معركة الكرامة و عمر ابو ليلى

احدى و خمسون عاما على معركة الكرامة و يأتي الحدث أنه عمر ابن حركة فتح الذي تجاوز البرنامج و السلوك الذي فرضته منظومة عباس و نهجه ليسجل في التاريخ الفلسطيني حالة الثورة والتمرد والاصرار على ايقاظ العاصفة ، هو هذا النموذج الذي ذكرني برجال العاصفة و جناحها العسكري لحركة فتح ، عمر لم يستشير ولم يأخذ اذنا من واقع وجده كله متآمر وبالتالي اختار ان يصنع الثورة و استطاع ان يصنع الحدث و ان كان هو فتح و لكن هو فلسطيني ايضا و كما يجب ان تكون فتح هي حالة ثورة كاملة بمعطياتها وخطتها المتقنة ونتائجها وصدق حدس عمر عندما لم يخبر احدا بثورته و بعمليته العسكرية ، لقد صرح الاعلام العبري بأنهم كانوا لا يمكن ان يصلوا لمكان عمر الا بالتعاون مع الاجهزة الامنية الفلسطينية واضاف حسين الشيخ "لاأجهزة الأمنية سخرت كل طاقاتها في الأشهر القليلة الماضية لمنع امتلاك الفصائل للسلاح، قائلاً "استطعنا بفضل هذه الجهود منع تنفيذ العديد من العمليات القاتلة، التي كانت ستصرفنا عن هدفنا الأساسي المتمثل بالتعايش السلمي مع الإسرائيليين".؟؟!" و استطرد قائلا لا احد في فتح ولا في برنامجها يحمل سلاح "
فعلا يا سيد حسين الشيخ انتم تبرأتم من عمر و شاركتم في ذبحه وهو بريء منكم كما هي البندقية بريئة منكم والتاريخ ، لا اسطر هنا كلمات فقط او اضع ابجديات ولكن كانت عملية سيلفيت عملية عسكرية نوعية لرجل عرف كيف يبدأ و كيف ينطلق و كيف يحقق النتائج ولن تكون عملية سيلفيت هي العملية الاخيرة ولن يكون الثوار و المقاتلين في نابلس و الخليل وجين و طول كرم بالسذاجة التي يمكن ان يتوقعها ادوات التنسيق الامني فهم يعرفون انهم مستهدفون بقوى مزدوجة قوى السلطة و قوى اسرائيل .

اما معركة الكرامة التي قال قبلها موشي ديان انهم عدة ارهابيين سأضعهم في يدي كالبيضة "وافقشها"
ليس غريبا ان يأتي موعد استشهاد عمر ابو ليلى وبنفس التاريخ الذي حشدت اسرائيل فيه لتغزو رق الاردن في الغور و في بلدة الكرامة و كما كان عمر ابو ليلى قد مرغ انف الكبرياء الاسرائيلي وقتله في العمق هي كانت الاستمرارية لمعركة الكرامة التي مرغت انف القوات الاسرائيلية المهاجمة و كبدتها خسائر ، انهم رجال العاصفة و قوات التحرير الشعبية و الجيش العربي الاردني البطل .

عندما واجه 98 مقاتل من العاصفة و 130 مقاتل من قوات التحرير الشعبية فرقتين اسرائيليتين احدهما سلاح دبابات و الطيران فكان التاريخ يصنعه هؤلاء الرجال في بلدة الكرامة لتطلب اسرائيل وقف اطلاق النار لتسحب قتلاها ومعداتها هكذا كانت العاصفة التي وأدوها مبكرا تحت حلم الحل السياسي و ها نحن نجني ثمار هذا البرنامج الذي كان ثمنه 70% من اراضي الضفة محتلة بالكامل و 750 الف مستوطن و اجراءات لتهويد القدس و فرض قانون الزمان و المكان عليه و حصار غزة والانقسام وتهاوي شعائر حركة فتح و ادبياتها و منطلقاتها عمر ابو ليلى اختار الشهادة وداس بنعليه على ثقافة التدجين والاحتواء والتبرير والتعليل .

من المؤلم أن تنسى انتصارات الكرامة ، ومن المؤلم أن تمسح من ذاكرة الشعب الفلسطيني والشعب العربي خوذات الجنود الصهاينة التي تدحرجت في شوارع الملك حسين في قلب العاصمة عمان ، من الصعب أن تنسى الجماهير صورة ومشهد الجنود الصهاينة وهم مقتولون ، ومقيدون بالسلاسل في دباباتهم ، مشاهد تؤدي إلى دروب النصر ورفع الإرادة لدى المواطن الفلسطيني والعربي .. مشاهد مطلوب قتلها .
الذي حدث لحركة فتح لم يحدث لأي ثورة في العالم بدء من الثورة البلشفية إلى الماوية إلى الفيتنامية .. إلى الجزائرية ، إلى اليمنية ، إلى الكورية ، والكوبية .
لماذا لم تحقق الثورة الفلسطينية أهدافها ؟ .. الإجابة على هذا السؤال بحجم أهمية وجود الكيان الصهيوني لدى المعسكر الغربي على الأرض الفلسطينية . وقد اجاب عليه عمر ابو ليلى
المتغيرات التي حدثت في حركة فتح وتحولت من خلالها من حركة تحرر وطني عمودها الكفاح المسلح وحرب الشعب إلى حركة يقودها تيارا اختراقيا مزمن في داخل قيادة حركة فتح وقيادتها جديرة بالتوقف عندها ووضع دراسات جادة وبشفافية لتقدم للاجيال الفلسطينية والعربية ، كيف تحولت حركة تحرر وطني من ثورة مقاتلة إلى الأجندة التنسيق الامني! و من اقوال عباس الشهيرة في وسائط فضائية اسرائيلية :

1- كل الاجهزة الامنية مهمتها تقوم بعمل واحد هو منع اي انسان يريد ان يهرب اسلحة او يستعملها سواء في الاراضي الفلسطينية او اسرائيل وهو الشغل الشاغل الذي يقوم به الاجهزة الامنية وانا لا اخفي سرا بالتعاون الامني بيننا وبين الاجهزة الامنية الاسرائيلية والامريكية
2- الامن عندنا يدخل المدارس ليفتش شنط الاطفال هل تعلمون ذلك
3- بالنسبة لنا الاجهزة الامنية حريصة لاستتباب الامن هنا وعند اسرائيل
4-العلاقة الامنية بقول على الهواء التنسيق الامني مفدس سواء اختلفنا في السياسة او اتفقنا

اذا معركة الكرامة و عملية سيلفيت هي شيئا واحد لمكون واحد هو انطلاقة حركة فتح التي تتعدد انطلاقاتها في وجه الانحراف والتبررير و التعليل و السقوط و هي ايقاظ للخروج من الوهم و من حالة التردي المصابة به حركة فتح و الحركة الوطنية فلايمكن ان يستقيم سلوك عباس مع ادبيات فتح فعملية عمر ابو ليلى هي عملية اصلاح في طريق اصلاحي يعم الحالة الحركية بكاملها نحو وحدة حركة فتح و الرجوع لمبادئها و اخلاقها النضالية .
سميح خلف