هل يؤخرنا الدين ؟ أم يجمعنا ضد عدوان المفترسات في غابة الأرض ...؟

[أحمد مراد عارف]

الدين ... ككل ... هو مجرد إنتاج ثقافي بشري محدود بزمانه و الإقليم الذي ظهر فيه ... خاص به منبثق عنه و جاء حلا لمعضلاته زمانا و مكانا و من المؤكد الاعتراف أنه غير قادر على مجابهة معضلات السنة الموالية ناهيك عن العشرية أو القرن أو الألفلية التي تليه ...
إذن فما الشيئ و الداعي لكل هذا الاستبسال في الاستمساك بعراه ...
هل هو الخوف ... الطمع ... " الأخرويين " الخوف من عدوان قوى الحضارات الأخرى ... الإشفاق من تضييع تراث الأباء الغزاة ...
هل يعتبر التمسك به مع التيقن من زيفه و تخليطه دواء و علاج لأمراض منحصرة داخل عظة رأس الإنسان العاري ... الضعيف ... الطماع ...
هل تمكنت البنية الجسدية و غددها الصماء كما يقال في أوساط علمية من جعلنا عرضة لإفرازات خاصة مطمئنة و نحن متدينون فيما أن تلكم الإفرازات تقل بترك الإيمان بالعالم الآخر مما يعرض البدن ككل لهزات مميتة و مسببة للجنون و الاستياء و التشاؤم و الاكتئاب ... مما يوحي أو يوهم أن التدين مطلب يتوجب ترقيته و المحافظة عليه و تزيينه و ترك محاولة هدمه و الإساءة إلى سمعته و شرفه و شرف و كرامة سدنته ... ؟
ما هو الحل ...
هل ننتظر مليون سنة حتى تضمحل تلك الغدد ...
ماذا لوكان الدين فعلا وسيلة للسيطرة على الجانحين أصحاب النفوس الضعيفة الذين لا تهمهم غير أنفسهم ...
و لكن الزيف مع هذا يبقى زيفا و بهتانا و تحريف للحقائق ...
ماهو الحل ...
هل نحن مطالبون بتجديد ديانة تجمعنا كلنا تحت مظلة العلوم المتجددة و السباقة لآفاق الحرية و التعقل و ترك الإيمان الزائف الأسود بالأرواح التي تعاقب بالجمر و السلخ و الإهانة و تواصل المكافأة بلحوم الطير و بكرامة النساء ...؟
مما يجعل نموذج الألهة المعتمدة بعيدة كل البعد عن الرشاد و الرحمة و الحكمة ...
أشكركم .
أتمنى تواصلكم .

[محمد فؤاد منصور]

لأن أول القصيدة كفر فقد أظهرت جملتك الأولى عدم اعترافك بالدين ولابالوحي ولابالكتب المقدسة لأنك ترى الدين ثقافة بشرية لاعلاقة للسماء بها ولاوجود لله فيمايبدو .. فماالذي سنناقشه هنا ؟!

[أحمد مراد عارف]

عن أي " الله " تتحدث يا محمد يا أخي ؟؟؟
هل هو الله اليهود أيلوهيم الذي خص نفسه باليهود و جعلهم و حدهم شعبه و وعدهم و ساندهم و جعل رقاب كل الناس تحت نعالهم ؟
ذلك الذي كان كل كلامه مستوحى " مسروق " من حضارات ما بين النهرين و الحضارة المصرية القديمة ...
أم هو " الله " المسيحية الذي أرسل ابنه ليذبحه على مرأى من جلاديه فيكون فداءا للبشرية من ذنب لم تقترفه و هو عصيان الرب في عليين و الأكل من شجرة المعرفة ؟؟
أم هو " الله " الذي يقول في محكم تنزيله " فأتبع سببا حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة " أي أن للشمس العظيمة منبع ماء ذي حمأ و طين اسود تدخل عبره كل مغرب و تختفي ...
و هو الذي منح نبيه صك نيل وطره من كل امرأة تهبه نفسها خالصة له من دون المؤمنين ....
هل هو الله الذي لا يجد طريق لإقناع الناس بدينه العربي العنصري فيأمر بقتل كل مخالف ...؟
لقد كنت سلفيا و لدي مكتبة كبيرة جدا هي اليوم مرمية في كراجي يعلوها الغبار عندما عرفت حقيقة الأمر و من أن ديني هو مجرد أيديولوجيا يتمكن من خلالها الملوك من السيطرة على الناس و تسييرهم انطلاقا من كذبة...
و وصولا إلى وهم كبير ...
لقد عرى العلم و الكشوف العلمية المتلاحقة سوءات الأديان كلها وبات واجبا على كل رشيد إن لم يترك هذه الخرافات جملة واحدة و يناضل ضدها أن يقف وقفة حكمة و تعقل و يعرض خزعبلات السدنة على العلم و العقل المحض
و يتوغل برفق صوب الحقيقة هي أطيب مما يتصور إن الحق أحق بأت يتبع من الوهم لقد شروا رضانا و صمتنا و خضوعنا و استسلامنا بالنساء و الخمر و الفاكهة و يتخويفنا بعذاب رهيب لا يتحمل الحديث عنه عاقل
في سبيل السيطرة علينا فحسب و آن لنا أن نصارح أنفسنا و نواجه حقائقنا و لا نظل أطفالا صغارا خائفين من بعبع زائف لا وجود له ...
أشكركم و أحييكم .

[محمد فؤاد منصور]

احترم صراحتك وموقفك من الأديان جميعاً وإعلانك الإلحاد بصراحة ووضوح ، ربما السبب في هذا التحول الدرامي من سلفي متشدد إلى ملحد لايعترف بوجود الله ويعتبر الدين خرافة والله وهماً يؤكد النظرية التي تقول بأن التحول من النقيض للنقيض هو سمة من سمات التطرف وظاهرة ينبغي دراستها ،فشمس البارودي التي مثلت على الشاشة المشاهد الساخنة تحولت في طرفة عين لشيخة تدرس القرآن وتعظ النساء . وماأكثر مافي حياتنا من نماذج مشابهة لذلك التحول الذي يجب دراسته كظاهرة مؤكدة .. ليس عندي ماأقنعك به لأنني لست متشدداً ولم أكن في يوم من الأيام ولكنني أعتبر الحد الأدنى من التدين البسيط شرطاً للعيش في سلام أملاً في أن يكون مانؤمن به حقيقة ترد لنا حقوقنا وترفع عنا الظلم الذي نعاني منه حتى لانموت كمداً وقهراً .. هو نوع من العلاج الذاتي إن شئت لاضرر منه ولاغنى عنه. تحياتي .

[أحمد مراد عارف]

قال لي ذلك الصديق يوما :
إتهم أسرى بلا عيون و لا اسماع و لا عقول و لا خطى ...
لقد حبسوا في أصلاب أجدادهم ...
و كان كلما ولد جد لهم ربطت يداه بقدم سجانه و ربطت نظراته و لسانه و نوازع نفسه ...
إنهم يسمون أنفسهم مبصرين فيما أنهم يمشون عميا بعيون على اتساعخا ...
إنهم يسمون أنفسهم ذوي سمع و قلوب مبصرة و كل همهم طاعة سيدهم الذي يؤزهم لقطع رقاب الناس و الدوس على كرامتهم و وعيهم ...
و ينعتون من سواهم بالكافرين و الملحدين فيما أنهم هم بالنسبة للشمس و العلم و الحقيقة ... الكافرون ... الملحدون ... الأشقياء ...