من أرشيفي الشعري
***
أوردت وكالة رويتر يوم السبت 21 فبراير 2004 م الموافق 1 محرم 1425 نبأ موت (سبوت) كلبة الرئيس الأمريكي جورج بوش وأضافت الوكالة : قال البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي جورج بوش وقرينته (لورا) يشعران بحزن بالغ لموت كلبتهما سبوت التي ولدت أثناء حكم الرئيس جورج بوش الأب ، وقال بيان للبيت الأبيض : يشعر الرئيس وزوجته وكل أسرة بوش بالحزن لموت سبوت . وسبوت هي كلبة من نزع الوثاب الإنجليزي ، وعائلة بوش لديها اثنان من الحيوانات الأليفة الأخرى وهما (بارني) وهو كلب صيد من نوع التيرير الإسكتلندي وقطة سوداء إسمها (انديا) والكلبة (سبوت) كانت ستكمل عامها الخامس عشر في مارس آذار القادم وهي من نسل (ميلي) كلبة الرئيس بوش الأب ، وقال مسئول أمريكي إن (سبوت) مرضت عدة مرات في الآونة الأخيرة وأوصى أطباء بطريون بقتلها . لما قرأت هذا الخبر بعنوان : (بوش حزين على موت كلبته سبوت) كتبت هذه القصيدة تعزية للرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش:


***

عزاء ومواساة
للرئيس جورج بوش

***
شعر
صبري الصبري
***
لـ(جورج بوش) تأثري وعزائي
من أجل فقد الكلبـة الشقراءِ

كانت بحقٍّ كلبـــةً محظوظةً
عاشت بجوف القلعة البيضـاءِ

نالت حياةً من نعيـم لا ترى
مثل الكلاب مذلةَ التعســاءِ

لاقت مزيد الإهتمــام فيا لها
من كلبةٍ قد عوملت بسـخاءِ

ما كابدت جوعا وسقما مثلما
بعض الشعوب وحوصرت بشقاءِ

أو بوغتت بالظلم يأتي نحــوها
بغيا ونامت وحــدها بعراءِ

أيضا وماتت مِيِتَــــةً مَنْعِيَّةً
ببيان حزن مفعمٍ بثنــــاءِ

كانت وكانت يا خسارة فقدها
كانت مثال الكلبة السـمحاءِ

صَحِبَتْ رئيســا والدا وتمتعت
من إبنه بمحبــــة وولاءِ

فهي الأصيلةُ من أصول كلابها
نوعٌ فريدٌ فارعُ الأعضــاءِ

هلكت (سبوت) فـ(جورج) حقا بالأسى
يحيا بدمعة لوعة وبكـــاءِ

أيضا و(لورا) زوج (بوشٍ) كَالَبَتْ
حزنا لفقد الكلبــة الرغداءِ

والكلُّ يحيــا في المآسي والبلا
بشــجون حزن طاعن الهيجاءِ

فبنت (ميلي) رسـخت أقدامها
عبر السنين بســمتها المترائي

بجوار (بوش) في مواقفــه التي
عجت بضيم صـاخب الآراءِ

عما يراه من الأمــور بلوثةٍ
حلت بفكر مفعــم الأهواءِ

فملف أسلحةٍ لتدميــــرٍ له
عند الرئيس مبرر الإيـــذاءِ

والنفط في أرض (العراق) بدا له
كنز الكنوز وقمــة الإغراءِ

(شــارون) أقنعه بأن جنوده
بالقدس أهل عدالة الحكمـاءِ

وبأن تدمير المنـــازل كلها
درب الوصول لحالة استرخـاءِ

فهجوم إرهاب اليهود وحربهم
للمسلمين بخطة عميــــاءِ

سـتحقق المأمول من كون به
قوات أمريكـــا مع الحلفاءِ

تحتل بالأرض الفسيـحة ما ترى
فيه المنــافع من هوى وغذاءِ

وتقيم شرقا أوسـطاً في زعمهم
يحيا بقبضتهم بلا استحياءِ

فَالْحُرُّ في زعم الرئيس هو الذي
يحيا طليقا في حمى استعــلاءِ

لا الشــرع يحكم أهله بتمسك
بيقين نور المنهج الوضَّاءِ

فالعالم الْحُرُّ الجـــديد مُهَجَّنٌ
بِعُتُوِّ غَرْبٍ لاهث الغربــاءِ

لبناء شرقٍ أوســطٍ (مُتَأَمْرِكٍ)
(مُتَفَرْنِسٍ) مستســلمٍ الأنحاءِ

لا فرق بين شبــابهم وبناتهم
لا فرق بين رجالهم ونســاءِ

فالكل حُرٌّ في مشــاربه التي
جائت لِهَدْمِ مبـادئ وحياءِ

ولذا فـ(جورجٌ) لا يبالي كلما
لاقى احتجـاجَ القوم والعقلاءِ

فبه شــجونٌ من ممات رفيقةٍ
كَلْبِيِّةِ الزعماء والرؤســـاءِ

فـ(سبوت) كانت كلبةً مَعْنِيَّةً
بهموم (جورج) بكافة الأثناءِ

صَحِبَتْ و(بَارْنِي) (أنديا) بسعادة
عظمى تتيه بمشيــة الْخُيَلاءِ

ولمَ التواضـعُ والرئيسُ يَجُرُّهَا
دوما بنشوة ســـعيه بوراءِ

أو بالأمام ترى (سبوتَّ) تَجُرُّهُ
خلفا فيضحك ضحكة السعداءِ

لا الهمُّ يعرف للرئيس طريقــه
قطعا ليحيا عيشـــة البؤساءِ

مثل الذين تشــردوا بخيامهم
بـ(القدس) بين الْحَرِّ والأنــواءِ

وثوى ببيــت أبيض متربصا
باللآجئين بقسوةٍ ودهـــاءِ

وَحَبَا الكلابَ رعــايةً ووقايةً
من سُقْمِ ضعف مطبق بالـدَّاءِ

فكلابُ (بوشٍ) تستحق بحسنها
كلَّ اهتمامٍ حاضـــرٍ بدواءِ

أما الشـعوب فتصطلي ناراً له
بالفتك تحيا في بحور دمــاءِ

فَحَصَ الأطبةُ كلبةً محظوظة
تشكو فغطوا جسمهـا بغطاءِ

واستغرقوا في طِبِّهِم وعلومهـم
في دقة التشخيــص للأدواءِ

وهموم (جورجٍ) زَمْجَرَتْ في قلبه
فبدا بوجهٍ مظلمِ مُسْتَـــاءِ

ســألَ الأطبةَ عن علاج ناجعٍ
يأتي لكلبةِ حُبِّهِ بشــــفاءِ

قالوا جميـــعا بُرْؤهَا في قتلها
فورا وذلك في مكــان نائي

رفض الرئيس وَصِيِّـــةً طِبِّيةً
ورأى العــلاجَ تَغَيُّرَ الأجواءِ

مثل القيــام بجولةٍ مخصوصة
وزيارةٍ لمدينـــة (الزرواءِ)

وكذا الَتَّنَزُه بـ(الفراتِ) و(دجلة)
و(سبوت) تغطس في طَهُورِ الماءِ

ماتت (سبوتُّ) برغم ذلك فجأة
يا للمـــآسي أطبقت ببلاءِ

ماتت (سُبُوتُّ) وكل كلب ميت
يا (جورج) يفنى بعد طول بقاءِ

هذا عزائي للرئيــس وشعبه
ولكـــافة الحلفاء والفُرَقَاءِ

فمصابُ بوش في (سُبُوتِّ) مصابنا
هيا نقدم واجبـــا لعزاءِ !!