عصافير الشرفة
مصطفى الزايد

يـا شـقـيـقَ الآهِ في قـلـبٍ تمـلّـى ... في عـيـونِ الحُـسـنِ لمّا أنْ تجلّى

فرأى روضـاً يمـدُّ الـزّهرَ وعـداً
... لا سـهـامـاً تبـتغي سـلـبـاً وقـتــلا

إن يـكُ الإعـراضُ والـصـدُّ دلالاً
... فـلَـعـمري أنت أولـى الـنـاسِ دلّا

غـيـرَ أنّ الحُـسـنَ لـلـجـودِ قريـنٌ
... لا يُـرى فـيـه كـمـالُ الفـضـلِ إلّا

فابتسـمْ هـذا طموحي لسـتُ أبغي
... يا حبيبَ العمـرِ منكَ اليـومَ بَـذلا

إنّـهـا الـبـسـمةُ أغـلـى أمـنـيـاتـي
... قـبـل أن يُصبحَ لي روضُكَ حِـلّا

فـاذا طـارتْ عـصافـيرُ اشـتـياقي
... نحـوَ شُـرفاتِكَ قـلْ أهـلاً وسـهـلاً

وانــثـرِ الحُـبَّ لـهـا كـالحَبِّ لـمّـا
... لعـصـافـيـرٍ تـدانتْ مـنـكَ جَـفـلى

فرسولُ الوجدِ مضنىً فهو أولـى
... مـنـــكَ بـالأوّلِ مـنـهـا ثـــمّ أولـى

قـلْ حبيبي عـلّـني أصحـو فـقلبي
... في مـدى عينيـكَ لمّا طـافَ ضلّا

كـان هـذا العـمرُ قـفـراً والتـقـيـنا
... فـغــدا مــاءً وأشــــجـاراً وظـــلّاً

إنّ لـلـقـلـبِ أمـــانيَّ عـظـــــامــاً
... أنتَ أرجـاهـا على البُعـدِ وأحـلى

* * *