عبثا أحاول فهم نفسي ، عبثا أحاول الخوض في غمارات محيط ذاتي المتلاطم .. واستكشاف ملامح حقيقتي .
الغموض يصدمنني والالتباس البغيض يحولني إلى شخص يهذي بكلام دون سياق أو رابط مفيد ..شخصيات من الماضي السحيق تحاصرني وتشدني إلى زمن متشابك الخيوط .
نيرون تتألم الأنغام على أوتار قيثارثه وهو يتطلع إلى ذخان حرائق روما بانتشاء..كاليجولا يصرخ ملء صوته وهو يمتطي صهوة جواده : " أنا سأحل محل الطاعون يأهل روما الأشقياء"، والحجاج يمتشق سيفه البتار وهو يصرخ : ، والله يا أهل العراق إني لأرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها ، وإني لصاحبها ، والله لكأني أنظر إلى الدماء بين العمائم واللحى.
ما اشبه اليوم بالأمس ، الدم يسفك ، وغريزة التدمير تكبر لدى الطغاة في الماضي والحاضر ، والتاريخ اللئيم يمارس مكره بشكل ظاهر ومضمر ، وأنا بكل إحباطاتي وانكساراتي أمارس لعبة الكر والفرّ مع فلول الضياع والاغتراب ، وهي سمة تلازم الكثيرين من أمثالي
محمد محضار 2012