من الوسائل البدائية والفاسدة في تلميع أي شخص


إنك تظهره بيصلّي أو يتعبد في مكان مقدس بأي شكل أو تظهره يلعب مع أطفال وفقراء أو حيوانات أليفة..


الفكرة هي تقريب الشخصية لقلب الجمهور المتدين بطبعه أو مخاطبة العاطفة الإنسانية فيه، وهذا الاتجاه عموما يعتبر وسيلة شائعة في تلميع الزعماء السياسيين والدينيين في العالم المتخلف والمستبد..


هتلر وصدام حسين تم تصويرهم مع أطفال وفقراء بعدد شعر راسهم، ويعتبر هذا النوع من الدعاية بروباجاندا سخيفة في العالم المتقدم تحمل في طياتها (فساد مستتر) على الفور تبدأ الصحافة بالتحقيق فيه ودوافع المصوّرين والجهة التي يعملون من خلالها والمرجعية الفكرية التي تجمعهم والمصلحة المشتركة...قصة كبيرة تطلع في الآخر وجود مصلحة فعلا وأكل عيش على قفا الناس..


المغني المصري "حمو بيكا" أول ما منعت أغانيه قرر إنه يطلع يتصور في جامع وهو بيدعي ربنا، كذلك الفنان "محمد رمضان" نفس الشئ وهو بيصلي في جامع..الشيخ الشعراوي في عز الهجمة عليه أنصاره كانوا ينشرون صورا له وهو يقرأ المصحف أو لابس ملابس الحج والعمرة..أو صورته الشهيرة وهو يضحك وعليها كلمتين حلوين..أصله مش هايقدر يعمل أكثر من ذلك لأن الرجل غير عقلاني وأدلته في إيمانه ينسفها طالب علم مبتدئ يعرف يعني إيه حداثة..


زمان واحد منتسب لتنظيم القاعدة كان بيعرض علينا في ملتقى الإخوان المسلمين (قرآن بصوت أسامة بن لادن وأيمن الظواهري) أصله عارف إن مذهب بن لادن مش مقبول من كل الإسلاميين اللي بينهم صراع حزبي على السلطة وبعضهم رافض ولاية بن لادن وعايز ولاية مهدي عاكف، بالتالي فالقرآن هنا وظيفته تقريب نفسي وروحاني بين الزعيمين وتصدير صورة لبن لادن بالشيخ التقي والورع والزعيم الصادق المخلص..


سلفي طائفي عام 2011 رآني غير مقتنع بشيخ اسمه "عبدالرحمن دمشقية" فكانت وسيلته لإقناعي هي "قرآن بصوت دمشقية" فورا قلت له ساعتها: الله يبارك لك.. البغبغان لو قلت له يقرأ قرآن هايقرأ، فيه أنواع من الشمبانزي بتعرف تكتب اللي في خيالها ..فدمشقية لن يعجز عن القراءة أكيد..وقلت له: إني ناظرت الشيخ دمشقية في موقعه المعروف بشبكة الدفاع عن السنة وطلع إنسان تافه وجاهل وسفيه..بل الحمار أذكى منه..فكانت النتيجة إنه شهّر بيا في الإنترنت وكتب مقال "حقيقة سامح عسكر" واتهمني بمعارضة الثورة السورية ودعم بشار الأسد..(أصلها كانت تهمة وقتها فعلا)


أهم وسيلة لارتقاء المجتمع هي كشفه لهذه الوسائل "الديماغوجية" في التأثير، ومعناها كشف الفاسدين اللي بيلعبوا على عواطف الناس، لأن المجتمع أيا كان هو دولة متقدمة أو متخلفة يظل الجمهور عرضة للتأثير العاطفي مهما كانت درجة وعيه، وتظل المشاعر سلاح قوي معادل لقوة الدين في النفوس بل أحيانا تكون أشد..