مؤتمر المنامة بين الاخفاق والنجاح

"قواعد اللعبة ""

ثمة ماهو يدعو لعدة وقفات من التعجب تجاه الذين تصوروا انهم افشلوا مؤتمر البحرين وافشلوا صفقة القرن لمجرد انهم رفضوا او بعض من مئات احتجوا بشكل غير شعبي وموجه هنا وهناك او مؤتمر خجول عقد هنا او هناك ايضا ً ، وهنا اتسأل اذا كانت صفقة القرن ومؤتمر البحرين أُسقط ومن يقول ان الفلسطينيين غير حاضرين نقصد هنا التيار الرسمي الذي يمثل الفلسطينيين على مدار عدة عقود ، وهنا نستطيع ان نقول بعد ان اغلقت امريكا مكتب منظمة التحرير في نيويورك واعتبار ان منظمة التحرير منظمة ارهابية كما هو قرار الكونغجرس الامريكي وبعد ان قطعت كل حبال الاتصال على الاقل المعلنة سياسيا ودبلوماسيا بين السلطة وامريكا والتصور الامريكي لمرحلة جديدة بخطوط سياسية وامنية واقتصادية جديدة هل نستطيع ان نؤكد او نقول ان الامريكان والاسرائيليين ودول اقليمية مازالت متمسكة بتلك القيادة التي تمثل الفلسطينيين ام تستوجب المرحلة في وجهة نظرهم قيادة جديدة لمرحلة جديدة وبخطوط سياسية جديدة وامنية ايضا ً ، يتم ترويض العقل الفلسطيني لها ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا وحالة الفوضى المنتشرة في الضفة الغربية ومراكز القوى والسلاح وتمرد كثير من رجال الاعمال على برنامج السلطة وتمثيلها وتشكيل احزاب جديدة تطالب بالتكامل الاقتصادي مع اسرائيل ، بل الى ابعد من ذلك الى ضم الضفة الغربية والبعض يقول ان خيار الدولتين قد فشل في اعطاء حق وادنى حق للشعب الفلسطيني ، اذا ً لماذا لا يذهب الفلسطينيين الى دولة واحدة يناضلون من اجلها لتثبيت حقهم على الارض وانهاء قانون القومية الاسرائيلي وهم يعتبرون ذلك ضربة في عنق المشروع الاسرائيلي وان بدأت بالتلاحم الاقتصادي والثقافي والاجتماعي .

ولكن للان الفلسطينيين لا يعرفون ماذا يريدون ولا كيف يسيرون في مفترقات الطرق التي تحتم من نقطة ارتكاز في تفرعاتها ان يعرفوا الاتجاهات الاربع ، ومازال برنامجهم جامدا ً على ما يسمى حل الدولتين الذي أُعدم وقبره على ارض الواقع وخلق مناخات ثقافية كثيرين يلاحظونها في الضفة الغربية لو خيروهم بين بقاء السلطة وواقع جديد مع الاحتلال لما تاخروا لحظة واحدة في الخيار الاخر ومن هنا انطلق اشرف الجعبري في حزبه ونظريته التي هي تطوير كبير عن روابط القرى التي دعا اليها والده سابقا ً .

امام الشعب الفلسطيني مهمة صعبة ومعقدة وتحتاج برنامج عمل متكامل لكي يقول هذا الشعب انهم اسقطوا مؤتمر المنامة واسقطوا صفقة القرن ، ومن هنا نشير للرئيس الامريكي ترامب ومستشاريه غرينبلات وكوشنير الذي يخوض حرب وانقلاب اقتصادي وتغيير في سياسة الولايات المتحدة الامريكية تجاه الازمات الدولية والتي اعتقد ان كلها مترابطة من الصين الى الشرق الاوسط الى كوريا الشمالية ، هي ثورة امريكية لحماية الدولار وحماية امن اسرائيل وتدجين ايران لتوازنات في مراكز القوى في منطقة الشرق الاوسط وهنا هذا المصطلح الجديد الذي تم تناوله الشرق الاوسط الجديد وليس المنطقة العربية او الجغرافيا العربية ، اي بوجود قوى اخرى في المنطقة وهي قوى اقليمية مثل اسرائيل وايران وبالتالي مسحت جغرافيا وسياسيا ببحارها وبرارها المنطقة العربية ، ما علينا الان في هذا الموضوع ولان الخوض فيه كبير جدا ً ..

مؤتمر البحرين او المنامة حقق الشروط والمعاني الاعتبارية والمادية بركائزها السياسية والامنية في المنطقة ، وخاصة اذا ما وضعنا في داخل هذا المربع تصريحات غرينبلات وكوشنير عن مستقبل الشعب الفلسطيني ومستقبل الشرق الاوسط ، ولذلك ما حققه مؤتمر المنامة :-

1 – الحضور العربي على ارتكازات واضحة للسياسة الامريكية والتي اقر فيها العرب موت المبادرة العربية وموت قرار التقسيم عام 1947 الذي منح 53% دولة لاسرائيل و44 % دولة فلسطينية والقدس وبيت لحم مدولة .

2 – بالحضور العربي نسف قرار التقسيم وحق عودة للاجئين والقرار 194 .
3 – بالحضور العربي نسف حل الدولتين ونسف القرار 242 و 338 .
4 – بالحضور العربي تم نسف قرار الجمعية العامة الاعتراف بدولة فلسطينية على حدود 1967 رقم 19/67 29 نوفمبر 2012
5 – من الصعب التكهن بما تم الاتفاق عليه بين المجتمعين على الطاولات الثنائية في ظل تكتيم على ما تم التوصل اليه ولكن قد نشير هنا الى ان الاختراق يتم عبر منظومة التعامل الانساني مع الواقع الفلسطيني وكما اشارت بعض الانباء على اقامة مستشفى على حدود غزة مع الارض المحتلة في منطقة ايرز على 42 دونم لاكتر من 60 تخصص وقسم ، اذا يمكن ان يكون النفاذ ولن تتوقف حالة الاختراق وتغيير المجتمع بالمنظور الانساني والثقافي والمعيشي من خلال عدة مشاريع حيوية واقامة مناطق صناعية وهي بالتاكيد مفتاح التغيير السياسي .
اي هنا نستطيع القول يجب ان نقف بحذر شديد من ما قاله كوشنير ما اقل من دولة واكثر من حكم ذاتي وكذلك تصريح غرينبلات الذي يتحدث عن ان المناطق التي تحتلها اسرائيل هي مناطق متنازع عليها وليست محتلة وهنا نشير ايضا ً بان ما طرحه غرينبلات ليس بجديد منذ ان اقرت منظمة التحرير التفاوض المباشر مع الاسرائيليين وعدم الرجوع للمرجعيات الدولية والقرارات ذات الصلة واهمها القرار 194 ، فالتفاوض المباشر كان يعني انها ارض متنازع عليها وتخضع لنظرية الامن الصهيوني كازمة داخلية على داخل ما يسمى الارض الاسرائيلية .

اذا ً كيف يمكن ان نقول اننا اسقطنا مؤتمر البحرين وكيف يمكن ان نقول اسقطنا صفقة القرن بمجرد الرفض والبيانات والادانة والاستنكار مالم يتم حشد كل طاقات الشعب الفلسطيني على كافة المستويات ليخلق حالة تمرد واهمها العصيان المدني والمظاهرات المليونية ولا اعتقد ان حل السلطة مفيد الان ، ولا اعتقد ايضا ان كل القرارات التي اتخذها المجلس المركزي سابقا والذي كان من المهم ان تنفذ في وقتها ذات جدوى الان والايام حبلى بما سياتي .

بقلم / سميح خلف