فريد ابراهيم حسين( المخرج السينمائي سمير نمر) 2
توفيق خليل
في الذكرى الربعة لرحلك ايها الاخ والصديق انني اتذكر واذكر ... الذين اختفت الذاكرة عندهم ...؟
ما اشد الموت وما أحقه على العباد وما أحقره وما أمرّه، و ما أقساه، يتحفنا الدهر احيانا بفقدان عزيزا وحبيبا فنهبه أفئدتنا و نملكه جوارحنا وحبنا ، ثم القدر يأتي و ينتزعه منا فجأة بلا شفقة و لا حنان ونحن ندور على سطح هذه الارض هيام ، والقدر حكمه قاطع أبديّ، لا يقبل شفاعة و لا فداء، و لا رجاء منا وحتى عندما يقع القدر ويكون القاء مع الموت لا ينفع رجاء عند اللقاء... لان العمر قد انتهى العمر انتهى .. هل هناك من يصدق ...؟
بين عشية وضحاها فقدناك ايها العزيز فريد يا ابن نينوى ، بينما كان الليل يحتضر أمس، يا ( سمير نمر ) كنت مميزا في نضالك منذ ان التحقة في الثورة الفلسطينية ، كنت ذكيا في صناعة الفلم ، الى انك كنت جذابا في مظهرك وشكلك، كنت رومانسيا عندما سافرت الى الاتحاد السوفييتي عرفت فيك العاطفة في بيروت وزادت العاطفة في قلبك اكثر عندما وصلنا الى موسكو ، وأبكيت من لا تستحق أن تبكي، و ها هي مسافات الفرقة تدق قلوب أصحابك و أحبابك ألما في بيروت عندما غادرتها الى موسكو ، ان اصحابك سواء أكانوا في نينوى مسقط رأسك ارضك التي تربيت بها وعليها الأبية أو في بيروت الصمود، أو في بلاد العرب في تونس وسوريا ومصر والجزائر والمغرب العربي ، أو بلاد الأصدقاء في اليونان وألمانيا حتى ننتهيبموسكو، ها هم يندبون عليك الحظ ويرتعشون لفراقك، ينسجون الحزن ويعانقون الدموع، فهم مهووسون لرؤيتك بعد ان اخطتفك القدر ، ومدرستك الابتدائية في نينوى تنتج أجيالا، وجامعتك الخالدة في بغداد تخّرج أفواجا، ومعلموك وكلّ من ربوك وكانوا سببا في تكوين شخصيتك الرائعة الدائمة الدقة. أتذكر يا فريد ،انك كنت معنا، تمشي معنا، تسهر معنا، تقضي وقتك معنا معنا، ففارقت الحياة نقول لك يا سمير ، ابق معنا، ابق معنا، لكنك لن تعود، كنت محبا دائما للعمل، سافرت،جربت، صنعت الفلم حصدت الجوائز من الهرجانات الدولية للسينما ، كانت أمنياتك عظيمة، كان طموحك لا ينتهي، فقدناك كمصورا سينمائيا ومخرجا مهندسا في عملك واب لانس وميسون ، ، خسرنا وما أجسم الخسارة فيك ، فقدنا أغلى ما نملك! فها هو انس وميسون ينتظر منك شوقا، يريدون كلماتك العطوفة الحنونة، واصحابك وهم كثر في مجال عملك السينمائي الموهوبين كانوا يرسمون كل الأشياء لتزيدها جمالا ورقة بدقة متناهية، أما الآن فترتسم على شفاههم الحسرة وآهات العذاب. اخوتكفي العراق سيموتون شوقا وسيذوبون اشتياقا، عاشوا وسهروا وتعبوا معك ليال وشهور وسنوات لتكون من أروع الشباب وأرقاهم، انتظروا حتى تصبح شابا يهوى العلم يحب الحياة، ألا يحق لهم أن يشتاقوا؟! أما أبوك يا فريد انتظر عودتك بشهادة العزّ والفخر والكبرياء، يتلهف لشهادة الكرامة، ناطرا ليراك نشما عائدا من الغربة رجلا وفيا مخلصا لأهله ووطنه وأحبابه، أما اليوم فهو يستقبلك بدار الاخرة بشهادة الوفاة، بشهادة الحق، بنعش مجلل بورود تجمع كافة الالوان الطيفية ...
إنك رجل وإنسان بكل معنى الكلمة، قامت بعملك على أكمل وجه بكل إخلاص وتفان وبكل طيبة ورحابة صدر، كنت تعمل بصمت وصبر وتؤدي عملك بكل إتقان لكل من يطلب منك على السواء كنت تعمل عملاً متواصلا من دون ملل ولا كلل حتى في ساعات راحته، كنت كالملاك الطاهر يشاركنا أفراحنا وأحزاننا•
فنراك في كل احتفال لأبنائنا الفلسطينيين تنتقل بوجهتك الطيب الحنون وبابتسامتك المعهودة لكل الحاضرين، تصور الأطفال والكبار بكاميراتك الشخصية من دون استثناء حتى ترضي الكل وتفرحهم وكنت تشاركنا أحزاننا وافراحنا وتزودنا بالمشورة وبالرأي السديد وكنت لنا كالأخ الكبير والأب الحنون•
وكنت كالحارس الأمين الذي لا يكل ولا يتعب، كنت الإنسان المؤمن بربه وبقضائه وكنت تواجه ااموت بصبر وإيمان، كنت تلبي الطلب حين نحتاجك في المهرجانات السينمائية الدولية كمهرجان طاشقند السينمائي ومهرجان لايبزغ السينمائي ومهرجان فارنا السينمائي ومعارضالصور والكرنفالات لمشاركتك مؤسسة السينما الفلسطينية المركزية في الاعلام الموحد وايضا في جميع الاحتفالات كما كنت تبادر العمل بصمت وإخلاص هذا هو ولاؤك كما عرفناك دائما•
لقد توفيت رحمة الله عليك في 28 / 4 / 2005م في بلدك الثانية تونس بين أهلك وعائلتك لكننا تمنينا لك ان تبقى معنا حتى اقامت الدولة الفلسطينية حتى نقدم لك التهاني بما قدمته من افلامك الوثائقية الجديد ولكننا لم نستطع لأنك فارقنا فراقاً طويلاً، ولكننا ما زلنا نراك في تاريخ افلامك ولا يفارقنا خيالك نراك خلف الكامره وبين الانقاض الذي كان يخلفها قصف طائرات العدو الاسرائيلي ، وخلف طاولة الونتاج وفي كل ركن من أركان بيروت ، فكنت قدوة للجميع بالتسامح وبالأخلاق الفاضلة، كنت حقا رجل السلام رحمة الله لك وعليك •
إنك إنسان لا نستطيع نسيانه ابداً، فلقد أعطيت وأجزلت العطاء وأفنىت العمر في عملك وأحبيته بكل إخلاص ولا يسعنا في هذا المقام إلا أن نسأل الله لنا ولأهلك الصبر والسلوان- ونطلب من الله أن يغفر لك ويرحمك رحمة واسعة ويسكنك فيسح جناته•
عملت بصمت وإخلاص واجهت الصعوبات والشدائد بصبر وإيمان وها أنت الآن رحلت عنا الى خالقك الكريم وتركتنا نعاني ألم فراقك تركتنا
يا عزيزنا.... سمير نمر لم ترحل عنك الابتسامة لا نستطيع نسيانك••
نبكيك دمعا غاليا لأنك تركت الجميع ونحن بحاجة ماسة إليك، نحن نبكيك جميعا، أما عدونا فيبتسم لبكائنا وحزننا ، ويرى في فجعنا عليك وفراقك منظرا من أجمل المناظر وأبهاها، لأنه يعلم ان هذه الدموع التي ترسلها أعيننا وراؤك والتي نسكبها فوق ضريحك، إنما هي ألسنة ناطقة بحبك وتعظيمك والاعتراف بوداعتك ونبلك وحسن صنيعك، إننا نحبك، بل نرسل الى تلك الروح الطبية التي رحلت إلى عالم لا نشعر به ولا ندركه، لقد رحلت الى حيث لا تراك عين، ولا تسمعك اذن، وعند قرأتكم هذا، لا تبكوه بل خلّدوه وارفعوا لروحه ترنيمة الشكر والعرفان بالجميل بدلا من ندبات الحزن والأسى، إن أردتم أن تخلدوه، خذوا من أخلاقه الصافية، أما أنا فلست أبكيك، لأنك حيّ في وجداني، كما كنت حي في وجدان البقاء.
يا أباانس، لا تحزن.. لأن بحزنك تريد إيقاف الزمن وحبس الشمس وإعادة عقارب الساعة، والمشي إلى الخلف و ردّ النهر إلى مصبّه، و كذلك يا أم انس العطوفة، لا تحزني وانتظري الفرج، لا تحزني وأنت تملكين الدعاء، وتجيدين وتحسنين الصلوة امام الله خالق الكون ..
إخوانك، أحبابك، أقاربك، أصحابك، أصدقاؤك، لا تحزنوا... ما دمتم تقرؤن و تسمعون هذه الكلمات، فإن العافية لا يعادلها شيء.
إن قضية فلسطين لن تموت، لأنها عقيدة في قلب كل من أحبك، فهل سمعتم أو قرأتم عن عقيدة يحملها الملاين يمكن أن تموت؟! إنا نموت في سبيل العقيدة والايمان بها وما ماتت عقيدة من أجل حياة إنسان.
نحن الذين سافرنا كثيرا.. وأحببنا كثيرا.. وتألمنا كثيرا.. وحدنا نستطيع أن نقدر المزايا المتشابكة لعواطف الرقّة، وأن نفهم ارتباط الحب الوثيق بالصداقة مع الشعوب .
ابكوا معي على أنفسنا لأننا ما زلنا في هذا العالم الفاني هذا العالم الذي اصبح الاخ يقتل اخيه ، في هذا البحر الهائج، افتش عن شاطئ السلام فلا اجده، تصارعنا أمواجه وتقف في وجوهنا كالجبال، ولا نستطيع أن نخترق موجها ، ولكنك يا سمير نمر اجتزت هذا البحر وحطمت أمواجه وأنزلتها رذاذا، فوجدت شاطئ السلامة. أبعد لهذا نبكيك؟! وها نحن لا نبكي أحدا سوى أنفسنا، وإن كان البعض يبكيك الآن، لأن مودتك مخلصة وعمق شخصيتك حلوة.
هكذا تنطلق سفّارات الإنذار ويحلق طائر الموت بأزيزه المرعب كطائرات العدو،وصلتنا أخبارك يا فريد ، كدنا نصدق ولا نصدّق كيف أن الغيمة الباهرة في سماء نينوى وفلسطين هوت، بعدما كانت شامخة في الأفق للنهاية...
فلا شلّت يداك أيها الموت، وكيف اختطفت من بيننا زهرة الفضل الزاهرة؟ إلى جنات الخلد يا فريد ابراهيم حسين سمير نمر ) انت واخوانك هاني جوهريه ( ابو فخري ) ومطيع ابراهيم تاصر ( ابو مصطفى ) وعبد الحافظ الاسمر ( ابو محمد ) ....
فريد ابراهيم حسين سمير نمر 2
في الذكرى الربعة لرحلك ايها الاخ والصديق انني اتذكر واذكر ... الذين اختفت الذاكرة عندهم ...؟
ما اشد الموت وما أحقه على العباد وما أحقره وما أمرّه، و ما أقساه، يتحفنا الدهر احيانا بفقدان عزيزا وحبيبا فنهبه أفئدتنا و نملكه جوارحنا وحبنا ، ثم القدر يأتي و ينتزعه منا فجأة بلا شفقة و لا حنان ونحن ندور على سطح هذه الارض هيام ، والقدر حكمه قاطع أبديّ، لا يقبل شفاعة و لا فداء، و لا رجاء منا وحتى عندما يقع القدر ويكون القاء مع الموت لا ينفع رجاء عند اللقاء... لان العمر قد انتهى العمر انتهى .. هل هناك من يصدق ...؟
بين عشية وضحاها فقدناك ايها العزيز فريد يا ابن نينوى ، بينما كان الليل يحتضر أمس، يا ( سمير نمر ) كنت مميزا في نضالك منذ ان التحقة في الثورة الفلسطينية ، كنت ذكيا في صناعة الفلم ، الى انك كنت جذابا في مظهرك وشكلك، كنت رومانسيا عندما سافرت الى الاتحاد السوفييتي عرفت فيك العاطفة في بيروت وزادت العاطفة في قلبك اكثر عندما وصلنا الى موسكو ، وأبكيت من لا تستحق أن تبكي، و ها هي مسافات الفرقة تدق قلوب أصحابك و أحبابك ألما في بيروت عندما غادرتها الى موسكو ، ان اصحابك سواء أكانوا في نينوى مسقط رأسك ارضك التي تربيت بها وعليها الأبية أو في بيروت الصمود، أو في بلاد العرب في تونس وسوريا ومصر والجزائر والمغرب العربي ، أو بلاد الأصدقاء في اليونان وألمانيا حتى ننتهيبموسكو، ها هم يندبون عليك الحظ ويرتعشون لفراقك، ينسجون الحزن ويعانقون الدموع، فهم مهووسون لرؤيتك بعد ان اخطتفك القدر ، ومدرستك الابتدائية في نينوى تنتج أجيالا، وجامعتك الخالدة في بغداد تخّرج أفواجا، ومعلموك وكلّ من ربوك وكانوا سببا في تكوين شخصيتك الرائعة الدائمة الدقة. أتذكر يا فريد ،انك كنت معنا، تمشي معنا، تسهر معنا، تقضي وقتك معنا معنا، ففارقت الحياة نقول لك يا سمير ، ابق معنا، ابق معنا، لكنك لن تعود، كنت محبا دائما للعمل، سافرت،جربت، صنعت الفلم حصدت الجوائز من الهرجانات الدولية للسينما ، كانت أمنياتك عظيمة، كان طموحك لا ينتهي، فقدناك كمصورا سينمائيا ومخرجا مهندسا في عملك واب لانس وميسون ، ، خسرنا وما أجسم الخسارة فيك ، فقدنا أغلى ما نملك! فها هو انس وميسون ينتظر منك شوقا، يريدون كلماتك العطوفة الحنونة، واصحابك وهم كثر في مجال عملك السينمائي الموهوبين كانوا يرسمون كل الأشياء لتزيدها جمالا ورقة بدقة متناهية، أما الآن فترتسم على شفاههم الحسرة وآهات العذاب. اخوتكفي العراق سيموتون شوقا وسيذوبون اشتياقا، عاشوا وسهروا وتعبوا معك ليال وشهور وسنوات لتكون من أروع الشباب وأرقاهم، انتظروا حتى تصبح شابا يهوى العلم يحب الحياة، ألا يحق لهم أن يشتاقوا؟! أما أبوك يا فريد انتظر عودتك بشهادة العزّ والفخر والكبرياء، يتلهف لشهادة الكرامة، ناطرا ليراك نشما عائدا من الغربة رجلا وفيا مخلصا لأهله ووطنه وأحبابه، أما اليوم فهو يستقبلك بدار الاخرة بشهادة الوفاة، بشهادة الحق، بنعش مجلل بورود تجمع كافة الالوان الطيفية ...
إنك رجل وإنسان بكل معنى الكلمة، قامت بعملك على أكمل وجه بكل إخلاص وتفان وبكل طيبة ورحابة صدر، كنت تعمل بصمت وصبر وتؤدي عملك بكل إتقان لكل من يطلب منك على السواء كنت تعمل عملاً متواصلا من دون ملل ولا كلل حتى في ساعات راحته، كنت كالملاك الطاهر يشاركنا أفراحنا وأحزاننا•
فنراك في كل احتفال لأبنائنا الفلسطينيين تنتقل بوجهتك الطيب الحنون وبابتسامتك المعهودة لكل الحاضرين، تصور الأطفال والكبار بكاميراتك الشخصية من دون استثناء حتى ترضي الكل وتفرحهم وكنت تشاركنا أحزاننا وافراحنا وتزودنا بالمشورة وبالرأي السديد وكنت لنا كالأخ الكبير والأب الحنون•
وكنت كالحارس الأمين الذي لا يكل ولا يتعب، كنت الإنسان المؤمن بربه وبقضائه وكنت تواجه ااموت بصبر وإيمان، كنت تلبي الطلب حين نحتاجك في المهرجانات السينمائية الدولية كمهرجان طاشقند السينمائي ومهرجان لايبزغ السينمائي ومهرجان فارنا السينمائي ومعارضالصور والكرنفالات لمشاركتك مؤسسة السينما الفلسطينية المركزية في الاعلام الموحد وايضا في جميع الاحتفالات كما كنت تبادر العمل بصمت وإخلاص هذا هو ولاؤك كما عرفناك دائما•
لقد توفيت رحمة الله عليك في 28 / 4 / 2005م في بلدك الثانية تونس بين أهلك وعائلتك لكننا تمنينا لك ان تبقى معنا حتى اقامت الدولة الفلسطينية حتى نقدم لك التهاني بما قدمته من افلامك الوثائقية الجديد ولكننا لم نستطع لأنك فارقنا فراقاً طويلاً، ولكننا ما زلنا نراك في تاريخ افلامك ولا يفارقنا خيالك نراك خلف الكامره وبين الانقاض الذي كان يخلفها قصف طائرات العدو الاسرائيلي ، وخلف طاولة الونتاج وفي كل ركن من أركان بيروت ، فكنت قدوة للجميع بالتسامح وبالأخلاق الفاضلة، كنت حقا رجل السلام رحمة الله لك وعليك •
إنك إنسان لا نستطيع نسيانه ابداً، فلقد أعطيت وأجزلت العطاء وأفنىت العمر في عملك وأحبيته بكل إخلاص ولا يسعنا في هذا المقام إلا أن نسأل الله لنا ولأهلك الصبر والسلوان- ونطلب من الله أن يغفر لك ويرحمك رحمة واسعة ويسكنك فيسح جناته•
عملت بصمت وإخلاص واجهت الصعوبات والشدائد بصبر وإيمان وها أنت الآن رحلت عنا الى خالقك الكريم وتركتنا نعاني ألم فراقك تركتنا
يا عزيزنا.... سمير نمر لم ترحل عنك الابتسامة لا نستطيع نسيانك••
نبكيك دمعا غاليا لأنك تركت الجميع ونحن بحاجة ماسة إليك، نحن نبكيك جميعا، أما عدونا فيبتسم لبكائنا وحزننا ، ويرى في فجعنا عليك وفراقك منظرا من أجمل المناظر وأبهاها، لأنه يعلم ان هذه الدموع التي ترسلها أعيننا وراؤك والتي نسكبها فوق ضريحك، إنما هي ألسنة ناطقة بحبك وتعظيمك والاعتراف بوداعتك ونبلك وحسن صنيعك، إننا نحبك، بل نرسل الى تلك الروح الطبية التي رحلت إلى عالم لا نشعر به ولا ندركه، لقد رحلت الى حيث لا تراك عين، ولا تسمعك اذن، وعند قرأتكم هذا، لا تبكوه بل خلّدوه وارفعوا لروحه ترنيمة الشكر والعرفان بالجميل بدلا من ندبات الحزن والأسى، إن أردتم أن تخلدوه، خذوا من أخلاقه الصافية، أما أنا فلست أبكيك، لأنك حيّ في وجداني، كما كنت حي في وجدان البقاء.
يا أباانس، لا تحزن.. لأن بحزنك تريد إيقاف الزمن وحبس الشمس وإعادة عقارب الساعة، والمشي إلى الخلف و ردّ النهر إلى مصبّه، و كذلك يا أم انس العطوفة، لا تحزني وانتظري الفرج، لا تحزني وأنت تملكين الدعاء، وتجيدين وتحسنين الصلوة امام الله خالق الكون ..
إخوانك، أحبابك، أقاربك، أصحابك، أصدقاؤك، لا تحزنوا... ما دمتم تقرؤن و تسمعون هذه الكلمات، فإن العافية لا يعادلها شيء.
إن قضية فلسطين لن تموت، لأنها عقيدة في قلب كل من أحبك، فهل سمعتم أو قرأتم عن عقيدة يحملها الملاين يمكن أن تموت؟! إنا نموت في سبيل العقيدة والايمان بها وما ماتت عقيدة من أجل حياة إنسان.
نحن الذين سافرنا كثيرا.. وأحببنا كثيرا.. وتألمنا كثيرا.. وحدنا نستطيع أن نقدر المزايا المتشابكة لعواطف الرقّة، وأن نفهم ارتباط الحب الوثيق بالصداقة مع الشعوب .
ابكوا معي على أنفسنا لأننا ما زلنا في هذا العالم الفاني هذا العالم الذي اصبح الاخ يقتل اخيه ، في هذا البحر الهائج، افتش عن شاطئ السلام فلا اجده، تصارعنا أمواجه وتقف في وجوهنا كالجبال، ولا نستطيع أن نخترق موجها ، ولكنك يا سمير نمر اجتزت هذا البحر وحطمت أمواجه وأنزلتها رذاذا، فوجدت شاطئ السلامة. أبعد لهذا نبكيك؟! وها نحن لا نبكي أحدا سوى أنفسنا، وإن كان البعض يبكيك الآن، لأن مودتك مخلصة وعمق شخصيتك حلوة.
هكذا تنطلق سفّارات الإنذار ويحلق طائر الموت بأزيزه المرعب كطائرات العدو،وصلتنا أخبارك يا فريد ، كدنا نصدق ولا نصدّق كيف أن الغيمة الباهرة في سماء نينوى وفلسطين هوت، بعدما كانت شامخة في الأفق للنهاية...
فلا شلّت يداك أيها الموت، وكيف اختطفت من بيننا زهرة الفضل الزاهرة؟ إلى جنات الخلد يا فريد ابراهيم حسين سمير نمر ) انت واخوانك هاني جوهريه ( ابو فخري ) ومطيع ابراهيم تاصر ( ابو مصطفى ) وعبد الحافظ الاسمر ( ابو محمد ) ....