توجها بسيارتهما نحو شاطئ وادي مريزيك...ركناها قرب مدخل تلفه بعض بقايا الغابة.ترجلا.هي تحمل حقيبة اليد باليسرى وتمسك بكسوتها الجميلة الحريرية هدية من صديقتها نجاة من الديار البلجيكية، تكشف قليلا عن جزء من ساقها...وهو يمشي سامقا، يحمل كرسيين ومظلة بخطوط بيضاء وسماوية اللون..يتقدمها خطوات وهي تتقفى أثره ...تنتعش بروائح البحر بقدر ما تقترب منه وبدف الرمال تتكسر تحت قدميها...يغرز هو عصا المظلة بالرمال المبللة، فيما تتنصل هي من حذائها المطاطي الابيض، وتمشى خطوات نحو البحر..تلمح أمواجه كالطود تقترب نحو الشاطئ، تتدفق بغزارة على جزء من قدميها الحافيين تهوي أكوام الرمال تحت قدميها الحافيين، تتكرر الأمواج.. تلمح عبابها بهيا كقطع قطن أبيض ناصع...تتوقف عن المشي نحوها...تلمح أفقا بعيدا تتخيل سين بكرها في مركب يلوح بيده باسما كعادته.وكل اخواته واخوتها يستقبلنه..وكل الغائبين
آه من الغياب /الحاضر دوما في الوجدان!..وهذه قطعة من زبد البحر تتكوم وتحوم في الفضاء كفرخ تاه عن سربه ، ثم تتوجه نحوها، تحط على شفتيها تبللها ...بلطف... لا يندثر...
تعود للمظلة تجده قد عاد من البحر مبللا ماسكا بمنديل مزركش يمسح شعره وكتفيه ...تقترب منه لما يبتسم لها... تضع رأسها لحظة على صدره، يربث على كتفيها...تتهاوى على كرسي...تسرح مع شريط حياتها الماضية بالبحر الذي كانت تخاف منه... أضحى إلفها...
أم سعد
شتنبر2019