ردود الافعال المتوقعة وغير المتوقعة لايران وحلفائها

عملية امريكية لا تخلو من القرصنة على ارض عربية ذات سيادة وبصرف النظر عن كل المعادلات السياسية المطروحة في المنطقة واوجه اتفاقها وتناقضاتها ولكن من المهم ان تلك العملية التي تم فيها اغتيال الرجل الثاني في ايران عمليا ويمتلك حرية التصرف في رسم المعادلات الايرانية ذات العلاقة ذات الصلة برسم كل المعادلات في المنطقة للقوى المختلفة وبدون مواجهة عسكرية قد تكون بين معسكرين او قوتين قد يجيزهما ادعاء كل منهما في مواجهة شاملة او شبه شاملة او جزئية ، ولكن هذه العملية لا تنم عن قوة تدعي انها القوة الاولى في العالم وتمتلك اكبر ترسانة اسلحة نووية وتقليدية وتمتلك اكبر عجلة اقتصاد فهي عملية لا يقوم بها الا الصغار او مجموعات او حركات تحرر ولكن يبدو ان ترمب يمتلك من الرعونة وسلوكيات القرصنة كما يمتلكها قادة ما يسمى اسرائيل في تصفية قادة حركة التحرر الوطني الفلسطيني في عمليات جبانة لا تنم الا عن جبن اهوج لا يدع مجالا للشك بان هذا الرئيس الامريكي غير جدير بقيادة الولايات المتحدة الامريكية سواء اتفقنا معها او اختلفنا ولذلك قبل ان نطرح ردود الافعال لهذا العمل الخطير الذي فسره مرشح الحزب الديمقراطي الامريكي جون بايدن ( ترامب وضع اصبع ديناميت في برميل من المتفجرات فهل هذا لصالح الامن القومي الامريكي ام لاغراض اخرى ؟ ) وكما صرحت رئيسة مجلس النواب الامريكي بلوسي بان هذا العمل يخرج عن النطاق القانوني لاتخاذ القرارات في الولايات المتحدة الامريكية وهناك من انتقدوا ترامب في قراره المتسرع والمتهور من الحزب الجمهوري نفسه الذي يمثله ترامب وكذلك من النواب في الحزب الديمقراطي الامريكي ، وكما وصفت بعض وسائل الاعلام الامريكية بان وراء هذا القرار ليس لحماية الامن القومي الامريكي وفي تساؤل هل فعلا قاسم سليماني يمثلا خطرا على الامن القومي الامريكي ؟ واستجلاب بعض من التاريخ تبريرا لهذا القرار بانه قتل امريكان في عهد بوش واوباما ... فالتسؤول لماذا لم يقوم هذين الرئيسان باتخاد قرار مماثل باتجاه سليماني سابقا ؟!

ولكن كما وصف الجمهوريين وديمقراطيين ما وراء هذا القرار هو محاولة خروج ترامب من مصيدة الكونغرس بعزله ووصفوا هذا القرار بالمقامرة ، فهو رجل تعود على باحات وانشطة القمار في سوق الولايات المتحدة الامريكية وهو يقود سياساته عبر هذا المنطق .

اما ردود الافعال الدولية والاقليمية فهي اتت كالتالي :
1 – اتصل بوتن بالرئيس الفرنسي مستنكرا هذا العمل والخارجية الروسية اعطت اوصاف لقاسم سليماني بانه بطل وطني وقومي خدم بلاده .

2 – فرنسا دعت للانضباط وعدم التصعيد

3 – الصين التي لها نشاط في مناورات بحرية مع ايران ايضا وصفت بان اجراء ترامب قراره عمل متهور .
4 – موقف السعودية والامارات موقف متوازن يدعو للانضباط والالتزام بعدم التصعيد من كلا الطرفين
5 – موقف بريطانيا اتى على لسان رئيس الوزراء مثنيا على قرار ترامب في تصفية قاسم سليماني
6 – المتحدث باسم الاتحاد الاوروبي دعا لانضباط الطرفين وعدم التصعيد
7 – باقي مناطق المنطقة العربية مهتمة في شؤونها الداخلية سواء وازماتها في شطحات اردوغان ، اما الجزائر وتونس فهي ايضا خارجة من انتخابات وتحاول ان ترسم شكل لنظامها الجديد
8 – البرلمان العراقي وخلال جلسته قبل ساعات دعى لطرد وخروج القوات الامريكية من العراق ووصف رئيس الوزراء التواجد الامريكي بانه غير شرعي وانتهى بنهاية داعش في العراق وان امريكا تمارس نشاطات خارج السيادة العراقية
9 – حسن نصر الله قائد حزب الله اللبناني دعا العراقيين لطرد القوات الامريكية قائلا ايضا ً ان توقيت اغتيال قاسم سليماني اتى كفاصل مهم بين تاريخين وحقبتين ومرحلتين لن يكون في المرحلة الجديدة تواجد للقوات الامريكية في المنطقة وتحرير القدس سيكون اقرب وربما بدون معركة ما يسمى اسرائيل .
10 – اما فصائل المقاومة الفلسطينية 11 فصيل فلسطيني فتح بيت عزاء لقاسم سليماني في غزة

ردود الفعل الايرانية المتوقعة :-

بداية القوى العالمية ستمنع بكل الاحوال اي مواجهة عسكرية شاملة قد تفتح لحرب عالمية ثالثة سيخسر فيها العالم مالا يقل عن 500 مليون ولكن وبناءا على الوساطة الويسرية طرح ترامب التفاوض مع الايرانيين وان يكون الرد فقط محجم وبحجم التصفية في حين كان رد القيادة الايرانية بان الحدث جلل والخسارة كبيرة اي يعني الرد سيكون بحجم هذه الخسارة وهذا التعليل ، ولكن اعتقد من وجهة نظري بان الرد الايراني الاتي وكما وعد الايرانيين وحسن نصر الله لن يكون شاملا ً ولكن مؤثرا ً ليس على امريكا فقط بل على كل دول العالم والخاسر الوحيد في تلك المواجهة هو الوطن العربي والخليج ولكن في النهاية سيتهم المجتمع الدولي ترامب بكل ازماته التي تاتي من الرد الايراني فايران لن تهاجم القواعد العسكرية الامريكية في المنطقة ولن تطلق صواريخها بعيدة المدى على واشنطن ونيويورك ومراكز التاثير الامريكية ولا على اسرائيل ولكن العرب هم تحت المظلة الامريكية وعملية ضرب مصافي البترول التي قام بها الحوثيين لشركة ارامكو قد كانت صاروخ اختباري لمدى تاثير على الحالة التشغيلية للمجتمع الدولي اقتصاديا وغير اقتصاديا والارتفاع المفاجئ لبرميل البترول ، فماذا لو قامت ايران بضرب منابع البترول ومناطق التكرير وماذا سيكون شكل العالم بعد ذلك ؟ واذا كان ما قالت ايران بان المصاب كبير والرد بهذا الحجم فاذا كان يمكن ضرب تلك المنابع بشكل موسع اي اعتقد ان العالم سينتظر سنتين على الاقل للخروج من ازمة تدمير منابع البترول .. اذا كيف سيكون سوق الطاقة في العالم وكيف يمكن تشغيل جميع المرافق في تلك الدول فبترول الولايات المتحدة الامريكية وفنزويلا والمغرب العربي وروسيا لن يكفي ربع الحالة التشغيلية للعالم وبالتالي هل سيتحمل العالم تلك الازمة من قرار متهور لترامب .

واذا فعلا ً قامت ايران بمثل هذا الفعل هل ستقف الولايات المتحدة مكتوفة الايدي في الدفاع عن حلفائها في المنطقة .. اذا الناتج حرب ايضا ، اذا سيكون الرد الايراني مقنن ومركز بحيث لا ينجم عنه حرب شاملة تضر بمصالح العالم ودوله وستقطف ثمارها ايران ولكن في كل الاحوال العرب سيخسرون الا اذا كان هناك حل دبلوماسي يعطي ايران امتيازات في العراق وفي سوريا واليمن ومناطق نفوذ وخروج القوات الامريكية من تلك المناطق وانفتاح اقتصادي ايراني على العالم بانهاء حالة الحصار وايقاف الحرب في اليمن وحل الازمة اليمنية داخليا .. هذا سيعطي ايران مكسب كبير يوازي خسارته لقاسم سليماني واعتقد ان دعوة ترامب من خلال سويسرا وان رفضها الايرانيين بل سيتعاملوا معها ولو بعد حين ، اما اسرائيل المرتعبة من التهديدات الايرانية والتي ايدت سلوك ترامب وقراره وعمليات التهدئة اعلاميا للمستوطنين بان امريكا قوة جباره ستهزم ايران في اي مواجهة وانهم في مامن بالحماية الامريكية فهو يكشف حقيقة اسرائيل الصغيرة والصغيرة جدا ً ،وكما قال احد الكتاب المهمين في معاريف " لقد تخلص العالم وتخلصت اسرائيل من رجل استطاع الوصول الى اسرائيل بشبكة صواريخ محيطة بها من الشمال والجنوب ومن بغداد ودمشق وبيروت وغزة وصنعاء" .

بقلم / سميح خلف