أكثر المستفيدين من القمة العربية المقبلة هو (الحوثي)


يضرب المملكة ثم توجه أصابع الاتهام لقوة إقليمية لا طاقة للمملكة بها، يستنزف قوة رد فعل أعدائهم بتصريحات وإدانات لا تؤثر على موقفه الميداني الذي يتوسع كل يوم..


أنظروا.. يفترض بعد الإعلان عن القمة أن يرتدع ويخاف لكن الرد جاء سريعا (ضرب مطار نجران) مرتين..


الحوثي اليوم صار قوة لا يستهان بها أخذت بعدها العسكري في جيشه وبعدها الأخلاقي في انتماءه لليمن وتصوير نفسه كمدافع ومقاوم ضد الاحتلال، نجح في غضون ٤ سنوات حرب أن يفرض نفسه وشروطه على ١٠ دول أكبر منه في كل شئ إلا العقيدة.


يستثمر جيدا في أجواء المنطقة حتى أصبح حشد أعدائه لحلفائه محرجا لهم كما حدث مع فلسطين والأردن ومصر، فسياسيا أصبح حضور هذه الدول للقمة العربية للحشد ضد إيران في ظل مفاوضات صفقة القرن محرجا لهم ومففكا لسلطانهم ويُضعفهم إقليميا


ملك السعودية لم يتصور وصول المنطقة لهذا الوضع، إنه مريض ومعزول عن العالم تاركا دولته في أيدي حفنة من الجهلة يديرونها بمنتهى السذاجة.. لدرجة توريط البلد في قتل صحفي مشهور في السفارة، والظن بأن الحرب مع إيران وحصار شعبها سيؤمن له الدولة ويضمن له الانتصار في اليمن، ولو كان ذلك صحيحا لتحقق في ظل الاتفاق النووي لا إلغائه


فالاتفاق عمليا هو الذي حجّم إيران عن التدخل في اليمن بقوة.. الآن زالت التحفظات بشكل قد يصبح فيه الحوثي مع إيران محور وإن لم يكونوا حلفاء، فضربات اليمنيين ضد المملكة عموما تستفيد منها إيران بشكل وظيفي ليس بالضرورة تنسيق وحداتهم كما كان يحدث في الحروب العالمية، فاليابانيين كمثال لم يكونوا حلفاء الألمان لكن الحرب فرضت عليهم حرب عدو واحد.. كذلك الروس لم يكونوا حلفاء للأمريكان لكن الحرب فرضت عليهم العداء لهتلر..


تشكيل المحاور في الحروب يلزمه ادعاءات وأكاذيب وعدوانية تسهل من جمع خصومك ضدك، البشر هكذا في الحرب يكونوا أغبياء.. وذكائهم الوحيد يحدث في كيفية هروبهم من المعركة أو وقفها والتفاوض للحد من الخسائر..


أتمنى أن تفيق المملكة من هذا الكابوس فشعبها الشقيق لا طاقة له بحرب في ظل انفتاح (شكلي) وأزمة اقتصادية تتعقد كل يوم وتهديد لمصدري الحياه الوحيد لهم (الماء والنفط)