أُحِبُّ (مارس)
***
شعر
صبري الصبري

***
أحب (مارس) مشرق الأنوارِ
شهر الربيع معطر الأزهارِ

وأبث فيه قصائدي بتشوق
للبوح تنبت صحوة الأشعارِ

وأراقب الأجواء تذخر بالندى
قطراته كالوابل المدرارِ

متكثفا متساقطا بغزارة
من بين بخر خمائل الأشجارِ

وأرى العصافير الرقيقة تبتدي
تشييد أعشاش لها بتباري

وكذا الطيور بدقة ومهارة
سبحان ربي خالق الأطيارِ

أعطى الخلائق هديها فاسترسلت
في سعيها بمهارة وقرارِ

وتلوح فيها بهجة وسعادة
في شهر (مارس) وافر النّوَّارِ

بحقول قمح قد تكوَّن حبه
بسنابل مخضرة ونضارِ

أكمام غرس بانتظام باهر
بتناسق مسترسل الإبهارِ

والناس تنهل من عطاء إلهها
خيرات رزق واسع الإدرار

ترنو الربيع موقرا بنضارة
فوَّاحة الألأء والآثارِ

والكل ينشط فالدروب قد انتشت
بالناس تسعى في فسيح مدارِ

فالجو يحلو للجميع فشمروا
للجد ساعدهم بدأب عَمَارِ

وذكاء كثفت الأشعة يرتدي
منها الفضاء لوامع الإبصارِ

فالشمس لاحت للعيون حنونة
كالأم ترسل دفئها لصغارِ

والطقس يجتذب العزائم فانبرت
فيه الإرادة في علا الإصرارِ

فاليوم مشمس بالصفاء مشعشعها
بمحاسن الآلاء والأنوارِ

حتى الليالي بالربيع تجملت
ببهائها بوضاءة الأقمارِ

ولى الشتاء ببرده فاستشعرت
أرواحنا سعيا بدا بغِمَارِ

فاستبشرت وتحركت مقدامة
فياضة بالبوح كالأنهارِ

إن الحياة بـ(مارسٍ) قد أشرقت
فيها محاسن نضرة الأغيارِ

ألوان أزهار الربيع قد ازدهت
جذبت لها إطلالة الأنظارِ

ستعود حتما للذبول خريفها
يأتي يدور بدورة الأعمارِ

سبحان من وهب الحياة نظامها
وأفاض فيها حكمة الأقدارِ

يحيي يميت بحكمه وقضائه
سبحان ربي الواحد القهارِ

فامنن علينا بالربيع قلوبنا
تحيا بقرآن الكريم الباري

فهو الربيع لروحنا ولنفسنا
ولقلبنا بالحب للمختارِ

صلى الإله على النبي وآله
خير الخلائق سيد الأبرارِ !