معاتيه السياسة والكلام في كلام


من معالم الفشل او الجهل او مستويات قيادية ليست في مستويات الحدث والحالة والقضية ما نسمعه من تصريحات لرجال النظام السياسي الفلسطيني بشقيه سواء في الضفة او في غزة والاهم هنا ولان الضفة تمثل الحالة الفلسطينية بكاملها كنظام سياسي تمثله منظمة التحرير والسلطة وحركة فتح المؤتمر السابع فحقيقة ناسف على مثل هكذا تمثيل وهكذا مواقف وهكذا برنامج لا نعرف ماهيته ولا عدد سطوره ولا فحواه اذا كان هو برنامج او هناك برنامج .

لم تكن تلك القيادة يوما في مستوى الحدث او المتغير الذي يصنعه النظام السياسي الاسرائيلي او النظام العسكري الاسرائيلي او الامني ايضا ً وكل ما نشاهده هي عبارة عن اسطوانة متكررة وجمل متكررة خالية من اي مضمون سوى التبرير والتعليل والاتكال والترجي والمطالبة والدعوة والاستنكار والتحذير كردات فعل للاجراءات الاسرائيلية او القرارات الامريكية التي تنفذ على الارض في الضفة الغربية .

المتتبع لتلك التصريحات يشعر حقيقة " بالقرف " او بالغثيان وربما التقيؤ لتصريحات رجال يمثلون الطراز الاول في التمثيل الفلسطيني وتمثيل السلطة ، فاذا ما اخذنا تلك التصريحات او بعض منها كنموذج مثل تصريحات صائب عريقات او حسين الشيخ او غيرهم من رجال الصف الاول واخر تلك التصريحات المبنية على الوصف والتعليل وتفصيل المشهد وهذا ليس مطلوب من صانعي السياسة الفلسطينية والقرار الفلسطيني والتمثيل الفلسطيني وتمثيل كبرى حركات التحرر الوطني ( سابقا ً ) فاذا ما اخذنا تصريحات صائب عريقات والتي هي في نفس الاطار لتصريحات حسين الشيخ التي تتحدث عن نية نتنياهو بضم منطقة الغور والغور الشمالي والتي تحذر الجانب الاسرائيلي بان مثل تلك القرارات قد تهدد السلم العالمي وتهدد المنطقة وتشعلها وتتناقض مع الاتفاقيات مع الجانب الاسرائيلي وستضع تلك الاتفاقيات محل الغاء من الجانب الفلسطيني .

سمعنا تلك التصريحات من السيد محمود عباس منذ ثلاث سنوات وكررها كل عام وفي كل لقاء وتم تشكيل لجنة لسحب الاعتراف باوسلو وايقاف التنسيق الامني ، اجتمعت اللجنة لمرة واحدة ولم تعد للاجتماع مرة اخرى ، قرارات المركزي التي هي من المهم كجهة تشريعية سياسية للشعب الفلسطيني ووطنية ان يؤخذ بها منذ عام 2015 ولكن للاسف كل تلك التهديدات تصطدم مع نظام سياسي ذو مصلحة حقيقية بوجود الاحتلال وكما زعم قادة الاحتلال بان السلطة لها مصلحة في وجود الاحتلال ولولا هذا الوجود لما بقيت السلطة ، عبر سنوات من اوسلو تولدت طبقة من السلطة من المقاولين ومراكز القوى اصبحت في تداخل وتشابك حقيقي مع المستوطنات والسلطات المدنية الاسرائيلية والمقاولين ورجال الاعمال وغيره ، ولذلك عندما اتت حكومة شتية التي سموها حكومة التغيير اصطدمت مع هذا الواقع ولم تفعل شيء من التحلل سواء من الخروج من عنق الزجاجة الاقتصادي مع الاسرائيليين ، حتى العجول فبدلا من ان يستوردوا 10000 عجل ارتفع العدد الى 20000 عجل ، ولازالت ازمة الكهرباء قائمة للان وكثير من العجز الواضح لهذا النظام السياسي في معالجة كافة القضايا الوطنية والوجودية للشعب الفلسطيني ، وهؤلاء الذين يهددوا ويحذروا ويدعو العالم لانقاذهم اولا العالم لا يعترف بالضعفاء بل يعترف بصانعي الحدث على الارض ولكن ماذا فعلتم عندما نقلت السفارة الامريكية للقدس ؟ هل تغير وجه المنطقة وهل اصبحت المنطقة على بحيرة من البراكين ؟! للاسف لم يحدث شيء سواء على المستوى الذاتي الفلسطيني او على المستوى الاقليمي او الدولي ، ماذا فعلتم عندما قررت اسرائيل بناء 2000 وحدة سكنية في الخليل ؟ ماذا فعلتم عندما استولت اسرائيل على حقول الغاز الفلسطينية؟ كثير يمكن القول في هذا المصطلح ماذا فعلتم وماذا وماذا وماذا ..للأسف لا شيء !

نحن كفلسطينيين نحتاج الى صانعي حدث وليس لناسجي ابجديات قصائد سياسية على غرار قصائد الوصف والغزل والهجاء ، فهذه ليست وظيفتكم فانتم تمثلون حركة تحرر وطني وان اخطأتم في الطريق او انحرفتم ، النظام السياسي الفلسطيني يجب ان يتغير بابجدياته وشخوصه بشخصيات قادرة على صناعة الحدث وقادرة على تفعيل الشارع الفلسطيني وقادرة على حل الازمات ايضا ً وقادرة على التاثير على الاحتلال وليس التساوق معه او طلب الضعفاء من الاقوياء .

مشكلة الانتخابات رغم وعود الرئيس ورغم وعود عباس الا انها توقفت وتجمدت ، لماذا ولان الاحتلال له الجانب الاكبر في القرار وانتم لستم اصحاب قرار وتتعللون بالقدس وبدونها لا يمكن اجراؤوها وكان قريحة الشعب الفلسطيني توقفت عن ولادة اداة فعل او قرار او تاثير وتطالبون بدولة ! عن اي دولة تتحدثون يا هذا وذاك ! ابقى هناك دولة؟! او تضاريس تلمح لدولة في ظل الاستيطان ؟!

اليوم حضر لاسرائيل كافة زعماء العالم للاحتفال بذكرى الهيلوكست حتى الاصدقاء للشعب الفلسطيني خرجوا من صداقتهم ليس لانهم غير مؤمنين بقضية الشعب الفلسطيني ولكنهم وجدوا قيادة ضعيفة ركيكة مبتلية بالفساد ، خسرنا في المستوى الدبلوماسي وخسرنا وطنيا وخسرنا ارض وخسرنا انقساما ً وخسرنا اضعافا وتشقق وتهتك في حركة فتح والقوى الوطنية الاخرى .. اذا ماذا بعد ؟ وكيف يمكن ان نصف تصريحاتكم الركيكة الضعيفة التي ليس لها لا حول ولا قوة وهذا ما يتناقض مع اي زعامات تمثل شعب وتمثل قضية وتتحدث عن ازمة ..اذا ماذا انتم وماهو وجودكم الا خسارة تلو خسارة تلو خسارة .

بقلم / سميح خلف