بمناسبة بشائر الاتفاق بين مصر والسودان وأثيوبيا على قواعد ملء وتشغبل سد النهضة بما يحقق مصالح الدول الثلاثة يوم الجمعة 7 جمادي الأخرة عام 1441هـ الموافق أول فبراير عام 2020م
***
فيضان النيل
***
شعر
صبري الصبري
***
يا نيل فاض بضفتيك الماءُ
وبدا السرورُ فكلنا سعداءُ

واهتزت الأرض الشغوفة للنما
في عرسها تتمايل الغبراءُ

ويزيد فيها الحَبُّ سرا والنوى
والنبت فيه براعمٌ خضراءُ

والجو أشرق بالجمال مشعشعا
غضا رقيقا زانه استرخاءُ

ماذا يقول بالانبهار محدثٌ ؟!
ماذا تقول السادة الخطباءُ ؟!

فاض العطاء بقدرة ومشيئة
من فضله .. هو ربنا المعطاءُ

أرزاقه تترا بحسن سياقها
فيها لنا من بسطه الآلاءُ

واقرأ بقرآن كريم وحيه
للناس فيه الذكرُ والإنباءُ

ساق المياه من البعيد لمصرنا
والنبعُ جنته بها الإرواءُ

ورآه خير الخلق طه المصطفى
في ليلة في طيها الإسراءُ

فالنيل خير قد أتانا كلنا
متدفقا في ضفتيه نماءُ

لن تحرموا مصر الحبيبة ماءه
يا من رغبتم أن يعم بلاءُ

طول الزمان ونيلنا بمروجه
مخضرة فيها لنا الإهداءُ

وحياتنا تحلو بنهر خالد
في هذه الدنيا به الإحياءُ

طابت به البلدان في إغداقه
فيها الجمال وطابت الأحياءُ

إن غاب عنا فالصلاة لجوؤنا
لله فيها بالدعا استسقاءُ

هو نيل مصر وحوضه ومصبه
فالكل منه تحفه الأضواءُ

لا تلعبوا بالنار إن حريقها
سيكون فيكم أيها الأعداءُ

لا تلعبوا بالماء إن خريرها
عزف لنا ومسرة غناءُ !

وبه يكون الخير فينا كلنا
تخضر منه الروضة الغَنَّاءُ

إن فاض غنينا بمحض سرورنا
أو شح فينا فالحياة بكاءُ

والله يحمينا جميعا من أذى
عنا يولي الجدب والأنواءُ

يا شعب (إثيوبيا) الصديق محبة
من شعب (مصر) لكم لديه إخاءُ

ولإخوة (السودان) صدق مودة
بقلوبنا نبض زكى ودماءُ

لن يمنع النيل الطويل مكابرٌ
أو غادرٌ أو حاقد مستاءُ

فلتسمعوها من محب شاعر
والحب ما غنَّى به الشعراءُ !

يا نيل فاضت بالقصيد قريحتي
وتدفق الإلهام والألاءُ

ستظل في أرض الكنانة سابحا
مسترسلا في نهرك الإنماءُ

والحمد لله العظيم بحمده
وبشكره تتزايد النعماءُ

صلى الإله على النبي وآله
ما طاب بالنيل الجميل هواءُ !!