمة تباد لأن القادمون الحثالة من أوربا أرادوا الاستيلاء على أرض ومقدرات شعوب بسيطة لم يصلها بعد الحضارات الهمجية الوحشية وقطاع الطرق ورعاة البقر.
كيف انبثقت هيئة تدمير الأمة الإسلامية أي هيئة الأمم المتحدة عن طريق ميثاق الأطلسي عام 1941 بين مجرمي العالم روزفلت وتشرشل أكدا فيه عن تأسيس تنظيم دولي يحفظ السلام والأمن الدولي في العالم, ثم مؤتمر موسكو 1943 بين الاتحاد السوفيتي بريطانيا أمريكا والصين دعوا فيه إلى إنشاء تنظيم دولي يحق فيه انضمام الدول الأخرى, بعدها مؤتمر واشنطن 1944 بين الاتحاد السوفيتي أمريكا بريطانيا والصين مؤكدين فيه على بنية الأمم المتحدة وأهدافها وأجهزتها. في فرانسيسكو1945 حضر مندوبين عن 50 دولة وقاموا بالتوقيع على ميثاق الأمم المتحدة. أهدافها حفظ الأمن والسلم الدوليين واحترام حق الشعوب في تقرير مصيرها وتعزيز احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للناس جميعا دون التمييز بسبب الجنس, اللون, اللغة, الدين.
في عام 1948 أعلن الكيان الصهيوني استيلائه على أرض شعب أخر وقيام دولته المنشودة.
وكان الاتحاد السوفيتي الاشتراكي الشيوعي الملحد سباقا في الاعتراف بهذا الكيان ثم توالت الدول الاشتراكية والغرب وأمريكا. لكن حين تضع الأمم المتحدة بصمتها بالموافقة هذا يعني لا عدول أو رجوع أو إلغاء القرار أي أصبح الأمر رسميا, وانتهى الموضوع. بالفعل انه موضوع مكتوب في بضع وريقات تحركها الأيدي الخفية متى ما أرادت أن تغمض العيون عن جريمة أو مذبحة قادمة بحق الأمة الإسلامية.. الإسلامية.
هنا كان يجب أن ترفس هيئة الأمم المتحدة وأدواتها ومؤسساتها بعيدا ويتخلص العالم منها, لأنها لم تلتزم بالحق الذي يجب أن يطبق على الجميع. مجرد الاعتراف يعني أن العالم لم يكن سوى لعبة بيد الحكومة الخفية التي تدبر المؤامرات للنيل من استقرار وأمن وحريات الدول الأخرى.
سؤال مَن هي الحكومة الخفية؟ سيقولون الماسونية. لكني أقول لا يهم ما يكون اسمها أو أصلها أو لونها. المهم كينونتها وما يدور في جعبتها من مؤامرات والحقيقة أنها ليست خفية وهذه كذبة ككذبة الديمقراطية التي جاء بها بوش الحقير بموافقة أممية أو صمت وغض البصر من هيئة الأمم المتحدة.
إنها حكومة الأديان الأخرى ضد الإسلام والمسلمين يعني ضد أهل السنة والجماعة فقط.
الحكومة الخفية هي الصليبية الصهيونية الإلحادية البوذية الرافضية الصحوجية أهل الردة المجوسية الشيطانية النصيرية و و و. هذه ما يطلق عليها الحكومة الخفية أي التحالف العالمي ضد أهل السنة ( الإسلام ).
القانون الدولي انتهى بمجرد الاعتراف بدولة للكيان الصهيوني على حساب أخواننا في فلسطين. لا تصرخ ان لم يمت الفانون الدولي أين هو من المجازر المقامة شهريا, لم نقل يوميا على حساب أخواننا في فلسطين وأفغانستان والصومال والسودان واليمن ومسلمي بورما ومسلمي لبنان والشيشان والبوسنة وووو.
أين المجتمع الدولي حين دمرت أمريكا والغرب الصليبي العراق, ثم قاموا بنهبه خيراته وقتل وسجن وانتهاك وسلب حريات وحقوق أبنائه ثم تسليمه إلى حارسهم إيران المجوسية لتصول وتجول به, تقتل وتذبح وتنهب. أين الأمم المتحدة من مجازر الروافض تحت حماية أمريكية ومجوسية ضد أهل السنة في العراق بذريعة الإرهاب.
أين هو مما يحدث لإخواننا في سوريا, أين الأمم المتحدة ومؤسساتها ومنظماتها من مجازر النصيرية وشيطانها الجحش؟
الرجاء عدم التفلسف لأن من يحمل النار ليس مثل الذي يتفرج عليها. هنا يولد السؤال التالي من صنع الدولة الإسلامية ولماذا؟
هل يفهم العالم لماذا يخاف التحالف الكافر بكل مسمياته من أهل السنة والجماعة؟
هل يعترف العالم بمصطلح الإرهاب الإسلامي لكنه بنفس الوقت ينفيه عن الكيان الصهيوني وأمريكا وروسيا والغرب ؟
لماذا صمت العالم عن كل الجرائم التي ارتكبتها المليشيات الصليبية في أفريقيا؟
لماذا أدار العالم وجهه عن جرائم بورما المشينة؟ لماذا الصمت عن جرائم إيران والبوذ والنصيرية؟
من صنع داعش؟
سؤال الكل يتهم به الكل؟
سؤال ملتوي مخادع منافق متحايل على الحقائق.
سؤال سرق به العالم أرواحنا وأموالنا وأرضنا وحقوقنا هتك به حرماتنا والهدف ديننا الحنيف.
مَن صنع داعش( دولة الخلافة الإسلامية) إن رضيت أم لا. إنها دولة الخلافة الإسلامية بكل مقومات الدولة أرض وشعب وحكومة وخيرات وعدالة اجتماعية, كنا بأمس الحاجة إليها. بأمس الحاجة إلى الاعتراف بإنسانيتنا واحترامها, بأمس إلى التكافل والعدالة الاجتماعية التي فقدناها منذ قبلنا بسايكس بيكو.
مَن صنع داعش؟
الاحتلال الأمريكي للعراق نعم الاحتلال مَن صنعها, لا تفرح ولا تذهب بأفكارك بعيدا, الظلم الذي جاء به هذا الاحتلال البغيض, الدمار الذي خلفه, الموت الذي عصف به, الانتهاكات بكل معانيها وأشكالها وألوانها.
نعم ياإخوتي الظلم والقتل والانتهاكات والتهميش والسجون.
لا تدير وجهك بعيدا خوفا من الحقيقة, والحقيقة أننا يجب أن نشكر أمريكا حقا لأنها من دون دراية أو أنها أغفلت عن المارد النائم منذ تمزيق وحدة الأمة الإسلامية إلى دويلات متصارعة متناحرة. علما أن كثير من حاخاماتهم وقساوستهم وسياسيهم ورجال حكوماتهم حذروا من استيقاظ هذا المارد. قهرنا وظلمنا وقتلنا وانتهكنا وسجنا وشردنا وتيتمنا وترملنا وثكلنا وضعنا ومرضنا حتى كدنا نفقد إنسانيتنا, واستيقظ المارد متحركا بخطواته الكبيرة الثقيلة ليفتح أبواب السجون وينصر المظلوم ويشبع الجائع ويحنو على اليتم ويستر على الأعراض من فحش الاحتلالات وظلم الفقر والقهر. الظلم والقهر فلا تبتئسوا ياإخوتي وتتهموني بالتعصب والتطرف والأصولية, الشريعة الإسلامية هي مَن وضعت لنا قوانين المسموح والممنوع. فالإسلام لم يمنع عنا الخير والكرامة ولن يقبل لنا بالسوء والذل, ولأن الدولة الإسلامية عملت بما يرضي الله تعالى اختصروها بالتطرف والإرهاب. وغضوا الطرف عن إرهاب أمريكا وروسيا والغرب والكيان الصهيوني وإيران وظلم مايسمى بالأنظمة وحكومات سايكس بيكو.
فلا تقل لي أن فلان قال وفلان حكي, ولا تخبرني بأن قنوات العهر الصهيونية بثت الخبر, وأنها أي القنوات تلك جاءت بالمنافق والكاذبة والراقصة والفاسقة والمنحرف والشاذ والمثلي ليدلوا كل واحد بدلوه, شهادات لم تكن ناقصة بل خالية تماما من المصداقية. فهؤلاء رجال الرجال لم يصنعهم عدو ولا غاصب ولا كافر أو مشرك, ولا زنديق أو عميل, ولا راقصة أو بائعة هوى بل صنعهم حب وطاعة ورضا الله تعالى. صنعتهم الغيرة والعزة والكرامة والنخوة الإسلامية. صنعهم المارد الذي هزه الظلم الطغيان التعسف الاحتلالات الاغتصاب الانتهاكات السجون الفقر اليتم الترمل والثكلى, لن يستطيع أحدا أن يعيده إلى غفوته بعد الآن. فالصحوة الإسلامية بدأت ولن تنهي ابدا. والحرب مستمرة مادام للظلم مكان.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ