العجل الذهبي

شعر مصطفى الزايد

لقد كانت أمانينا كباراً
وكان رجاؤنا بالحب أعلى


وإذ دنيا الأنام بلا ضمير
بأهواء على الإحسان تُعلى


شعارات تباع بسوق غدر
فتغلى فوق ما قد كان أغلى


وكم من تاجر بالطهر نادى
ولم يعرف لطهر النفس شكلا


قميء في الوضاعة لا يجارى
مريض مثل طاغوت تألى


يشارك صحبه بأذى البرايا
يظن لنفسه حولا وصَولا


كأنهمُ كلاب في يديه
مرابطها فيجعلهنّ نصلا


يطاعن من يشاء بهن حتى
إذا خُسّئّنَ لم ينبس بكلا


كأن العِرض بين يديه عَرض
اذا ما شا تمتع أو تسلى


وإن ألقته عاقبة الليالي
ببأس لم يزده البؤس إلا...


ولي عتب على شرف عريق
غدا بيدي ذوي التدجيل حبلا


فلم يك غير إمعة تردى
ولم يكرم له عرقا وأهلا


وصافية الكؤوس استخدمتها
قذارتهم لتدبغهنّ وحْلا


وتسقي من تشاء بهن سما
وتتحف من تشاء وهن غفلى


أذل من العبيد لدى لئيم
وأخذل من سباء هبن قتلا


ووا أسفي على من خان موسى
ليتبع سامريا كان نغلا


وباع الدين يستهويه تبر
ليعبده وقد سواه عجلا


ولم تقبض يداه سوى وعود
بها الشيطان قبل اليوم أدلى


وما دامت لنمرود لتبقى
لمقرود تولى ما تولى


كأن لم يدر أن الله يدري
وقهر الله دوما كان عدلا


و كم أكدت بأمتنا سبيل
إذا ولي النفاقُ المحض جهلا


وما كان الجهالة نقص علم
ولكن بافتقاد العلم عقلا


وما كان انتصار البغي عزا
ولا فوز بسبل الغدر نبلا


فقد خرج النبي بسيف قهر
وعاد بسيف عز ليس يبلى


مصطفى الزايد