«فَـسْـبَـكـة»


«فَـسْـبَـكْتُ» حتّى قيلَ ليـسَ بِمُـرْعَـوٍ
واسْــتَجْـهَـلَـتْـني زوجَـتي وصِغـاري


يَـتـهـامَـســونَ؛ أعـاشـــقٌ أم غــارقٌ
في بحـرِ «شــابـكـةٍ» بغـيـرِ قَــرارِ؟


شَـغَـلَـتْـهُ عـنـا الـناشـراتُ مشـاعـراً
بِحــلاوةِ الـمـنــثـــورِ والأشـــــعــارِ


أم ثـلَّـــةٌ يـتـنـاظــرونَ، حِــوارُهُــــمْ
فـي الـدِّيـنِ أو فـي مـنـهـجِ الـثُّــوّارِ؟


مـا كـانَ يجـذبُـهُ المسـلسـلُ أو يُـرى
مـتـمـاهـيـاُ مـع نـشــرةِ الأخـبــــارِ!


والـيـومَ أصـبـحَ سـاهـماً في شـاشـةٍ
ويــداهُ تَـسْــتَـبـقـانِ فـي الـمـضـمـارِ


والـلـوحـةُ السَّـوداءُ تُـصْـدرُ نَـغْـمـةً
كَـتَســاقـطِ الأمـطـــارِ فـوقَ جِـــرارِ


ويكـادُ يـدخــلُ في الـجـهـازِ تـدانـيــاُ
وعـيـونُـهُ مـشــــــدودةُ الأنـظــــــارِ


ونَـمُــرُّ مـن قـربٍ فــلا يـدري بـنــا
وكــأنــه فـــــرداً ثـــوى بــقــفـــــارِ


نـدعـوهُ إن حضر العَشـاءُ فَـيسـتوي
كـالصَّـقْـرِ تَـكْـشِــفُـهُ يــدُ الـصـقَّــارِ


ويـقــولُ إنـي قــــادمٌ فَـتَـصـبَّــــروا
هـي لـحـظـةٌ يـا أجـمـــلَ الأزهـــارِ


ويَـمُــرُّ وقـتٌ كـي نـعـيـــدَ نـــــداءهُ
فـيـقــومَ كـالـمَـفـكـوكِ بَـعْــدَ إســـارِ


مُـتَـرَنِّـحـــاً مُـتَـقـاعِـســــاً وكــأنّــما
قـد جــاءَ مـن مُـســتـودعِ الـخَـمّـــارِ


فيصيبُ في صمتٍ ويمضي عاجـلاً
لـيـقـيـــمَ بـيــنَ مُـراكَــمِ الأسْـــطـارِ


أمــا الـصَّـــلاةُ فـإنَّـهـــا مَـوقـــوتــةٌ
إلا لــــديـــــهِ بـآخـــــرِ الأطـــــوارِ


وإذا ســــألْـنـا حـاجــةً فَـإشـــــــارةٌ
مـفـهـومـــةٌ تـكـفـي لِـمَـنْــعِ حِـــوارِ


«ما شئتَ خُذْ»، و«افْعَلْ»، وَ«رُحْ»
بِـهـــدوءِ صـيــــادٍ لـــدى الأوكــارِ!


وإذا خـلــوتُ إلـيـهــمُ فـي ســــاعـةٍ
فَـغَـــريْـبُ دارٍ بـيــنَ أهـــلِ الــــدَّارِ


تَعـلـيـمُـهـمْ، إرشــادُهُـمْ، تـوجـيهُـهُـمْ
أهْـمـلـتُــها وشُـــغِـلْـتُ بـالأغـيــــــارِ


ونسـيـتُ في الغـفـلاتِ صَوْنَ أمانـةٍ
وُكِـلـتْ إلـــــــــيَّ بـــأوَّل الأدوارِ


مَـعْـنـى الأبُــوَّةِ أن تـكـونَ مُـرَبِّـيـــاً
لا والـــــداً أو مُـنْـفِــقَ الــدِّيــنــــــارِ


إنْ رَبَّتِ الـشّـاشـاتُ مَـنْ أهْـمَـلـتُـهُـمْ
لـم أجْــنِ غَـيْــرَ نـدامــةٍ وصَـغــــارِ


يا أيُّـهـذا «الـفَـيْسَـبُـوكُ» سَــلَـبْـتَـنـي
عَـقـلي فَـوَلِّ فـلـسـتَ مِـنْ سُـــمّاري


لـكَ كُــلَّ يـــومٍ ســـاعـةٌ وكـفى بـهـا
رَيّـــاً مــن الأخـبــــارِ والأســـــرارِ


فَـالْــزَمْ ولا تُـغْـــرِ الـفُـــؤادَ بِــــرِدَّةٍ
بـعـدَ الـمَـتـابِ بِـــرَنّـةِ الإشْـــــعــارِ


واقْـنَــعْ فـلـمْ أغْـبِـنْـكَ يــومَ تَـنَـبُّـهـي
في صَحْـوةٍ قبـلَ انْقـضاضِ جِـداري


وَكَـمِ الْـتَـزَمْتُ قـراراً اسْـتَـحْـدثْــتَــهُ
طَـوعـاً فَـكـافِـئْ بـاحْـتـرامِ قــراري


مصطفى الزايد