العمارة
( فانتازيا قصصية)
—-
مر أكثر من عام على كسر ماسورة الصرف الرئيسية ممايهدد البيت بأن تغمره مياه المجاري التي بدأت تتجمع في الأركان وتتسرب إلى الشقق .
أحضرت سباكاً حاذقاً وصفوه لي لإصلاحها قالوا إن له باعاً طويلاً في إصلاح هذا اللون من الأعطال ..
بعد أن عاين العطل طمأنني أن الأمر بسيط وأنه سينتهي من إصلاح العطل قبل أن تنتشر مياه الصرف فتفسد الأثاث والسجاجيد وتؤذي الأطفال وطلب مبلغاً كبيراً لشراء الأدوات اللازمة وبدء العمل وأن أضمن جمع الأموال باستمرار من السكان حتى لايتوقف العمل وضماناً لاستمرار التمويل قام بوضع يده على صندوق الخدمات بالعمارة والوديعة البنكية الكبيرة لحساب المقاولة ..
حضر السباك وصبيته وشرعوا في خلع السلالم وإزالة السيراميك القديم وغلق الحمامات وقفل المحبس الرئيسي للعمارة .
قبل أن نفيق من ذهولنا وجدناه يستدعي مقاولاً ليبنى لنفسه دوراً جديداً أعلى العمارة ليتمكن من الإشراف على العمل !! ..
ثار السكان وهاجوا فطمأننا بأنه سيسلمنا العمارة جديدة وفاخرة في زمن قصير .. قلنا له نحن لم نتفق معك على تجديد العمارة وأنما أتينا بك لتصلح ماسورة الصرف لكنك تركتها واشتغلت بأمور أخرى ومياه الصرف بدأت في الانتشار داخل الشقق بالفعل حتى أن بعض السكان هربوا من شققهم إلى مساكن بديلة أو لجأوا للسكنى عند أقارب لهم لكنه هددنا بقوله إنه عارف شغله كويس وأن علينا أن نصبر حتى يغير السيراميك و السلالم ويصلح المصعد ويضع به مرايا جديدة وإضاءة ساطعة وينشر أصص نباتات الزينة في الأركان .
دب الخلاف بين السكان فمنهم من يرى أن العمارة بالفعل كانت تحتاج لتجديد شامل ومنهم من يرى أن السباك قد خالف شروط التعاقد وأنه تسبب في معاناتنا ومغادرتنا لمساكننا ، ومازالت ماسورة الصرف الرئيسية مكسورة ورائحة المجاري تزكم الأنوف.
——
‏M.M