منذ 15 عام كان تهديد إيران بضربات عسكرية شائع وقتها لكنه اختفى منذ فترة فما السبب؟ حتى في ظل التصعيد الحالي لم يحدث تهديد بالضرب والكلام كله عن نزاع عسكري


تطور العنوان من (ضربة عسكرية) إلى (نزاع عسكري) له دلالات


الضربة تكون موجهة لطرف ضعيف غير قادر على الرد أو الدفاع بنفس قوة الضربة، إنما النزاع يعني ثمة تكافؤ قوى أو شعور بقوى خفية غير معلومة يمكن أن تتورط، والاحتمال الثاني يعني توسيع الحرب لتصبح إقليمية بنظام المحاور يمكن أن تتطور إلى عالمية في ظل التصعيد وخفض الخطاب الدبلوماسي لصالح الصقور


مبدئيا: نزاع عسكري خليجي أمريكي إسرائيلي ضد إيران معناه دخول حزب الله المعركة بشكل مؤكد ، ثم تسخين جبهتي سوريا وغزة، الآن بدأت جبهة سوريا تسخن وهذا مخطط له بالتوازي مع الضغط على إيران، يعني يحتمل أن صاحب قرار تسخين جبهة سوريا الآن هو الذي في صالحه إضعاف أمريكا وتشتيت قوتها بوضع جنودها في الشرق الأوسط كأهداف، والمؤكد أن هذا الطرف إما روسيا أو إيران


سير المعركة بهذا الشكل يشعل الأحقاد الطائفية لتتطور على شكل مواجهات شعبية أو صدام شيعي مع السلطات وأقرب الدول المرشحة لهذا الصدام ( الكويت البحرين والسعودية) علاوة على نشاط الأحزاب العراقية المرتبطة بالحرس الثوي الذي من المؤكد دخولهم المعركة إما على مراحل أو بطريقة حاسمة يسيطروا فيها على القرار العراقي كليا، وهذا يظل أكبرهاجس يخيف الأمريكان أن الحرب الآن تعني سيطرة إيران كليا على العراق بحجج وهواجس كالدفاع عن مراقد آل البيت والشيعة ومؤامرات الغرب لإحياء الوهابية مرة أخرى بعد تضررها بسبب داعش.


كل هذا شئ وامتلاك إيران القوة شئ آخر، لديهم صواريخ إس300 منشورة حول المواقع النووية والحساسة، أي قصة تدمير مفاعلات إيران بنفس طريقة تدمير مفاعلات سوريا والعراق من قبل غير ممكن، هذه منظومة يمكنها تدمير أكثر من40 هدف في وقت واحد، بخلاف منظومات باور وصياد وأفار كلها صواريخ دفاع جوي متقدمة تصنيع محلي


موضوع هرمز وباب المندب لا يعد قوة عسكرية إنما سلوك ردع يستعمل للضرورة القصوى اللي يتم تحديدها بناء على حجم التهديد للنظام الإسلامي، يعني باختصارهذه مضايق ستغلق في حين لو شعر النظام الثوري بالخطر، وقصة تكليف الحرس الثوري لتلك المهمة تشرح كل شئ، الحرس فقط هو المكلف مدعوما من40 مليون مقاتل باسيج في الاحتياط


نفهم من ذلك كيف تطور المصطلح من ضربة إلى نزاع، هذا كان له تأثير سلبي في العقلية الإسرائيلية اكتسبوه مع توالي المواجهات مع حماس وحزب الله وعجز الجيش الإسرائيلي معهم عن الحسم، فهم يدركون أن تلك المواجهات صورة مصغرة لمواجهة إيران وأكثر ما يخشوه هو الحرب الطويلة، لذلك لو لم يملكوا القوة الحاسمة للسيطرة والتحكم في مجريات المعركة سريعا يصبح الوضع خطيرا عليهم وبالتالي تحولت فكرة الضربة العسكرية من ورقة تهديد إلى عبء انخفضوا بها فورا لمجرد مفاوضات بعيدا عن العرب وانتهت قصة تدمير إيران من مخيلة القادة العسكريين في الغرب، اللهم إذا اشتعلت المعركة وتطورت حينها لكل حادث حديث