ذكرى وبرد
أثارَ دُموعي حيث أصْحو وَأسْكرُ
حنينٌ إلى جانا يغيبُ وَيظهرُ


تذكرْتها والبردُ حوليَ مُطْبقٌ
وَكمْ كنتُ في أحْضانِها أتدَثرُ


ألا أسْعدَ اللهُ الليالي بقرْبها
وَإذْ هِيَ وَسْنى حينَ تُومِي وَتنظُرُ


وَإذْ أنَا مِثلُ الطفلِ مُلتحِفٌ بها
فتحْكي حِكاياتِ الهوى وَتفسِّرُ


وَتشرَحُ في هَمْسٍ وَفكريَ شاردٌ
بعالمِها الوَرْدِيِّ حيثُ أفكِّرُ


فتُوْخِزُ جَنبي في دلالٍ وَرِقةٍ
تقولُ انْتبهْ يَا ابْني وَإلا سَأنفرُ


فأسْتسْخِفُ التهديدَ منها تجَاسُراً
فليْسَتْ على هَجْري وَبُعْديَ تقدِرُ


فتزدادُ حَنقاً مِنْ غُروري وتنثني
فأعْدُو وَرَاها ضَاحِكا أتعَثرُ


سلامٌ على تلك الليالي فَطعْمُها
كذِكرى لها في القلبِ شهْدٌ وَسُكّرُ


وفي عِزِّ سُكري ذاتَ يومٍ تَرَحَّلتْ
وَما خِلتُها تنأى بعيداً وَتهْجُرُ


فَخَلَّفَتِ الاوْجاعَ منذُ ارْتحَالها
وأصْبحتِ الاحْزانُ تنمو وَتكبُرُ


وأصْبحتُ قلباً بَلقَعَاً لا تَجُوبُهُ
سَحائبُها يوماً وَلا فيهِ تمْطِرُ


وَسِرْتُ بصَحراءِ الحياة مُشتَّتاً
كمجنونِ ليلى بالصَّبابةِ يَجْهرُ


حياةٌ بلا مَعنى وَقلبٌ قَدِ انتهَى
فيا لكَ مِنْ قلبٍ قضَى يتَحسّرُ


ويا لكِ من دنيا بها الحظُّ واقفٌ
يشاهد ما فينا ولا يتغيَّرُ