قمع فكري


تقومُ محابرٌ، وتنام كسلى
يراعاتٌ بروح الشعر حبلى


فينسكب المداد بلا معانٍ
ليرسم شوكة أو زهر دفلى


ينازعْن البنفسج في عيونٍ
عن العطر المؤمل كنٌّ غفلى

وردْنَ مياهَ مَدينَ فارهاتٍ
وعُدْنَ بغير ريٍّ منه جفلى


وصفّق آلُ فرعونَ ابتهاجاً
لِوَهْمٍ باتَ في الأعلينَ أعلى


فإن يلقَ البيانُ اليوم ظلماً
فلم يرَ أهلُهُ من قبلُ عدلا


فدأبُ السيف إعجامُ القوافي
وهَمُّ السّوط أن يبقيه طفلا


مكتمةٌ قصائدُنا عذارى
ومن يفصحْ يجدْ سجناً وقتلا


وكم من ساحرٍ غشّى عيوناً
بعرضٍ كان وَهْماً ليس إلا


وكم موسى ذوى في السّجن حزناً
يزيد قيودَه التّحراقُ ثقلا


فنمْ يا شعرُ في الأغماد سيفاً
إلى أن يجتديك الوقتُ سلّا


فللدّجالِ موسمُه وفجراً
ستحمِلُ والمسيحُ عليه حملا


مصطفى الزايد