قوارير


قارورة الحبر
يُطوقُني التحديقُ
وما بجَنبي غيرُ
ذاتٍ أجرُفُها
أحقنُها
بجُرعةٍ هَوى الطير
أرمِّمُ بها وجعا مائلا كيَمام البُرج
أنفثُ زفراتٍ حمراءَ
خضراءَ
زرقاءَ
بلون الحمائم
قوسا سابحا في السماء
أو كالحبر المرجُوح
قطرةً
قطرةً
يَدُلُّني
إلى أين
يتوالى بي دائخاً
هذا المدادُ
إلى أين؟
..
لا إلى أنا ولا إلى أنا
..
قارورة العطر
إذا يُؤرِّقُني التشبيهُ
أعودُ إليكِ _أمّي
أشمُّ لُغة المجاز
تتناهى لي ألغازها في رقصٍ
كخيط دُخان
يُشبهُ لون الزّجاج
اسما مبنيا على بوح العطر
..
أو سمكة تقبِّلُ وجنة بحرغامقٍ
ضحلِ العتمَة
..
أقولُ :
زينبُ لي
مريمُ والفراشات
قارورة الخمر
فَإذا ما أبصِرُ حقا يقيني
عيناكِ ترفرفان حول كُروم شتى
تسري
بجلاء الدفء
وجلاله
في سُموق الكبرياء
مفاصلي
تعدُو بها كائناتٌ حَيارى
تضجُّ
بماء الحياة
الحبيب ارزيق