بعض الأصدقاء العلمانيين يرون أن المذهب الشيعي كالسني في إخراج جماعات كداعش والقاعدة والإخوان...إلخ..


وهذا غير صحيح..بل حديث لا يقله أبسط دارس في علم المقارنات وفلسفات العقائد وكيفية نشوء جماعات العنف العابرة للحدود..


أولا: جهاد الطلب هو الأساس الذي قامت عليه كافة جماعات الإرهاب حاليا والتي احتلت عدة دول مشرقية وهددت العالم بأوسع هجوم لانتحاريين، وهذا المعتقد هو (سني صرف) لا يوجد دين أو مذهب عقائدي في العالم حاليا يؤمن بضرورة نشر الدين خارج الحدود بالسيف غير السنة .


ثانيا: جهاد الطلب قائم دليله على فعل الصحابي بعد موت الرسول، وقتها الشيعة كانوا معارضين طوال ٢٠٠ عام، وبالتالي خلا تراثهم من تشريع جهاد الطلب بل استنكروه بفعل الإمام عليّ الذي أوقف الفتوحات طيلة عهده..


ثالثا: مشروعية دليل فعل الصحابي لا يوجد فقط سوى في المذهب الحنبلي، لذلك كافة جماعات العنف المعاصرة هي حنبلية في الجوهر وإن ادعت تقيدها بالمذاهب الأربعة، لذا فيمكن القول أن المذهب الحنبلي داخل السنة هو المعتقد الديني الوحيد الآن من يفتي بغزو الأمم ..


رابعا: الجهاد في المذهب الشيعي (دفاعي وقائي) ويخضع لسلطة الإمام المجتهد من باب كونه سياسة لا من باب كونه دين، والجهاد الديني الوحيد في ثقافة الشيعي لا يكون سوى بعد ظهور الإمام الغائب ونهاية عصر الغيبة الكبرى بظهور المهدي، علما بأن هناك مراجعات لهذا المعتقد حاليا والإفتاء بأن كافة شئون الجهاد هي سياسة لا دين حتى بعد ظهور المهدي...


خامسا: بالتالي من يساوي داعش بحزب الله اللبناني مثلا يجهل أسس العقائد في التراث بل ويجهل طبيعة كلا المذهبين السني والشيعي، ووصفه للحزب بالإرهاب لا يعدو كونه تأثيرا من بروباجاندا سلفية وغربية تشبعت بها مجتمعات السنة منذ حرب لبنان ٢٠٠٦ والحزب بالفعل إرهابي لكن بالنسبة لإسرائيل المحتلة ولا يشكل خطرا سوى عليها وعلى حلفائها..


سادسا: فارق بين الشريعة وجهاد الطلب، السعودية طبقت الشريعة السنية لديها لكن مع ذلك لا يمكن وصفها بالإرهابية لعدم نشرها تلك الشريعة بالقوة، والمأخذ الوحيد عليها أنها كانت تشجع الحنابلة فقط بجهاد الطلب قبل أن تتوقف عن ذلك مؤخرا .


سابعا: كذلك إيران طبقت الشريعة الشيعية لديها مع ذلك لا يمكن وصفها بالإرهابية لعدم نشرها تلك الشريعة بالقوة، والمأخذ الوحيد عليها الآن أنها تشجع على تثوير الشعوب المسلمة ضد أنظمتها المدنية والملكية بأيدلوجيا إسلامية مكافحة للنفوذ الأمريكي...


ثامنا: كذلك إسرائيل تصف نفسها بالدولة اليهودية وتقدم نفسها على أنها دولة عقائدية. مع ذلك لا يمكن وصفها بالإرهابية في هذا السياق كونها لم تفرض شريعة التناخ على غيرها، مع ذلك فجرائمها واحتلالها لشعب فلسطين يمكن وصفه بالإرهاب بلفظ جديد هو ( إرهاب الدولة)


تاسعا: من ذلك يتبين أن وصف الإرهاب نسبي حسب قائله وكثيرا ما يوصف نظام مصر بعد ثورة يونيو ٢٠١٣ بالإرهابي ردا على وصف الإخوان بالإرهاب ...هنا صار الوصف مجرد اتهام لا مصطلح علمي يؤخذ في سياقه .


عاشرا وأخيرا: آفة علمانيين العرب أنهم جهلاء ومستسلمين لدعايا الغرب والرأسماليين بالكلية ويرددون نفس مصطلحاتهم، فلم يسبق لأحدهم أن تحدث مع شيعيا ولا قرأ كتاب شيعي ولا يدرك ما هو علم مقارنات الأديان ولا تطور الفكر..وبكل بلاهة يخرج بمنتهى الثقة يوزع تهم الإرهاب على الناس جزافا ..ثم يغضب إذا اتهم بالطائفية أو الانحياز السياسي لصالح الأعداء الذين يصادرون الأرض والثروات ليل نهار دون رادع